أشكر الأخ سعد على سعة صدره، لكني أود هنا أن ألفت نظره إلى أني لم أسأل عن كلمة (بطون) وحدها وإنما سألت في كلا الكلمتين عن كلمة (بطون) مضافاً إليه الضمير في كلا الحالتين، لذا فقد كان من اللازم التعرض للضمير المتصل بالضرورة. وعندها كان لا بد من الإشكال أن يطفو على السطح بشكل لافت.
للأسف إن الأمر ليس بهذه البساطة، فقولكم بأن قوله تعالى: "وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون " يدل على الأنعام بذكورها وإناثها هو أمر غير صحيح، لأن جملة (نسقيكم) قد دلت في كلا الآيتين بشكل قاطع على أن المقصود من الأنعام هي الأنعام التي تدر اللبن، وهذا أمر يستحيل على الذكور منها، خاصة وأننا لا نتوقع أن تكون السقاية من الأنعام التي لا تدر لبناً!
وفي كلا الحالتين تظل الإشكالية قائمة على حالها، وهي أن الضمير في كلا الآيتين يعود على (الأنعام) وهو جمع كلمة (نعم)، وكلمة (نعم) مذكرة ، أما جمعها فهو مؤنث.
المفضلات