و نأتى إلى الأقنوم الثالث...و هو الأصعب فى التناول فى الثالوث الصليبى المُقدس...فهو ليس بشيئ مُحدد الكيان مثل الأب أو الإبن....و الروح القُدس تقوم بعمل الشيئ و عكسه فى التاريخ الكنسى......فهى تقوم بسن القوانين....و هى أيضاً تأمر الأتباع بمخالفة القوانين....تضع النظام و تخرقه......تضع العادات أو الطقوس، و تلغيها....هى مُحافظة على الكنيسة و فى نفس الوقت إصلاحية و تدعو إلى تعديل الكنيسة......هى المُكلفة بالمُحافظة على إستمرارية الكنيسة و فى نفس الوقت تُهدد إستقرار و إستمرارية الكنيسة عن طريق التغييرات المُتلاحقة!!!
و الروح القُدس يُمكن تلخيصها فى كلمة: العفوية الحُرة....فهى قد كالريح تُصفر فى أى مكان...و لكنها فى المكان الذى تُصفر فيه، فإنها لا تُدمره، بل تنفخ فيه الحياة بحكم ألوهيتها!!...
فهى روح النبوة و روح المعرفة...حيث تكون تجلياتها فى هذين المنحيين هو الكُتب المُقدسة.....و هى الكُتب الموحى بها من الروح القُدس و لا يُمكن نقضها...و هى السبب فى إستمرارية الكنيسة!!
و هذه الروح، التى تتقمص رجال الكهنوت....و هى التى تنتقل من خلال شعائر وضع الأيدى على الرؤوس...بما يضمن إستمرارية إنتقال الروح القُدس من شخص إلى آخر...و هو ما فعله الرُسل مع من خلفوهم...و إستمر الحال هكذا، ما إستمرت الكنيسة!!...إذ تنتقل الروح القُدس من رؤساء الكنيسة إلى تابعيهم الذين سيخلفونهم!!
و كل الحركات التمردية و الإصلاحية و الإنشقاقات التى تمت فى التاريخ الكنسى، قيل أنها تمت بوحى من الروح القُدس.....و لذلك نجد أن الروح القُدس ، أيضاً، تتسبب فى إنشقاقات الكنيسة....و ما إعلان مارتن لوثر و كالفن، إنشقاقهم على الكنيسة الكاثوليكية فى أواخر القرن الخامس عشر و بالقرن السادس عشر...إلا لأن الروح القُدس أمرتهم بذلك؟!!
و يُمكن التعرف على الروح القُدس من خلال إنجيل يوحنا...حيث أن فاعلية الروح القُدس لم تتبدى و يُصبح لها الحكم إلا بعد صعود اليسوع!!...و هو بدء لمرحلة جيدة من الخلاص، حيث تقوم الروح القُدس بدور الباركليتوس، ذلك المُخلص أو المُعزى، الذى بشر به اليسوع!!...و بهذا دخلت الكنيسة فى مرحلة أو نطاق نفوذ الروح القُدس!!
و نُلاحظ أنه فى خلال القرن الثالث عشر أعلن يواقيم فوار...فى حركة ضد النظام الإقطاعى البابوى...أن الخلاص البشرى تم على ثلاث مراحل:
1- مرحلة الأب
2- مرحلة الإبن
3- ثم مرحلة الروح القُدس
و أنه سيبدأ مرحلة الروح القُدس، التى لم يبدأه البابوات الذين تحجرت عقولهم و تمسكوا بالنصوص دونما فهم لمعانيها...و أن تلك المرحلة الجديدة ستكون مليئة بالمعرفة الروحية و الإلهية...و هو ما مهد الطريق للحركات الإصلاحية التى شهدتها أوروبا فى خلال العصور الوسطى المُتأخرة.
و نطاق عمل الروح القُدس ينحصر فى أنها تملأ الشخصيات المحورية فى الكنيسة.....أو الذين يتحدثون بإسمها...أو ما يُسمون بالقديسين.
و بعد هذا العرض المُستفيض للآلهة اليسوعية...الذين تدّعون أنهم إله واحد...و المأخوذ من أحد المراجع المُعتبرة....الإنسيكلوبيديا البريطانية....نجئ للموضوع الأساسى....كيف فسر الإسلام (آلهة) الصليبية!!!
