بسم الله الرحمن الرحيم
أخى العزيز / طارق
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
أرى أنه يجب علينا أن نعذر الضيف الكريم loste 111 فيما نقله لنا من آراء
وذلك لأن بعضا مما ذكره موجود للأسف فى العديد من كتب التفسير ، بل وفى أمهات كتب التفسير ، واليكم المثال التالى :
قال ضيفنا الكريم أن الله - جل شأنه - وبحسب القرآن الكريم قد تجلى على الشجرة فى مناجاته لموسى عليه السلام
فلماذا نلومه ونعنفه اذا كان قوله هذا قد تردد فى بعض كتب التفسير
ان الضيف الكريم فيما أعتقد يقصد بكلامه السابق الآيات الكريمة فى مطلع سورة النمل والتى تقول :
" فلما جآءها نودى أن بورك من فى النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين ، يا موسى انه أنا الله العزيز الحكيم "
وموضع الشبهة هنا هو قوله تعالى : " بورك من فى النار " والتى اختلف المفسرون فيما تعنيه ، وقد جاء فى بعض الروايات عن السلف الصالح تفسير لها قريب مما ذكره لنا ضيفنا بالفعل ، وذلك كما يلى :
يقول الامام الطبرى فى تفسيره - وهو من كتب التفسير بالمأثور - ما يلى "واختلف أهل التأويل فى المعنى بقوله ( من فى النار ) فقال بعضهم : عنى جل جلاله بذلك نفسه ، وهو الذى كان فى النار ، وكانت النار نوره تعالى ذكره فى قول جماعة من أهل التأويل " ثم ذكر الطبرى منهم : ابن عباس رضى الله عنهما ، وسعيد بن جبير ، والحسن البصرى ،وقتادة ، وقد زاد ابن كثير عليهم : عكرمة
كان هذا ما ذكره امام المفسرين ابن جرير الطبرى ثم وجدناه مبثوثا فى كتب التفسير من بعده
ولكن يبقى السؤال : هل تلك الروايات صحيحة فى نسبتها الى أصحابها ؟
فهذا مفسر كبير كالفخر الرازى يشكك فى صحتها قائلا " وهو مروى عن ابن عباس ، وان كنا نقطع بأن هذه الرواية موضوعة مختلقة "
ثم يجب أن نلحظ أمرا آخر هو أن الآية الكريمة قد ختمت بقوله تعالى :
" وسبحان الله رب العالمين " أليس فى هذا تنبيه على جلال مقامه عز وجل وتنزيه له سبحانه عن الحلول والتجسد ؟
أترك الجواب لكم ولضيفنا الكريم
المفضلات