بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأل المسيح أصحابه :
(الكاثوليكة)(انجيل متى)(Mt-16-15)(فقال لهم: --ومن أنا في قولكم أنتم؟ --)
(الكاثوليكة)(انجيل متى)(Mt-16-16)(فأجاب سمعان بطرس: --أنت المسيح ابن الله الحي --.)
هذه الفقرة " 16 " من إحدي الفقرات التي يستخدمها النصاري في حوارهم معنا لإثبات الوهية المسيح .
وأقرب مثال إلي ذلك حوار الأخ الحبيب خوليو مع أحد الضيوف
وكان إستشهاده بتلك النقطة ..
ونحن نقول أن هذه الفقرة مُحرفة
أدخلها كتاب الأناجيل لنسج نصوص لتأليه المسيح
ويظهر ذلك مبدئياً في مقارنة هذه الفقرة بما في إنجيل مُرقص الذي سيأتي دوره في مرحلة قادمة ، تقول الفقرة :
(الكاثوليكة)(انجيل مرقص)(Mk-8-29)(فسألهم: --ومن أنا، في قولكم أنتم ؟-- فأجاب بطرس: --أنت المسيح--.)
" أنت المسيح " فقط وبدون " بن الله الحي " .
وبين هذا المعني وذاك فرق كبير
فيوجد فرق هام بين " المسيح " فقط وبين " بن الله الحي " .
وهذا الأختلاف بين تلك الصيغ يجعلنا نطعن صراحة في حقيقة إستشهاد النصارى بهذه الفقره التي تقول " بن الله الحي " بل ونقول مُحرفة .
ننظر للدفاع من قبل القس الدكتور البروتستانتي المُجدف منيس عبد النور - هذا طبعاً في وجهة نظر الأرثوذكس - في شبهاته الوهمية حول العهد الجديد ص 33:
قال المعترض: «عندما سأل المسيح تلاميذه عمَّن يقولون إنه هو، يقول متى 16:16 إن بطرس أجاب: «أنت هو المسيح ابن الله الحي». ولكن في مرقس 8 :29 نجد إجابة بطرس «أنت المسيح» ويقول لوقا 9 :20 إن إجابة بطرس كانت «مسيح الله». وهذا تناقض».
وللرد نقول: الأغلب أن ردَّ الرسول بطرس كان باللغة الأرامية، فنقله البشيرون إلى اللغة اليونانية، لغة الأناجيل، فجاءت ترجماتهم للنص الأصلي مختلفة في الكلمات، متَّفقة في المعنى. ولم يكن البشيرون ينشئون الحقائق والاقتباسات، بل كانوا يقدمونها. والأغلب أن متى أورد عبارة المسيح بالنص، وهي «أنت هو المسيح ابن الله الحي». وأوردها مرقس «أنت المسيح (ابن الله الحي)» وأوردها لوقا «(أنت) المسيح (ابن) الله (الحي)».
هذا هو كلام البروتستانتي المُجدف منيس عبد النور .
لكن سؤال
يقول الدكتور أن البشيرون نقله الردود ودونوها باللغة اليونانية
فهل هذا صحيحاً ؟
لندع الأرثوذكس يردون عليه :
الإِنجيل بحسب القديس متي دراسة وتفسير وشرح
الأب متي المسكين - الطبعة الأولي 1999 ص 25 :
لقد بدأ القديس متى بكتابة إنجيله ليس بشكله الحاضر باللغة اليونانية ولكن باللغة التي كان يسمعها من المسيح، أي باللغة الأرامية والعبرانية، وهذه الحقيقة تقدِّم لها كل الشواهد بالتأكيد. وأول إشارة وصلتنا هي عن المؤرِّخ يوسابيوس نقلاً من مخطوطة تحكي أن بابياس أسقف هيراكليا بآسيا الصغرى يقول: [متَّى كاتب (جمع معاً) كل الأحاديث باللغة العبرية `Ebra…di dialšktJ t¦ log…a sunegr£yato وعنه أخذ كل واحد وشرح بقدر ما استطاع.]
وهذه المعلومة ينقلها بابياس عن الرسل أنفسهم. ويقص القديس إيرينيئوس قائلاً: [إن متى أيضاً كتب إنجيلاً بين العبرانيين بلغتهم الخاصة.]
