تحية طيبة وبعد

في مداخلتك رقم ( 6 ) والتي قلت فيها وبالنص

طبعاً موضوعك يتناول أنبياء كتابك المسمى مقدس وليس أنبياء الله في الإسلام؟

لماذا تخرج عن اطار موضوعك وتعقد مقارنة بين أنبياء كتابك وبين سيد الخلق أجمعين شأت أم أبيت!

لا نقبل مقارنة بين رسول الله ـ وأنبياء الكتاب المسمى مقدس منهم من زنى ببناته, وعبد الوثن, ومن جمع بين الاختين!

هل هؤلاء هم رجال الله في كتابك؟ هل هذا من الله ؟ أم من الشيطان؟! نعم انه من الشيطان!


ولي علي هذه الفقرة بعض التعليقات وهي كالتالي :
1 - قلت حضرتك وبالنص ( كتابك المسمى مقدس )
وهنا يستوقفني هذا اللفظ من ناحيتين
أولاً : كتابك .... يا سيدي أنه ليس كتابي فأنا لست الله أستغفر الله ولكن هذا الكتاب هو كتاب الله وليس كتابي . وهذا ليس إعترافاً مني فهو لا يعني لك شئ ولكن هذا بإعتراف القرآن نفسه وإعتراف الرسل المسيحيين كذلك فأقرأ حضرتك هذ الآية :
(1بُولُسُ عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الْمَدْعُوُّ رَسُولاً الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ ) ( رو 1 : 1 )

ثانياً : مقدس . هلا عرفت يا أخي العزيز ما معني كلمة مقدس كلمة مقدس تعني ( من قدسه الله وإختاره له ) أي أن المقدس هو ( من خصص لله )
+ فيكون رجل الله ( قديس ) أي مخصص لله . فنقول ( قداسة البابا شنودة الثالث مثلاً .
+ ومكان الله علي الأرض هو مكان مقدس فالكنيسة نقول عنها ( الكنيسة المقدسة )
كقول بولس الرسول ( 2إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ لَهُمْ وَلَنَا ) ( 1 كو1 : 2 )
وأيضاً ( 15 . «فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ - لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ ) ( مت 24 : 15 )
+ والأرض التي يتواجد الله فيها تكون مقدسة كما قال الله نفسه لموسي حين قال له ( 5 . فقال لا تقترب إلي ههنا . اخلع حذاءك من رجليك . لأن الموضع الذي أنت واقفٌ عليهِ ارضٌ مقدسة ) ( خر 3 : 5 )
+ والمدينة التي لله هي المدينة المقدسة كما قال الوحي عن أورشليم
( 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ ) ( مت 4 : 5 )

وعليه يكفي أن يكون الكتاب المقدس مقدس لكي نعرف أنه مخصص لله وأنه كتاب الله .
كما قال معلمنا بولس الرسول ( 2ﭐلَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ ) ( رو 1 : 2 )

وعليه الكتاب المقدس هو كتاب الله والإنجيل هو إنجيل الله وليس كتابي أو إنجيلي
وهو مقدس لأنه كتاب الله ، فكل ما لله هو مقدس وما ليس لله فهو غير مقدس .

ثم في قولك وهذا نصه
( وليس أنبياء الله في الإسلام )


ولي علي هذه الجملة تعليقات وهي
1 - حضرتك قلت أنبياء الله في الإسلام وهذه المعلمومة ناقصة فليس في الإسلام إلا نبي واحد ورسول واحد فماذا تعني بـ ( أنبياء الله في الإسلام )
وهنا لي وقفة . أنه نبي واحد وحيد يا سيدي ...... وأسمع الآتي ولا تغضب .
* الواحد لا يمكننا من الإختيار لأنه لا أختيار من واحد .
فإذا ذهبت لتشتري شئ ووجدت شئ واحد فقد معروض للبيع ، فسوف تترك المكان فوراً ، لأنه لا فرصة للإختيار . أليس كذلك .
* الواحد ليس له شهادة من أحد يظل واحداً ، لأن شهادته لنفسه لا تجوز . ولذا الإعتراف به لن يكون مصوغاً ولن يقبل عليه أحد لأنه لا شهادة له من أخرين خلافه .
* كتابة مكتوب حكومي يوقع عليه واحد كاتبه يجعل الكتاب مطعون في صحته .
فالكتاب الذي لا يوقع عليه من أربعة موظفين ثلاثة بخلاف كاتب الكتاب يكون مطعون فيه ولاغياً . والقرآن كتبه واحداً فقط وهو الوحيد الموقع عليه ( رسول الإسلام )
فأين بقية الموقعين .
* الوحدة ضعف و الإتحاد قوة ،
2 - هل تعني الأنبياء الذين ذكروا في القرآن . نبقي وصلنا لنفس الهدف فأنا تكلمت عن هؤلاء الأنبياء في موضوعي وهم علي قدم المساواة مع رسول الإسلام كما تعلم
فيقول الإسلام ( لا نفرق بين أحد منهم ) . وعليه يدخل الرسول كواحد من هؤلاء الرسل وعليه يكون داخل إطار موضوعي وليس خارجه وله ترتيبه بين الترتيب الموجود في نهاية الموضوع ، لأن هذا الترتيب منوط به أنبياء الله كلهم من نبي الله موسي وحتي آخر الأنبياء .
فمن ينكر أن أمثال ( موسي - أشعياء - أرميا... إلخ ) أنبياء .
ومن ينكر أن ( موسي - إيليا ..... إلخ ) رسل .
ومن ينكر أن ( يوسف - أيوب .... إلخ ) صديقين .
ومن ينكر أن ( موسي وإبراهيم ) كليم .
ومن ينكر أن ( عيسي ، وإيليا ، أخنوخ ) إرتفعوا إلي السماء بأجسادهم .
ومن ينكر أن ( العذراء مريم هي سيدة نساء العالم ) .
من ينكر هذا ....... أتنكر أنت هذا ..... أتنكر ..... لا يمكنك سيدي فإن أنكرت أنت فمن من دينك لا ينكرون ومن من ديني لا ينكرون العالم كله يعرف هؤلاء .

