حيّة أمام فرعون، ثم مباشرة ( ٣) حوّلا الماء إلى دم، دون أن ( ٢) يجريا معجزة تحويل اليد السليمة إلى يد برصاء ثم إبرائها بعد ذلك ٤٠٣ لقد أصلح القرآن الكريم خطأ التوراة المحرفة!
٣- لم يرِد البتّة في النصّ القرآني أنّ ((موسى)) عليه السلام سيحول يده السليمة إلى يد برصاء (كالثلج) (כשלג) ثم يردّها سليمة، وإنما جاء في القرآن الكريم أنّ يد ((موسى)) عليه السلام كان بها أذى؛ فكانت المعجزة أن تحولت إلى البياض دلالة على العافية. وهنا خالف القرآن الكريم الت وراة وسفر ((فرقي دي ربي إليعازر)).
إسلام فرعون :
" وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ "404
المصدر المدعى
: ذهب عدد من المنصّرين إلى أنّ القرآن الكريم قد اقتبس هذا المشهد من سفر ((فرقي دي ربي إليعاز)) في قوله إنّ فرعون قد نجّاه الله من الموت، وآمن، وحسن إيمانه، وذهب ليحكم بعد ذلك نينوى.
التعليق
: ليس في النصّ القرآني أدنى مشا ة لنص ((فرقي دي ربي إليعازر))؛ إذ إنّ القرآن الكريم قد:
1 - نفى نجاة فرعون، وأثبت غرقه، وما كانت النجاة إلاّ لجثته عند موته.
٢ - في القرآن الكريم، انقطع أمر فرعون بعد موته، فليس هناك من سبيل للحديث عن رحلته إلى نينوى.
٣ - إيمان فرعون لم يقبل؛ لأنّه وقع حين دهمه الموت، وانقطعت فسحة التوبة.
٤ - كرّر القرآن الكريم ذكر أمر فرعون باعتباره نموذج الكفر والطغيان، في حين تبدو الصورة في سفر ((فرقي دي ربي إليعازر)) على خلاف ذلك؛ باعتباره من التائبين المنيبين.
٥ - تبدو الصورة التي عرضها سفر ((فرقي دي ربي إليعا زر)) منكرة حتّى بالنسبة للكتاب المقدس حيث جاء القطع بموت فرعون وجميع جيشه ٤٠٥ ، والجزم بتقبيح ذكره بعد موته. ٤٠٦
٦ - لما تحدثت الموسوعة اليهودية ((Encyclopaedia Judaica)) عن صورة فرعون في الإسلام، ذكرت ما قررّه القرآن الكريم من غرقه ونجاة جسده وما جاء في ((الأجاده)) من نجاته، وقالت:" القصص الإسلامي أثر بصورة كبيرة في الأجادة اليهودية المتأخرة ٤٠٧ ولا أرى في هذا النص غير اعتراف بأن القصّة الواردة في سفر ((فرقي دي ربي إليعازر)) متأثرة بما جاء في القرآن الكريم من حديث عن (نجاة) جثّة فرعون، غير أنّ الخيال اليهودي أفاض في توسيع مفهوم (النجاة)!
اللاويين الأمة الصالحة!
" وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ "
المصدر المدعى : جاء في سفر ((فرقي دي ربي إليعاز)) ٤٥ قول الأحبار : ((من الواضح من سفر الخروج 32 \ 26 أنّ سبط اللاويين لم يتورط في قضيّة العجل الذهبي...))

التعليق
: الآية القرآنيّة لا تحمل البتة أدنى إشا رة إلى سبط بعينه من بني إسرائيل، وكلمة ((أمّة)) تعني هنا ((الجماعة الكبيرة من الناس)).
سبب قتل الولدان :
" إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ "
المصدر المدعى : زعم ((جايجر)) أنّ سفر ((فرقي دي ربي إليعاز)) 48 هو مصدر النص القرآني؛ إذ إنّه يذكر أنّ السحرة قد أخبروا فرعون – تفسيرًا لرؤياه المناميّة - أنّ طفلا سيولد وسيقود خروج الإسرائيليين من مصر؛ ولذلك رأى فرعون أنّه برمي الأولاد الذكور الإسرائيليين في النهر؛ سيموت هذا الطفل معهم.
__________
٤٠3
انظر؛ خروج 8 \ 7 - 21
٤٠٤
سورة يونس/ الآيات ( 90 - 92 )
٤٠٥
انظر؛ خروج 14 \ 8 , 15 \ 4 -5 , مزمور 136 \ 13 - 15
٤٠6
انظر؛ مزمور 74 \ 14 , الرسالة إلى روميا 9 17
٤٠٧
30 \ 16 Encyclopaedia Judaica
٤٠8
سورة الأعراف/ الآية ( 159 )
٤٠٩
سورة القصص/ الآية (4 )
المفضلات