هذا ما جاء بخصوص عقيدة التثليث.....أو ما يُسمى بال Trinity.......
و عقيدة التثليث هى ما يُسمى بالآب و الإبن و الروح القُدس ..... الذى يدّعى الصليبيون كذباً....أنهم إله واحد!!!
فالله يقول صراحة...فى سورة النساء....أنه ليس ثلاثة......و أنه ليس له ولد...و أن اليسوعيون الصليبيون يضلون فى دينهم و أنهم يكذبون كصاحبنا هذا...و آباؤه...شنودة و بسيط و بطرس...... فما هو الغير مفهوم فى هذا؟؟؟؟.......
و فى الآية الثانية، من سورة المائدة يطرح الله شيئاً قد يغيب عن فهم أو نظر من يقرأ النص مُتسرعاً أو فى عُجالة......فالمفروض أن الله... الخالق الأزلى .... هو بمفهوم الصليبيين اليسوعيين هو الأب .... أو الإله الذى إستعاروه من اليهود .... أو هو يهوه أو ألوهيم اليهودى...... و لكن الله هنا يقول أنه ليس أول أو ثانى، بل ثالث الثلاثة..... و هذا لا يستقيم مع قولهم: الآب، و الإبن و الروح القُدس!!! ... أى أنهم يذكرون إسم الآب أولاً...... و هذا مُنتهى السخرية الإلهية من أولئك المُدلسين الذين يتلاعبون بالألفاظ ...... الوثنيون الذين يُصرون أنهم مُوحدون بينما كل ما فيهم و كل ما يفعلونه ينضح بوثنيتهم المُغرقة فى الكفر......
كما سبق و أن أسلفنا..... و كما جاء فى دائرة المعارف البريطانية.... و الصورة مُرفقة و لا تكذب و لا تُدلس..... مثل أبوهم بطرس ...... فإن الصليبية اليسوعية تحولت عن اللاهوت إلى اليسوعوت أو علم اللاهوت اليسوعى ... المُركز كله فى دراسة الجوانب الإلهية فى شخص اليسوع، بإعتباره هو محور الكون.....و توارى الأب الإله فى ظل الإبن الإله ... و أصبح يحتل مكانة لاحقة لمكانة الإبن.....
فبالتالى يُصبح الترتيب المنطقى الآن هو: الإبن، الآب، و الروح القُدس!!! .... فكل الصلوات و الإبتهالات توجه إلى اليسوع و ليس من ذكر للأب الإله .... الذى إكتفى بالخلق، و التوراة ...... و حماية و تدليل شعب إسرائيل ... إلى أن تذكر فجأة أنه يُحب العالم ... و أن العالم بحاجة إلى فادى و مُخلص ... فأرسل إبنه الوحيد فى صورة ناسوت ليكون هو هذا الفادى أو المُخلص ..... و أرسل معه الروح القُدس ..... لكى ترعى الإبن فى خلال رحلته الأرضية ....... و بموت اليسوع على الصليب ... بتلك الصورة المُخزية ...... و عدم إستماعه إلى شكواه و هو يُنادة (إيلى...
إيلى...لم شبقتنى) (أو ربما لم يكن يسوع يُنادى على الأب الإله ... بل كان يُنادى على إله الكنعانيين الأعظم إيل ...... فلربما كفر يسوع فى آخر لحظاته ..... و يأس من الأب الإله و من أن يستمع إلى شكواه، و هو الذى ورطّه فى كل هذا العذاب و الهوان!!! ... فنادى على إيل أن ينقذه ..... فقسى قلب الأب عليه، و تركه لمصيره المحتوم لأنه ينادى على إله آخر غيره!!!)..... المهم أن هذا الأب الإله قد شبع ألوهية .... و راح يغط فى نوم عميق، أو غيبوبة إلهية أبدية...تاركاً أمر العبادة ، و تلقى ضراعات و صلوات العباد من البشر لإبنه الوحيد ... اليسوع ... الجالس عن يمينه ... ذلك الذى تُتلى له و بإسمه الصلوات يومياً و يتبارك بإسمه و بمجده جميع الصليبيين اليسوعيين .... فمنّ من هؤلاء الصليبيين اليسوعيين يُصلى، أو يذكر إسم الإله الأب: لا أحد؟ ...... فلقد غاب هذا الإله الأب فى مجاهل النسيان ... أو مجاهل الكفر و الثنية، بتعبير أدق!!! ... ثم ما الحاجة بالصليبيين أن يذكروا إسم الله، أو الأب الإله ..... ما الحاجة لذكر أو دعاء إله يغط فى نوم عميق أو غيبوبة لن يفيق منها إلا فى يوم القيامة ...... فالدعاء و العبادة تكون لإله حى ... و هو اليسوع ... أو كما يقولون عليه: المسيح الحى!!......