كما أن هناك شهادة أخرى ذات وزن عالٍ، وهي شهادة المؤرِّخ يوسابيوس عن بنتينوس الإسكندري يقول فيها:
[يُقال عن بنتينوس إنه ذهب إلى الهند (سنة 195م) فوجد هناك إنجيل ق. متى بين مسيحيي تلك الديار، الذين كان قد خدمهم برثلماوس أحد الرسل وترك بينهم إنجيل القديس متى باللغة العبرانية الذي كان معهم حتى ذلك الوقت.]
فكان رد أحد الضيوف بإستشهاد لمنيس عبد النور مرة أخري من نفس الكتاب ص 3 :
يرد القس منيس عبد النور عليك ويقول :
ليس هناك ما يعيب إنجيل متى لو أنه كُتب أولاً بالعبرية ثم تُرجم لليونانية، فالكتب المقدسة الموحى بها من الله لا تضيع معانيها ولا طلاوتها إذا تُرجمت إلى اللغات الأخرى. ولو سلّمنا جدلاً أن هذا الإنجيل كُتب باللغة العبرية لقلنا إن الرسول كتبه باللغة اليونانية أيضاً، فكان موجوداً باللغتين اليونانية والعبرية معاً.
والأغلب أن فكرة كتابة متى لإنجيله باللغة العبرية جاءت نتيجة ما اقتبسه المؤرخ يوسابيوس عن بابياس أسقف هيرابوليس سنة 116م قال: »كتب متى إنجيله باللغة العبرية، وكان إنجيل متى متداولاً بين الناس باللغة اليونانية«.
ولكننا نعتقد أنه كُتب باللغة اليونانية للأسباب التالية:
(1) لأنها اللغة المتداولة والمعروفة في عصر المسيح ورسله. ولما كانت غاية الله إعلان مشيئته، أوحى بها باللغة المتداولة. وقد كتب جميع الرسل الأناجيل والرسائل باللغة اليونانية.
(2) كان متى يعرف اليونانية، فقد شغل وظيفة عشار قبل اتِّباعه للمسيح، وما كان يمكن أن يؤدي واجبات وظيفته لدى الرومان بدون معرفتها.
(3) من يتتبَّع العبارات التي استشهد بها متى مِنْ كتب العهد القديم يجدها مأخوذة من الترجمة السبعينية (وهي الترجمة من العبرية إلى اليونانية)، وفيها اختلاف في اللفظ (لا في المعنى) عن الأصل العبري. فلو كان متّى كتَب أصلاً باللغة العبرية لَجاَءَت الآيات الواردة فيه كما جاءت حرفياً في التوراة العبرية.
(4) يوجد توافق في كثير من عبارات إنجيل متى وعبارات باقي الأناجيل. ولو جاء بغير هذه اللغة لما وُجد هذا التوافق.
(5) قال إيريناوس (سنة 178م) إن متى نشر إنجيلاً بين العبرانيين بلغتهم، مما يعني أنه زيادة على إنجيله باللغة اليونانية، نشره بالعبرية لفائدة الناطقين بها. وقال أوريجانوس (سنة 230م): »بلغني من التقاليد المأثورة عن الأربعة الأناجيل التي تتمسك بها كل الكنائس تحت السماء، أن الإنجيل الأول وحيٌ لمتّى الذي كان عشاراً وبعد ذلك صار رسولاً ليسوع المسيح، الذي نشره للمؤمنين في اليهودية بأحرف عبرية«. فهذه الشهادة تدل على أن إنجيله كان باللغة اليونانية لفائدة جميع المسيحيين، ثم نشره بالعبرية لفائدة اليهود
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=23208&page=2
فيُضرب بكلام الآباء الأولين ومتّي المسكين عرض الحائط ونأخذ بكلام رجل مُجدف .
لك لا بأس .
لعل هؤلاء الآباء أخطأوا واصاب منيس .
تفسير الأناجيل 1
القس أنطونيوس فكري - كنيسة السيدة العذراء بالفجالة ص 28 :
مقدمة إنجيل متّي :
لغة الكتابة :
كتب متي بالآرامية ثم تُرجمت فيما بعد لليونانية
هل ما يقوله أنطونيوس فكري خطأ فب خطأ هو الآخر ؟
تفسير العهد الجديد
تادرس يعقوب الملطي - كنيسة الشهيد مار جرجس بسبورتنج
مقدمة متّى :
لغة الكتابة
يقول بابياس أسقف هيرابوليس عام 118م أن متّى حوى التعاليم باللسان العبري، وكل واحد فسّرها (ترجمها) كما استطاع. هذا أيضًا ما أكّده القدّيس إيريناؤس والعلاّمة أوريجينوس والقدّيسان كيرلّس الأورشليمي وأبيفانيوس. ويروي لنا المؤرخ يوسابيوس أن القدّيس بنتينوس في زيارته إلى الهند وجد إنجيل متّى باللسان العبري لدى المؤمنين تركه لهم برثولماوس الرسول.
هل كلام تادرس يعقوب الملطي باطل في باطل؟
هو الآخر ؟
ننظر إلي كلام منيس عبد النور الأخير
نجده يستشهد بأقوال بعض الآباء لإثبات أن هذا الإِنجيل المنسوب لمّتى كُتب باللغة اليونانية
فيقول عن ايريناوس :
قال إيريناوس (سنة 178م) إن متى نشر إنجيلاً بين العبرانيين بلغتهم، مما يعني أنه زيادة على إنجيله باللغة اليونانية، نشره بالعبرية لفائدة الناطقين بها.
ونجد تادرس يعقوب الملطي ومتي المسكين بستخدمون كلام ايريناوس ليثبوت عدم كتابة هذا الأنجيل باليونانية :
يقول الملطي :
يقول بابياس أسقف هيرابوليس عام 118م أن متّى حوى التعاليم باللسان العبري، وكل واحد فسّرها (ترجمها) كما استطاع. هذا أيضًا ما أكّده القدّيس إيريناؤس والعلاّمة أوريجينوس والقدّيسان كيرلّس الأورشليمي وأبيفانيوس.
متي المسكين :
وهذه المعلومة ينقلها بابياس عن الرسل أنفسهم. ويقص القديس إيرينيئوس قائلاً: [إن متى أيضاً كتب إنجيلاً بين العبرانيين بلغتهم الخاصة.]
فمن هو الذي يضللنا ويحرف كلام ايريناوس
منيس أم متي المسكين و الملطي ؟
ويستشهد منيس أيضا بـ " أوريجانوس " فيقول :
وقال أوريجانوس (سنة 230م): »بلغني من التقاليد المأثورة عن الأربعة الأناجيل التي تتمسك بها كل الكنائس تحت السماء، أن الإنجيل الأول وحيٌ لمتّى الذي كان عشاراً وبعد ذلك صار رسولاً ليسوع المسيح، الذي نشره للمؤمنين في اليهودية بأحرف عبرية«. فهذه الشهادة تدل على أن إنجيله كان باللغة اليونانية لفائدة جميع المسيحيين، ثم نشره بالعبرية لفائدة اليهود .
ونري أيضا الملطي ومتي المسكين يستخدمون نفس هذا الكلام لبرهنة عكس ذلك
فتقدم كلام الملطي وها هو كلام المسكين :
وإليك أيضاً شهادة من أوريجانوس كما سجَّلها يوسابيوس: [الإنجيل الذي بُدئ بكتابته بواسطة القديس متى، الذي كان سابقاً عشَّاراً وبعد ذلك رسولاً ليسوع المسيح، كتبه بالعبرية وسلَّمه للمؤمنين اليهود] ثم يكمِّل أوريجانوس قائلاً: إن هذا هو التقليد الذي استلمه وأوريجانوس لا يُستهان بعلمه وتقاريره فكلها يأخذها جميع العلماء أخذ ثقة واحترام.
فمن هو الذي يُحرف كلام اوريجانوس ويتأوله علي غير مراده ؟
وهذه شهادات الآباء الأولين علي أن إِنجيل متّي لم يُكتب باليونانية كما ساقها متي المسكين في تفسيره :
يوسابيوس :
وينقل لنا العالِم ماير عن يوسابيوس أيضاً: [لقد قُرئ (الإنجيل) في مساء السبت بواسطة مترجم، لأن متى كتب إنجيله باللغة العبرية.]
كيرلس الأورشليمي :
ويشهد القديس كيرلس الأُورشليمي في عظاته التعليمية قائلاً: [إن القديس متى الذي كتب إنجيله بالعبرية هو الذي قال هذا.]
