آسف أخي الكريم على التأخر في الرد..

إجابة أسئلتك الأخيرة أخي كالتالي :

بخصوص سؤالك : ألا تتجدد الخلايا الجنسية بعد ذلك؟

الجواب : سؤا مهم فعلا ، لكن الرد موجود بشكلين :

الشكل الأول للإجابة : إن نطفة المرآة (البويضة) تنتج من نضوج خلية جنسية واحدة في مبيض الأنثى في منتصف كل دورة شهرية.. ويبدأ نضوج الخلايا الجنسية الأنثوية بعد البلوغ بفعل الهرمونات الجنسية.. والخلايا الجنسية الأنثوية الأم لا تتجدد ولا تتكاثر.. ولكنها تنضج فقط بعد البلوغ لتعطينا البويضات.. مما يعني أن كل بويضة هي نتاج خليه جنسية غير ناضجة كانت أصلا في مبيض الأنثى (بين صلبها وترائبها) منذ أن كانت هذه الأنثى في رحم أمها.. بعبارة أخرى : كل الخلايا الجنسية الأنثوية كانت بنفسها بين الصلب والترائب.

يمكن تفسير الماء في الآية على أنها ماء الأنثى.. ولكن ، ربما يتبادر لذهنك الإشكال التالي : كيف يصف الله البويضة على أنها ماء "دافق" مع أن ماء الرجل هو الذي يتدفق وليس ماء المرأة؟

الجواب بسيط.. بل ويعكس وجها للإعجاز في الآية الكريمة.. والجواب هو :

تساءل المفسرون القدامى عند تفسير الآية : لماذا يصف المولى -جل شأنه- ماء الرجل بأنه دافق بصيغة اسم الفاعل مع أنه فعليا لا يدفق نفسه بنفسه..وإنما الرجل هو الذي يدفقه أثناء الجماع؟..فكان من باب أولى أن يقول مدفوقا وليس دافقا!!

الجواب من ناحية علمية : أن هذا الوصف بأن الماء يدفق نفسه بنفسه صحيح بل ومعجز لكل من ماء الرجل وماء الأنثى.. كيف؟؟ الحيوانات المنوية الذكرية لها ذيول تمكنها من السباحة والتدفق لتقطع المسافة حتى تصل إلى البويضة..وأما البويضة فهي تتحرك بواسطة الأهداب.. والتي تمكنها من السباحة عبر المخاط المهبلي حتى تصل إلى مكان التلقيح...

مما يعني أنه لا مشكله في تفسير الماء الوارد في الآية على أنه ماء الأنثى (البويضات) نهائيا.

الشكل الثاني لجواب سؤالك أخي : بالنسبة لماء الرجل.. الخلايا الجنسية الذكرية الأم التي مرت ما بين الصلب والترائب عندما كان الأب جنينا في بطن أمه لا تنقسم حتى البلوغ .. وبعد البلوغ تبدأ الخلايا بالانقسام .. في البدء تنقسم انقساما متساويا لتعطي خليتين مطابقتين لها .. الأولى تكمل انقسامتها لتكون النطاف والثانية تبقى في المخزون لتقوم هي فيما بعد بإعادة الكرة والنقسام مرة أخرة..مما يعني أن خلايا الذكر تنقسم وتتكاثر ..إلا أن الخلايا الأم لهن جميعا قد مروا بين الصلب والترائب..بعبارة أخرى : الحيوانات المنوية الموجودة في المني جميعها ناتجة عن انقسامات لخلايا قد مرت بين الصلب والترائب..

ولكن .. ربما يتبادر لذهنك السؤال التالي : هل يكفي ذلك لنقول عن مني الرجل أنه يخرج من بين الصلب والترائب؟؟ الجواب : في الغة العربية لا مشكلة في ذلك البتة.. وهو ممكن جدا..فعندما يقول الفلاح : أخرج خبزي من حقول القمح.. هذا لا يعني لغة أن الخبز كان مدفونا في تراب حقول القمح .. وإنما يعني أن المادة الأصلية لخبزه كانت في حقول القمح.. وهذا بالطبع يتطابق مع ما ورد في الآية لغة..

فأي الشكلين في الإجابة أقنعك أكثر فعليك به..

أما القول بأن التغذية تكون من بين الصلب والترائب ،فأرى أنه لا دلالة على التغذية في الآية.. فالخروج لا يأتي بمعنى التغذية..والمعنى بعيد في وجهة نظري.. وبصراحة عندما كنت أبحث في الأمر سابقا مر علي هذا التفسير فلم يقبله منطقي..وأرى أنه في ظل الاكتشافات العلمية الحديثة لا داعي نهائيا أن نخرج النص عن ظاهره.. والله أعلم