وفي قولك
( وبين سيد الخلق أجمعين شأت أم أبيت! )


ولي تعليق علي كلمة شأت أم أبيت ! ولي تعليق أيضاً علي ( ! )
أولاً : شأت أم أبيت .
من قال لك يا سيدي أن رسول الإسلام مسلم به من كل من في العالم . فأكثر من نصف العالم ليسوا مسلمين ، وهم شأت أنت أم أبيت لا يرون ما تراه أنت ( سيد الخلق )

المسيح نفسه لا يري هذا فإسمع هذه الآية وقول لي ما رأيك فيها
( 28لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ ) ( لو 7 : 28 )
فما رأيك فقول الآية أنه ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان ، ما رأيك
أحرفنا أيضاً الكتاب لنجعل يوحنا المعمدان أفضل من رسول الإسلام وما حاجتنا لهذا .

وماذا عن هذه الآية أيضاً . وهي عن نبي الله أرميا
( 9 . ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك . 10 . انظر . قد وكّلتك هذا اليوم علي الشعوب وعلي الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس . ) ( ارميا 1 : 9 ، 10 )
ما رأيك هذه إمكانيات ارميا وهو أحد الأنبياء وهو صغير السن أيضاً
ليس هذا فحسب بل هذا النبي قال عنه الرب في الوحي
( 4 . فكانت كلمة الرب إليّ قائلاً . 5 . قبلما صوّرتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك . جعلتك نبياً للشعوب . ) ( ارميا 1 : 4 ، 5 )
ها مارأيك في مقدار عظمة هذا النبي فهو مقدس ( مخصص للرب ) من البطن لم يسجد قد لغير الله . لم يعبد قد أوثان ولم يأكل أكلهم أو يساكن الوثنيين . وأنه أيضاً نبياً من عند الرب علي كل الشعوب وإمكانياته ( تقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرص ) الممالك . هه ما رأيك يا سيدي في عظمة هذا النبي .
***وماذا عن إبراهيم الخليل أيضاً .
وقد شرحت أنا في الموضوع بعاليه أن الكليم والخليل أعظم من النبي أو الرسول
وهذا كما أوردت في ما حدث مع مريم النبية أخت موسي الكليم حين قال الله لها
اسمع يا سيدي وأصغي وتفهم . فمحبتك لنبي الإسلام واجب ولكن محبتك لله واجب أعلي و أنت ملتزم به إن كنت من تابعي الله . فالهدف هو الله وما الرسل إلا أسباب وأضواء تشع لنري الطريق إلي الهدف ( الله ) . فلا تتمسك بضوء الطريق وتنسي الهدف .
إقراً هذه الآيات ملياً وتفهمها لتعرف أن الكليم ( موسي الكليم ) أعظم من النبي وهذا ليس محض خيال أو من رأسي أنا فحاشا لي أن أقول هذا أو أن أعير أحد فالله يعير ونحن نقبل معايير الله .
( 6 . فقال اسمعا كلامي . ان كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم اكلمه . 7 . اما عبدي موسي فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي . 8 . فماً إلي فم وعياناً اتكلم معهُ لا بالالغاز . وشبه الرب يعاين . فلماذا لا تخشيان ان تتكلما علي عبدي موسي . 9 فحمي غضب الرب عليهما ومضي . 10 . فلما ارتفعت السحابة عن الخيمة اذا مريم برصاء كالثلج . فالتفت هرون إلي مريم وإذا هي برصاء . ) ( عدد 12 : 6 - 10 )
هل رأيت بنفسك أن الكليم أفضل من النبي ومن كل الأنبياء هذا من نطق الله نفسه فكيف تقول أنت ما يخالف قول الله أأنت أعظم أم الله . يا سيدي تذكر عظمة الله ،
وليس لدي أو لديك عندما يتكلم الله إلا أن نقول ( سمعنا وأطعنا )
فمن يقول أن نبي ما أي من كان أفضل من ( موسي الكليم ) فهو مخطئ في حق الله الذي قال عكس هذا . .......................... أعمل عقلك دون ضغينة أو تمسك بأشياء لمجرد أنك تحبها . فالحب لا ينسي الحق . أحب رسول الإسلام كما تشاء هذا حقك ولكن عليك حق أخر . أحب الله أعظم بما لا يقاس من رسول الأسلام هذا حق ولكن تجد من البشر أي من كان يقول لك عكس ذلك أو خلافه . وتذكر دائماً أن رسول الإسلام شأنه شأن كل نبي عظمته لذاته . ولكن عظمة الله لنا جميعاً .
فنحن لا نحتاج للأنبياء بل نحتاج إلي نبوتهم لتقربنا من الله .
فلهم شرف توصيل الرسالة ، ولكن يبقي شرف الرسالة نفسها أعلي .
ولهم شرف رسل الله ولكن شرف الله نفسه أعلي بكثير . أليس كذلك أم لك رأي أخر

