بسم الله الرحمن الرحيم
أخي عبد الرحمن جزاك الله خيرا على الكلمات التي كتبتها في الدفاع عن التعدد ولكن لي ملاحظة على جملة كتبتها ، ومن ثم سأعلق على الموضوع ، وهذه الجمله هي قولك : ( و مما لا شك فيه أن الرجل كرامته لا تقبل أن يقال عنه زوج مخلوع و أن الرجل السوي صاحب النفس العزيزة يفضل أن يطلق امرأته و يوفى لها مؤخر الصداق و متعتها عن أن تخلعه هى و يقال عنه زوج مخلوع أو أن ترفع زوجته قضية طلاق و يطلقها و هو صاغر رغما عن أنفه ) . فكلمة زوج مخلوع ليست صحيحة والأصح هو أن المراة هي التي تختلع نفسها ويدل على هذا الحديث الذي رواه ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المختلعات هن المنافقات " ، ويتبع هذا الحديث قول الترمذي : وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أيما امرأة اختلعت من زوجها من غير بأس لم ترح رائحة الجنة " . (الترمذي : 1186) وصححه الألباني .
أما بالنسبة لموضوع تعدد الزوجات في الإسلام فأقول : أولا : أن الدين لله ، وإذا قضى الله أمرا فلا يجوز لنا إلا أن نقول سمعنا وأطعنا .
ثانيا : إذا كان الله قد شرع أمرا وأحله أو أباحه فلا بد له من حكمة جليلة عرفناها أو لم نعرفها فالخير كل الخير فيما أحل الله .
ثالثا : أنه إذا أساء المسلمون في استخدام شيء مباح فهذا لا يكون حجة على الإسلام ولايكون الخطأ في الإسلام .
رابعا : أن تعدد الزوجات هو شيء مباح وليس واجبا ، بل أن من يخاف أن لا يعدل ـ وقليل الذين يعلمون عن أنفسهم هذا ـ فالأفضل أن لا يعدد كما ذكر الله في كتابه الكريم . وللأسف نجد كثيرا من رجال المسلمين تضيع أمامهم فروض وواجبات فلا يهتز له جفن وإذا ذكر تعدد الزوجات هاج وكأنه هو أساس الدين ، وتجد من لا يصلي وكلنا نعلم أن الصلاة عمود الدين ويهجر القرآن ويضيع الحقوق هنا وهناك وعندما ياتي ذكر تعدد الزوجات تراه أول المتكلمين فيه والمطالبين به وتراه أول كلمة يقولها : هذا حقي . وينسى حقوق الله المفروضة . فيا إخوتي رتبوا الأولويات كما ذكرها الله وأعطوها حقها .
خامسا وهذا موجه للمرأة أولا : وهو ان الدنيا دار ابتلاء ولا شك أن زواج زوجك من غيرك هو ابتلاء شديد ، ولكن المؤمنة صادقة الإيمان تخضع لأمر الله ولا تحرم حلالا .
سادسا وهذا موجه للرجل : أخي الرجل إذا لم تعمل في هذا الشيء وفي غيره كما أمرك الله فستتسبب بفتنة للنساء ، وهذا لا يقبله الله فاتقوا الله فيما أباحه الله لكم . ولا تنسى فضل زوجتك إذا كانت صاحبة فضل ولا تنسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج على خديجة رضي الله عنها فقد كان يحبها حبا كبيرا ، وقد ساندته في حياته بمالها وفي نفسها . وللحديث بقية بإذن الله .