جزاك الله خير ، لجهدك ووقتك ..

- قوله تعالى ( وانكحوا الايامى )

كما تفضلت اخي الكريم الايم هي من لا زوج لها ، و لا يمكننا هنا

ان نقصرها على المطلقة او الارمله بل هذا لا يستساغ ..

فقد تكون الايم بكرا ...

فلا يصح الاستدلال بها على ان التعدد يستحسن به ان يكون

من مطلقة او ارمله ، و لا ان نقول ان هذا ترغيب بفئة المطلقات

والارامل ...!

لو قلنا بهذا اذا نكون قصرنا معنى المفردة و الغينا بعض من معانيها ..

كما ان هذا المعنى مخالف للنص الصريح باستحباب نكاح الابكار :

فقد دلت السنة على أن الأبكار أولى وأفضل في النكاح من الثيبات كما في قوله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأنتق أرحاماً وأرضى باليسير. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني..وكذا قوله صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه: هلا تزوجت بكراً تلاعبها وتلاعبك... متفق عليه

وايضا ما ورد عن كثير من الصحابة تزوجهم بالابكار و الميل اليهن ..

- سودة رضي الله عنها ، فعلت ذلك لما خشيت طلاقها ، فكان هذا صلح
قرره القرآن ، فكان كالمعاوضة ، والا لا يعتقد انها تزهد بليلتها بلا حاجة
ضرورية ...

و الغيرة كانت على اشدها بين زوجات النبي عليه الصلاة و السلام :


- وعَنْها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتِ: اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رسول الله فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاعَ لِذَلِكَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَالَةَ قَالَتْ فَغِرْتُ فَقُلْتُ مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا.

قال ابن حجر في "فتح الباري":


فيه ثبوت الغيرة وأنها غير مستنكر وقوعها من فاضلات النساء فضلا عمن دونهن
- عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ فَجَمَعَ النَّبِيُّ فِلَقَ الصَّحْفَةِ ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ غَارَتْ أُمُّكُمْ ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ

قال ابن حجر في فتح الباري :

الغَيْرَة: مشتقة من تغير القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص وأشد ما يكون ذلك بين الزوجين.
وقوله غارت أمكم اعتذار منه لئلا يحمل صنيعها على ما يذم بل يجري على عادة الضرائر من الغيرة فإنها مركبة في النفس بحيث لا يقدر على دفعها !!!!
- وما ورد عن عائشة انها غارت من جويرية حين راتها وقالت لقد كرهتها
لملاحتها ولعمت ان رسول الله سيرى منها مارايت ..
و ايضا حزنها كما قالت حين وصف لها جمال ام سلمه ..

* كل هذا يدل على انتفاء الغيرة من قلب المراة وانها فطرة جبلت عليها
لا يمكن دفعها ، وتزيد مع وجود الضرائر !!!

و لو نظرنا ايضا الى صفة العدل الواجب ، فانها مما يزيد في اشعال الغيرة
في قلب المراة :

قال ابن قدامة: ( وليس عليه التسوية بين نسائه في النفقة والكسوة إذا قام بالواجب لكل واحدة منهن. قال أحمد: في الرجل له امرأتان له أن يفضل إحداهما على الأخرى في النفقة والشهوات والكسي، إذا كانت الأخرى في كفاية،. وهذا لأن التسوية في هذا كله تشق، فلو وجب لم يمكنه القيام به إلا بحرج فسقط وجوبه كالتسوية في الوطء)

وقال بن حجر: (( فإذا وفَّى لكل واحدة منهن كسوتها ونفقتها والإيواء إليها لم يضره ما زاد على ذلك من ميل قلب أو تبرع بحفة))..

وهذا القول هو اختيار ابن باز رحمه الله تعالى ..

وهذا كله تخفيفا على الرجل ، و ضغط على عاطفة المراة
بل ان لرجل ان يطلق زوجته الاولى كما هو الحال مع رافع رضي الله عنه
او تتنازل عن بعض حقها ...
وكما كان مع النبي عليه الصلاة والسلام حين خشية سودة من طلاقه لها
فتنازلت عن ليلتها ..

* ولو فرضنا تضررت الزوجة الاولى ولو نفسياً ، من زواج زوجها
فما الحل ؟
الا الخلع ، بمعنى انها تدفع لزوجها مالا يوسع عليه ..
ام انها تصبر لاجل اولادها ؟؟

فهذه كلها ضغوط على المراة من ناحية عاطفتها !!!
و الاضرار النفسية اشد من الاضرار المادية بكثير وخاصة لكائن عاطفي !!


- لما يطلب من المراة هنا ان تخالف فطرتها فابيح لرجل التعدد ؟
و لم يطلب من الرجل ان يخالف فطرته فيحرم عليه التعدد ؟!

و معروف ان هذا قد يعرض المراة للفتنة في دينها ..
فقد ورد ان رسول الله لم يعدد على خديجة حماية لقلبها من الغيرة
و منع عليا من الزواج على فاطمة خشية ان تفتتن في دينها ..
ولم تجتمع بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ضرائر ابدا ..


واعتذر مقدما ان كنت اوردت في ردودك السابقة بعض التوضيح لما ذكرت هنا
لكن مازلت اعتقد بما اوردته انا فكلها امور مقررة شرعاً ..


و شكرا لك ..