ثم نأتى للعلاقة بين الأب الإله و الروح القُدس ...... فالروح القُدس يا أخوانى هى من يحكم العالم المسيحى اليوم ... طبقاً أيضاً لدائرة المعارف
البريطانية .... و هى تنتقل فى الأجيال عن طريق المسح على الرأس ... و هى الحركة التى بدأها فى أول الأمر الرُسل ... الذين إمتلئوا بالروح
القُدس...كما جاء فى سفر أعمال الرُسل ... و أخذوا فى الهذيان بلغات مُختلفة ... و أورثها كل منهم لمن تبعه من الضالين، حتى يومنا هذا .... عن طريق التعميد و المسح على الرأس!!!!
و كما جاء فى الإنسيكلوبيديا ... فإن الروح القُدس هى التى تحكم الكنيسة اليوم ... و هى التى تتكلم على لسان البابوات و القديسين و كبار الكهنة ..... فكل التحريم يأتى بأمر مُباشر من الروح القُدس ، و التحليل يأتى أيضاً بأمر مُباشر من الروح القُدس .... تلك التى تملأ كل من يُضلل بإسمها!!!!
إذن فهذا الإله حى و فاعل ... غير الإله الأب، المُصاب بالغيبوبة الإلهية ...... و تُقام التضرعات لليسوع أن يتم نفخهم بالروح القُدس .... لكى يكونوا مُمتلئين بها و بُحب اليسوع .....
و لهذا يتقهقر مكان الأب الإله ليأتى فى المرتبة الثالثة بعد اليسوع ... الإله الذى تضخم و أصبح هو الأكبر و الأهم فى هذا المُثلث الإلهى (الشيطانى!)..... ثم يأتى الروح القُدس التى تملأ البابوات و القديسين ، و كل من يحلو له أن يُطنطن بأنه مملوء بالروح القُدس .... مثل جيم جونز صاحب مذبحة جوايانا فى عام 1978 و التى راح ضحيتها أكثر من ألف من الأتباع الضالين، الذين آمنوا بأنه مملوء بالروح القٌدس و أنه تجسيد لليسوع ....... أو أصحاب الحركات الإصلاحية مثل مارتن لوثر و كالفن ..... الذين تم إتهامهم بالهرطقة فى بادئ الأمر ... و ثارت بسببهم الحروب الدينية فى أوروبا .... مثل الحرب بين إسبانيا و إنجلترا و الأرمادا التى لا تُقهر ..... و إحتلال أسبانيا لهولندا و أجزاء من ألمانيا .... و مُحاولات إمارة جنوا الكاثوليكية غزو إمارة جنيف الكالفينية .... و فشلت الكاثوليكية فى إقتلاع اللوثرية و الكالفينية ....... و أصبح هؤلاء الذين تعتبرهم الكنيسة الكاثوليكية مُهرطقين...أناساً مملوءين بالروح القُدس فى نظر أتباعهم!!!!
و لهذا يقول الله ... سبحانه و تعالى ...... فى إعجاز ليس له مثيل ..... و يكشف عن حقيقة العبادة اليسوعية الضالة الوثنية ... أن الله أصبح لديهم مُجرد ثالث ثلاثة.....
فهمت يا ناكر الحق...و لاّ نقول كمان!!!!!
هؤلاء هُم الثلاثة الذين يتحدث عنهم القرآن بمنتهى الوضوح و بدون لبس!!!