ابيفانيوس :
ويشهد القديس إبيفانيوس قائلاً: [إن متى هو الوحيد بين كُتَّاب العهد الجديد الذي سجَّل الإنجيل وكرز به بين العبرانيين وبالحروف العبرية.]
كذلك يشهد ق. إبيفانيوس عن قصة رجل يهودي متنصِّر كيف اكتشف إنجيل القديس متى بالعبرية داخل خزانة مغلقة
جيروم :
كما يشهد جيروم في مقدِّمة شرحه لإنجيل ق. متى: [إن متى في اليهودية كتب إنجيله باللغة العبرية أساساً من أجل منفعة اليهود الذين يؤمنون بالمسيح]. كما يشهد في كتابه: “مشاهير الرجال” إنه وجد نسخة من إنجيل ق. متى بالعبرية في بيريه Beroea بسوريا وقام بنسخه حرفياً. ويكرر هذا الخبر عدة مرَّات في كتاباته الأخرى
كذلك لنا شهادة غريغوريوس النزينزي وذهبي الفم وأوغسطينوس وبقية الآباء، وشهادات آباء الكنيسة السريانية التي قام بجمعها العالِم السمعاني .
كل هذه الشهادات مضافاً إليها التقليد الراسخ المسلَّم للآباء إنما توفِّر يقيناً ضد كل محاولات النقد الجزافي في الكتب الحديثة. فالمتيقن في الكنيسة منذ البدء أن ق. متى كتب إنجيله أولاً بالعبرية.
وعودة إلي كلام منيس :
من يتتبَّع العبارات التي استشهد بها متى مِنْ كتب العهد القديم يجدها مأخوذة من الترجمة السبعينية (وهي الترجمة من العبرية إلى اليونانية)، وفيها اختلاف في اللفظ (لا في المعنى) عن الأصل العبري. فلو كان متّى كتَب أصلاً باللغة العبرية لَجاَءَت الآيات الواردة فيه كما جاءت حرفياً في التوراة العبرية.
ويرد متّى المسكين :
والترجمة التي حدثت لإنجيل ق. متى من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية جاء فيها (الشواهد من السبعينية) ما يوحي أنها غير مترجمة من العبرية، بسبب أن معظم الاقتباسات التي من العهد القديم مأخوذة من النسخة السبعينية وهي باليونانية. ولكن يرد على ذلك العالِم ماير بقوله: إن الذي يترجم إلى اللغة اليونانية لا يأخذ الشواهد من الأصل العبري، بل من الأسهل له جداً أن يعتمد على السبعينية اليونانية. ولكن يذكر العالِم ماير أن هناك أيضاً عدة استشهادات من العهد القديم في الإنجيل اليوناني للقديس متى مأخوذة من التوراة العبرية.
ومن الثابت علمياً وتقليدياً أن النسخة اليونانية لإنجيل القديس متى التي بين أيدينا اليوم هي نسخة مترجمة من الأصل العبري، ويؤكِّد هذا جميع الشواهد القديمة التي عثرنا عليها في شهادات الآباء القدامى. على أن النسخة اليونانية هي ترجمة طبق الأصل من العبري بحسب دراسات العلماء، والذي يثبت ذلك باليقين أن الكنيسة بدأت تستخدم النسخة اليونانية بنفس زمن قدم النسخة العبرية، فلو كان هناك أي اختلاف لكانت رفضته الكنيسة. وتهمّنا جداً شهادة القديس جيروم في ذلك لأنه كان يمتلك نسخة بالعبرية نسخها بيده من النسخة التي وجدها في سوريا، وكان يمتلك في نفس الوقت النسخة اليونانية، ولم يُشِر إطلاقاً إلى أي اختلاف بينهما. وقد أشار ق. جيروم في شرحه لإنجيل ق. متى إلى أن النسخة اليونانية هي ترجمة حرفية من النسخة العبرية.
وقد قدَّم يوسابيوس شهادته في ذلك مؤكِّداً صحة شهادة ق. جيروم. لذلك يشجب العالِم الألماني ماير كل محاولة لجعل الترجمة اليونانية لإنجيل ق. متى بالعبرية ترجمة غير ملتزمة أو بحرِّية أو ذات إضافات، ويستشهد على ذلك بعدة شخصيات علمية ألمانية.
في إنتظار مُشاركة ضيوفنا الكرام
يتبع
المفضلات