اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميدو المسلم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لى سؤال لم تجاوبنى عليه يا جون واتمنى ايضا من الاستاذ سمير ان يبدى رايه فى هذا السؤال وهو موجود فى المشاركه رقم 26 وسوف اكرره مره اخرى الان وهو
اذا كان ذات الاب هو نفسه ذات الابن فكيف للروح القدس ان ينبثق من ذات الاب ولا ينبثق من ذات الابن اذا كان ذات الاب هى نفسها ذات الابن وجميع المسيحيين متفقين فى الايمان كما تقول
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأستاذ ميدو
اعلم أنَّه إذا كان سؤالك يتعلق بركن من أركان العقيدة المسيحية؛ فلا بد من أنْ تحصل على جواب لا عقلي، لا منطقي.
تكلمتُ عن مصطلح الـ"دور" سابقًا، فلنذكره هنا من خلال المثال التالي:
الأب هو الأقنوم الأول.
الابن هو الأقنوم الثاني، وهو منبثق عن أقنوم الأب.
الروح القدس هو الأقنوم الثالث، وهو منبثق عن الأقنوم الأول.

الأقانيم الثلاثة السابقة لا واحد منها هو الآخر؛ فينتج لدينا ستة احتمالات، وقد ذكرناها في مشاركة سابقة، فلا حاجة لتكرارها.

الأقانيم الثلاثة هي ذات واحدة وليست ثلاثة ذوات؛ ولهذا فهذه الأقانيم التي هي ذات واحدة أزلية، فليس لها بداية.

المسيحيون يقولون هذا الكلام، ويؤمنون به كما هو، ولا يحبون عرضه على العقل، لأنَّ عرضه على العقل يعتبر صفقة خاسرة، فهو كلام لا يصمد أمام العقل، وقد قال أحد رؤسائهم، وهو اغناطيوس:"آمن ثم اعقل"، ولكن اغناطيوس آمن ولم يعقل، بل آمن ثم آمن، وهذا هو بالضبط المعنى الحقيقي لعبارته:"آمن ثم اعقل"، فهو يعلم أنَّ هذا الكلام غير معقول؛ ولذلك طَلَبَ من المسيحيين أنْ يؤمنوا به أولًا، ولمَّا علم أنَّهم لن يستطيعوا أنْ يعقلوه؛ فقد ضمن أتباعًا جددًا، وحافظ على أتباع قدماء؛ وبهذا بدأت مرحلة ترويض النفس على قبول ما لا يقبله العقل؛ فأصبحت الردة في ذلك الوقت قليلة جدًا، خصوصًا أنَّهم لم يُواجِهوا تحدٍ يجعلهم ينقلبون على هذا الإيمان المُكَبِّل للعقل، ولكن حصل الانقلاب، ونحن نعيش ثمرات هذا الانقلاب على الكنيسة عن طريق العلمانية الغربية، وهذا الانقلاب كانت لو جذور طويلة في الماضي، ورد الفعل الداخلي (الانقلاب على ********* كان رد فعل ضد فعل خارجي، وهذا الفعل الخارجي هو التحدي الإسلامي.. فقد شكَّل الإسلام لهم هاجسًا قرونًا طويلة، ولا ننس أنَّ رد فعلهم هذا له جذور إسلامية، فلولا الحضارة الإسلامية لمَا كانوا اليوم على الحال الذي هم فيه، فليحمدوا الله على هذا.

إذن المعنى الحقيقي لعبارة:"آمن ثم اعقل" هو:"آمن ثم آمن، فلا يمكن أنْ تُعْقَل العقائد المسيحية؛ فهي غي معقولة!".

لِنُبَيِّن عدم معقوليتها - ولا تنس أنْ تنظر إلى توقيعي -:

إذا كان الشيء متغاير من داخله كالأقانيم؛ فلا يمكن أنْ نتكلم عن وحدة ذات، بل عن تعددها، وغير هذا محال:

الأب باثق الابن.
عبارة الأب باثق الابن تعني أنَّ الابن لم يكن منبثقًا ثم انبثق.

مع أنَّ الابن قد انبثق عن الأب، إلَّا أنَّهم يقولون بأزليته؛ ويلزم قولهم هذا:
أنَّ الابن متقدم على نفسه باعتبار أزليته، ومتأخر عن نفسه باعتبار انبثاقه عن الأب، فلنُرَتِّب القضية كالتالي:

1- الأب يساوي الابن في الأزلية.
2- الأب يسبق الابن.
3- الأب والابن يساويان الروح القدس في الأزلية.
4- الأب والابن يسبقان الروح القدس
5- والروح القدس يسبق الابن.

إذا كان الأب يسبق الابن؛ فلا ضير في تقديم أقنوم على آخر من حين إلى آخر، فبدل الترتيب التالي:

"الأب يساوي الابن"؛ فلا بأس من ترتبه كالتالي:
"الابن يساوي الأب"، والتساوي هو في صفة الأزلية.

انظر إلى الابن الذي داخل علامتي التنصيص التحتاني والفوقاني، هل ترى أنَّ الابن الذي تحت - في الجملة - متقدم على الابن الذي فوق، ثم هل ترى الابن الذي فوق متأخر عن الابن الذي تحت؟، النتيجة هي التالي:
الابن متأخر عن الابن (أي عن نفسه).
الابن متقدم على الابن (أي على نفسه).


هل تعلم ما اسم هذه النتيجة في المنطق؟
الجواب: اسم هذه النتيجة هو :"دور".

وهل تعلم أنَّ هذا النتيجة محال، أي مستحيلة، لأنَّها متناقضة؟!

الذي ينطبق على الابن هو نفسه الذي ينطبق على الروح القدس في حالة معينة، بل الأمر بشأن الروح القدس يزداد تعقيدًا؛ لأنَّ الابن يتوسط الأب والروح القدس.

سأريك طامة من الطوام الكبرى هنا، وسأريك إياها من خلال اختيارنا للابن من حيث هو منبثق فقط، لا من حيث هو أزلي.

تذكَّر أنَّ الابن هو:
الأقنوم الثاني، أما أقنوم الروح القدس، فهو:
الأقنوم الثالث.

ثم تذكَّر أنَّ أقنوم الروح القدس أزلي.

سؤال ما النتيجة التي تنتج عمَّا سبق؟
الجواب:

الابن يسبق الروح القدس؛"لأنَّ الابن هو الأقنوم الثاني"، ولكن الابن منبثق، والروح القدس أزلي، إذن؛
الروح القدس تسبق الابن.

لاحظ هنا أنَّنا لا نتكلم عن تساوي الروح القدس بالابن، بل تقدمنا خطوة، بحيث بدأنا نتكلم عن أنَّ الروح القدس تسبق الابن، باعتبار أزلية الروح القدس.

فلندخل الأب ليضيف أجواؤه الخاصة، ولنرتبه على الشكل التالي:

الأب يسبق الابن.
الابن يسبق الروح القدس.
الروح القدس تساوي الأب؛ إذن:
الروح القدس تسبق الابن.

تناقض في غاية الوضوح.

يا إلاهي ما أعظم هذا القول على عليك، فثالوث النصارى مقصلة العقل!.