و كونك ستحضر تفاسير من الشرق و من الغرب، لتُزيد تعقيد الموضوع ... فهذا لا يدل على شيئ سوى خيبتك الثقيلة ..... فالتفاسير لا تُلزمنا فى شيئ ..... فالكلام موجود فى القرآن و لم يتغير... و تفسيره أيضاً موجود، و هو من المُمكن أن يتغير حسب المعارف التى تزيد بين فى خلال الزمن...و عن طريقها إكتشفنا الإعجازات العلمية فى القرآن فى آيات تضارب التفسير فيها من قبل .... و التفاسير ليست بوحى من الروح القُدس.......كما فى كتبكم المُحرفة و المُزورة .... أى أن من المُمكن نقض تلك التفاسير ....... إذا كانت لا تتفق مع العقل و لا المنطق أو العلم!!!! ... و نحن فى العصر الحديث نملك وسائل أكثر فهماً و عُمقاً لتفسير القرآن عن السابقين ..... فالمعرفة مُتاحة للجميع ، و بشكل لم يسبق له مثيل ، بحيث يُمكن التصحيح للكثير من المفاهيم و الأفكار الغير واضحة أو التى يثبُت خطأها....ليس فى القرآن بالطبع....و لكن فى تفسير الآيات و إستنباط المعانى منها!!!!...مع خالص التكريم و التقدير لمجهودات من سبقونا!!!
و نجد هنا قمة الإعجاز فى الأسلوب القرآنى و توضيح ما يحاول الصليبيون اليسوعيون التدليس فيه .... فالمشهد هنا أشبه بمُحاكمة ... و هو مشهد مُستقبلى، يُصور يوم الحساب .... حيث يُحاكم الله ... الواحد الأحد .... ذو الوجه الواحد .... و الذى لم ينقسم، أو يلد أو يولد و لم يكن له شبيه أو مُكافئ .... و الذى لا أقانيم له .... و الذى ليس كمثله شيئ .... يُحاكم عيسى بن مريم فيما يقوله عنه من ينسبون أنفسهم إليه .... أنه قال لهم إتخذونى أنا و أمى إلهين ...... من دون الله ..... أى بإستثناء الله .... أو بعيداً عن الله ..... أو غير الله .....أى أن الله ليس مُنضماً إلى تلك الألوهية المزعومة، أو انه أحد تلك الأقانيم أو الآلهة ..... أو أنه الإله الثالث مع مريم و اليسوع ... فالله ، بنص الآية ... خارج تلك اللعبة التى ينسبها الصليبيون اليسوعيون إلى عيسى بن مريم .... أى أنه قال للناس إتخذونى أنا و أمى إلهين ... أى خارج نطاق ألوهية الله.... و هذا بعيد كل البعد عن التثليث الذى ذكره القرآن سابقاً ... و تناولناه بالبحث فى المقطع السابق ..... فالتثليث يشمل الله ... الذى هو فى هذه الحالة، الأب الإله ...... أما فى هذه المُحاكمة ..... فالأمر لا يتناول التثليث ... و لكنه يتناول رفع درجة مريم ... أم الإله .... إلى مرتبة الألوهية ..... و لاحظ هنا الإعجاز القرآنى .... فى جعل ألوهية مريم ... الأم .... مُرتبطة بألوهية اليسوع ... الإبن (إبن الإله الأب ... و إبن مريم فى ذات الوقت).... بحيث تُصبح مريم مُلحقاً إلهياً بإبنها .... و ألوهيتها مُستمدة من ألوهيته!!! ..... إذ أنه بناء عن أمر منسوب إليه ..... و بالتالى يسأله الله، عما إذا كان قد قال ذلك ....... و الغرض من التساؤل هو المزيد من الخزى لأتباع اليسوع الضالين...فالله يعلم أن عيسى بن مريم لم يقل ذلك ... و لكنه أراد بهذا المشهد أن يكون شاهداً على ضلال من ينسبون أنفسهم إليه.....و لكى يتبرأ عيسى بن مريم، علناً، و على رؤوس الأشهاد من الضلال الذى نسبوه إليه!!!
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 03-04-2007 الساعة 04:59 PM
اقتباس
Deuteronomy 21
22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance
سفر التثنية:
21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
This is what the Bible says in the ..... Jesus
المفضلات