**** وفي قولك
( منهم من زنى ببناته, وعبد الوثن, ومن جمع بين الاختين!

هل هؤلاء هم رجال الله في كتابك؟ هل هذا من الله ؟ أم من الشيطان؟! نعم انه من الشيطان )


لي عليه تعليقين .
أولاً : أنت خلطت الأمور بعضها بالبعض الأخر فالديانة شئ وأفعال البشر ( حتي الأنبياء ) شئ أخر . فالإنسان بطبيعته خطاء ( وخير الخطاءين التوابون )
ونحن أيضاً نقول ( 10كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ ) ( رو 3 : 10 - 12 )
وكذلك يعترف المسيح أيضاً قائلاً .
( 19.فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ ) ( لو 18 : 9 )
ومن الآيات السابقة فإنه لا نقاش حول أن البشر جميعهم خطاءون وليس من يصنع الصلاح ليس ولا واحد .
ولكن الله وحده هو الصالح كقول المسيح في الآية ( لو 18 : 9 )
وعليه لا شبهة علي الكتاب المقدس الذي يظهر أخطاء الأنبياء ( البشر الخطاءون ) ليكون هو من الشيطان ، يا سيدي لا تربط كلام الله المنذه عن الخطأ والذي هو من عند الله واهب الصلاح الصالح الوحيد . بأي إنسان مهما إن كان .
ثانياً : أنت تقرأ الكتاب المقدس وفي ذهنك القول ( الأنبياء معصومون من الخطية )
وهذه المسلمون يرفضونها والقرآن يوضح في أكثر من سورة وأكثر من آية أن الأنبياء أخطئوا فأليك مثلاً .
1 - كذب إبراهيم في حادثة كسره لتماثيل قومه . حيث قال لست أعلم أسئلوا كبيرهم هذا .
2 - في قصة يوسف حيث ( هم بها ) أي إشتهي وذلك من تفسير ( الجلالين ، والطبري ) من أكدوا أن ( هم بها ) أي اراد مواقعتها .
3 - وفي سورة الفتح حيث قال ( غفرنا لك ما تقدم من ذبنك وما تأخر ) ولاحظ قول ما تأخر أي الزنوب التي سيقترفها نبي الإسلام بعد هذه الآية .
4 - وفي سورة عبس ، حيث عاتب الله رسول الإسلام أنه عبث في وجه الأعمي ولم يقبله وأكمل الله لائماً لرسول الإسلام حيث قال ( وما يدريك عله يزكي ) .
5 - وفي حادثة زواج الرسول من زينب بنت جحش حيث يلومه أيضاً الله عز وجل وقال له ( تبتغي مرتضاة أزواجك والله أولي ) .
6 - وفي حادثة عصيان آدم حيث يقول القرآن ( لتكونن من الظالمين )
وفي قوله ( فتلقي آدم من ربي كلمات فتاب عليه ) . وهذا يثبت أنه أخطاً وتاب بعد ذلك .

إذاً عصمت الأنبياء لا يتفق عليها المسلمون بل يحضها القرآن نفسه فماذا تري أنت هنا من أن هؤلاء الأنبياء ليسوا من الله وأن الكتاب المقدس ليس من الله بل من الشيطان لذلك . وها القرآن نفسه يذكر أخطاء الأنبياء ولاسيما حادثة داؤود الشهيرة والتي يسردها القرآن كما يسردها الكتاب المقدس .
يا سيدي راجع أوراقك من الناحيتين .
1 - ربط أخلاق الأنبياء بالكتاب المقدس . فالكتاب هو كلام الله الذي لا يخطئ ولا يؤثر عليه خطأ الأنبياء بالسلب أبداً مهما فعلوا .
2 - عصمت الأنبياء . راجع أوراقك ثانية .

تمنياتي لك بالتوفيق ولا تغضب مني فأنا أشعر أنك حساس بدرجة عالية من ناحية كل من يتكلم عن رسول الإسلام حتي لو تكلم بأدب ولم يخطئ في حقه لفظاً أم إدخاله في دائرة الحوار فهو من دخل في دائرة الحوار لكونه من أعظم الناس شأن في العالم الحاضر ، وإن تركته أنا داخل الحوار هنا فهو في دائرة الحوار هناك وما أكثر هناك من المواقع الأخري .

محب حبيب