أن الرب يقول : " ﻻَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَﻻَ
تَعْبُدْهُنَّ " ‏(خر :20 5 ‏) . فهو يقصد ﻻ تسجد لهن بقصد العبادة على
اعتبار أنهما إله آخر غير إله إبراهيم
تريد امثله من الكتاب المقدس على تكريم صور وتماثيل

اﻷصحاح الخامس والعشرين من سفر الخروج :
" وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا لِي تَقْدِمَةً . مِنْ كُلِّ
مَنْ يَحِثُّهُ قَلْبُهُ تَأْخُذُونَ تَقْدِمَتِى فَيَصْنَعُونَ تَابُوتًا مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ
طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ .
وَتُغَشِّيهِ بِذَهَبٍ نَقِيٍّ . مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ تُغَشِّيهِ . وَتَصْنَعُ عَلَيْهِ إِكْلِيلًا
مِنْ ذَهَبٍ حَوَالَيْهِ . وَتَسْبِكُ لَهُ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ وَتَجْعَلُهَا عَلَى
قَوَائِمِهِ اﻷَرْبَعِ . عَلَى جَانِبِهِ الْوَاحِدِ حَلْقَتَانِ وَعَلَى جَانِبِهِ الثَّانِي حَلْقَتَانِ .
وَتَصْنَعُ عَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ وَتُغَشِّيهِمَا بِذَهَبٍ . وَتُدْخِلُ الْعَصَوَيْنِ
فِي الْحَلَقَاتِ عَلَى جَانِبَيِ التَّابُوتِ لِيُحْمَلَ التَّابُوتُ بِهِمَا . تَبْقَى
الْعَصَوَانِ فِي حَلَقَاتِ التَّابُوتِ . ﻻَ تُنْزَعَانِ مِنْهَا . وَتَضَعُ فِي التَّابُوتِ
الشَّهَادَةَ الَّتِي أُعْطِيكَ . وَتَصْنَعُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ طُولُهُ ذِرَاعَانِ
وَنِصْفٌ وَعَرْضُهُ ذِرَاعُ وَنِصْفٌ . وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ . صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ
تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ . فَاصْنَعْ كَرُوبًا وَاحِدًا عَلَى الطَّرَفِ مِنْ
هُنَا وَكَرُوبًا آخَرَ عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ . مِنَ الْغِطَاءِ تَصْنَعُونَ الْكَرُوبَيْنِ
عَلَى طَرَفَيْهِ . وَيَكُونُ الْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ مُظَلِّلَيْنِ
بِأَجْنِحَتِهِمَا عَلَى الْغِطَاءِ وَوَجْهَاهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى اﻵخَرِ ‏( أي لهما
وجه ‏) . نَحْوَ الْغِطَاءِ يَكُونُ وَجْهَا الْكَرُوبَيْنِ . وَتَجْعَلُ الْغِطَاءَ عَلَى التَّابُوتِ
مِنْ فَوْقُ . وَفِي التَّابُوتِ تَضَعُ الشَّهَادَةَ ‏(الوصايا العشر ‏) الَّتِي أُعْطِيكَ .
وَأَنَا أَجْتَمِعُ بِكَ هُنَاكَ وَأَتَكَلَّمُ مَعَكَ مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ مِنْ بَيْنِ الْكَرُوبَيْنِ
اللَّذَيْنِ عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ ‏( الله أي السيد المسيح كان يظهر
لموسى ويكلمه من على الغطاء من بين الكروبين ‏) بِكُلِّ مَا أُوصِيكَ
بِهِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ " ‏( خر :25 22-10 ‏) .
ولم يكن تابوت العهد فقط هو الذي كان عليه الكروبان، لكن كل
سجف خيمة اﻻجتماع كان مرسومًا عليها مﻼئكة، كما ورد في سفر
الخروج :
" وَتَصْنَعُ شُقَقًا مِنْ شَعْرِ مِعْزَى خَيْمَةً عَلَى الْمَسْكَنِ ... وَتَصْنَعُ حِجَابًا
مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ . صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ
يَصْنَعُهُ بِكَرُوبِيمَ . وَتَجْعَلُهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَعْمِدَةٍ مِنْ سَنْطٍ مُغَشَّاةٍ بِذَهَبٍ .
رُزَزُهَا مِنْ ذَهَبٍ . عَلَى أَرْبَعِ قَوَاعِدَ مِنْ فِضَّةٍ . وَتَجْعَلُ الْحِجَابَ تَحْتَ
اﻷَشِظَّةِ . وَتُدْخِلُ إِلَى هُنَاكَ دَاخِلَ الْحِجَابِ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ فَيَفْصِلُ لَكُمُ
الْحِجَابُ بَيْنَ الْقُدْسِ وَقُدْسِ اﻷَقْدَاسِ . وَتَجْعَلُ الْغِطَاءَ عَلَى تَابُوتِ
الشَّهَادَةِ فِي قُدْسِ اﻷَقْدَاسِ " ‏( خر 37-31 :26 ‏) .
أهم عبارة هنا " صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ يَصْنَعُهُ بِكَرُوبِيمَ " أي أنه يصنع
بالخيوط الذهبية منظر مﻼئكة . وهذا الكﻼم على الحجاب الذي يفصل
بين قدس اﻷقداس والقدس، بل وعلى كل حوائط الخيمة من الداخل .
كما قال : " وَأَمَّا الْمَسْكَنُ فَتَصْنَعُهُ مِنْ عَشَرِ شُقَقِ بُوصٍ مَبْرُومٍ
وَأَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ . بِكَرُوبِيمَ صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ
تَصْنَعُهَا " ‏(خر 26:1 ‏) .
أي يصنع الكروبيم بمهارة وبمنتهى الدقة وبفن جميل . حتى أن من
يدخل إلى الخيمة أو إلى الهيكل يجد المﻼئكة منقوشين على كل
الحوائط .
ثم يقول داود النبي : " أَمَّا أَنَا فَبِكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ أَدْخُلُ بَيْتَكَ . وأَسْجُدُ
قدام هَيْكَلِ قُدْسِكَ بمخَافتِك " ‏( مز :5 7 ‏) . إذن كان هناك سجود أمام
الهيكل .. لكن ماذا يوجد بداخل الهيكل الذي يُقدَّم أمامه السجود؟
الرد هو؛ بداخل الهيكل تابوت العهد، وبداخله لوحى الشهادة
المكتوب عليهما الوصايا العشر، وفوق غطاء التابوت المﻼكان يظلﻼن
بأجنحتهما .
إن وجود الكروبان، يعطى انطباعًا عن العرش السماوى، و المﻼئكة
المحيطين به