و الآن كيف نعرف هل كان داود عليه السلام يقصد بأدوناى الله سبحانه و تعالى أم السيد من البشر ؟
أولا
لو كان داود عليه السلام يريد أن يعبر عن مساواة أدوناي بيهوه كما يقول القس أنطونيوس فكرى
لكان من البديهى أن يكون النص
قال يهوه ليهوه
أو
قال أدوناى لأدوناى
و ليس
قال يهوه لأدوناى
ثانيا
السياق
نقرأ فى نفس النبوءة
أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق
فهل من المفترض أن تكون الجملة السابقة موجهة لإله ؟
هل من المقبول أن يوصف الإله بأنه على رتبة أحد من خلقه ؟
ثالثا
فهم اليهود أصحاب اللغة للنبوءة
هل فهموا أن داود عليه السلام يقصد قال الإله للإله ؟
طبعا لا
فهم يفسرون النص السابق ليس على أنه نبوءة و لكن على أن المقصود به إبراهيم عليه السلام كما سنرى فيما بعد إن شاء الله
و طبعا اليهود لا يعتقدون أن إبراهيم عليه السلام إله
أى أنهم يرون أن كلمة أدوناى هنا تعود على السيد من البشر و ليس على الله عز و جل
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات