الأخ أب هند
صحيح أنَّ كلامك موجَّة للسيد جون، ولكن لأنَّني رددتُ عليه بشأن هذه القضية، أرى نفسي ملزمًا بالرد على ما أوردتَه:
1- لاحظ عبارة "قبل الخلق" التي في كلامك،
2- ثم لاحظ جملتك:"ما هذا السؤال؟ وهل صفات الله لا توجد إلَّا بعد الخلق؟ بالطبع لا، فصفات الله ملازمة له مثل الرحمة والعدل".
التناقض في كلامك واضح جدًا، فقبل أنْ يخلق الله الخلق؛ لم يكن متصفًا بصفة الخالق!، فقد اتصف بها منذ بداية أنْ خلق؛ ولهذا فصفة الخالق ليست ملازمة لله، وهذا ينطبق على صفة العدل، وصفات الأفعال عمومًا، قد يعترض البعض على كلمة "ملازمة"، فنقول: الاختلاف في العبارة وليس في المعنى.
يجب عليك أنْ تُفَرِّق بين "صفات الذات"، وبين "صفات الفعال".
صفات الذات إذا افترضنا عدم وجودها؛ يلزم عنه محال!، ولكن صفات الأفعال إذا أفترضنا عدم وجودها؛ لا يلزم عنه محال!، كيف ذلك؟
تناولنا صفة الخلق في السطور السابقة، ولتكن هي مثالنا هنا، ولتتذكَّر عبارتك "قبل الخلق" فهي مهمَّة.
كلمة "قبل الخلق" تعني أنَّ الله كان موجودًا قبل أنْ يخلق، ولكن القدرة على الخلق موجودة، فهو قبل الخلق متصف بالقدرة على الخلق، وليس متصفًا بالخالق.
وبناء عليه، لنفترض أنَّ الله لم يخلق شيئًا، فهل يلزم عن عدم خلقه محال؟
بالتأكيد لا، فالصفات الذاتية كافية، ومنها صفات القدرة على الأفعال، وهناك فرق بين "صفات القدرة على الأفعال"، وبين "صفات الأفعال".
لنفترض - الآن - أنَّ الله غير متصف بالقدرة على الخلق، فهل يلزم عنه محال، وما نوع المحال إنْ لزم عن الافتراض؟
بالتأكيد يلزم عنه محال، ونوع المحال هو أنَّ هذا العالم ما كان ليكون موجودًا، ولكنه موجود؛ إذن عدم القدرة على الخلق باطل.
لاحظ أنَّ افتراض عدم القدرة على الخلق لا يطال الصفات: القديم، الوجود، والحياة والعلم، وصفة العلم في هذه الحالة تكون متعلقة بذاته فقط.
وبناء عليه، فالصفات الذاتية ومنها صفات القدرة على الأفعال - وليست صفات الأفعال - كلها قديمة، فالصفات معددة والذات واحدة.
بشأن ردك على جون "أنَّ أسئلته ستوصله إلى من خلق الله"، فالأمر هين، فيمكن ببساطة إبطال السؤال عبر "مبدأ عدم التسلسل".
المفضلات