بارك الله فيك أخي .. في الحقيقة يحتمل أن يكون المعنى كما ذهبت إليه .. وخاصة ما قمت بالاستدلال به من كتاب الله يدل على أن ما ذهبت إليه معقول جدا .. والقرآن ذو وجوه .. والله أعلم بمراده.

وسأناقش هاهنا كل من : التغذية - النشأة - البروز - التكون
أما التغذية .. فكما أسلفت بأن التفسير معقول .. ولكن لابد من الإشارة لأن حرف الجر فيه قوله "منه" في الآية :وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ "مِنْهُ" حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ ٱلنَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّٰتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَٰبِهٍ ٱنْظُرُوۤاْ إِلِىٰ ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذٰلِكُمْ لأَيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

قد تأتي "منه" هنا بمعنى السببية .. لكن "من" في قوله تعالى "من بين الصلب والترائب" لا تأتي بمعنى السببية ولكنها ظرفية على ما أرى لانها تبعت بـ":بين" .. مما يجعل الاستلال ليس قطعيا..

أما النشأة : لا بد من تحديد معنى النشأة هنا .. فإن كنا نتكلم عن أصل الأشياء فسيكون للنطاف التسلسل التالي: النطاف مردها للخصيتين أو للمبايض .. وهما أصلهما للحويصلات الجنسية عند الجنين .. وأصل خلايا الحويصلات قادم من خارج جسم الجنين من جدار كيس المح ..وأصله كله قادم من الزايجوت... والإشارة لأي من هذه المراحل يعد إشارة للمنشأ .. فلو قلنا أن النطاف نشأت من الخصييتن فهو صحيح وإن قلنا أنها نشأت من"بين الصلب والترائب" أي من الحويصلات الجنسية التي خرجت من بين الصلب والتراشب فهو صحيح .. وإن قلنا أنا نشأت من جدار كيس المح فهو صحيح ... وحتى لو قلنا أنها نشأت من البويضة المخصبة (الزايجوت) فهو صحيح قطعا .. لأن كل خلايا جسم الإنسان لابد وأنها نشأت من الزايجوت... ولا يمكن إيجاد منشأ أصلي واحد للنطاف لأننا لو اتبعنا هذا السبيل سننتهي بآدم عليه السلام!

لذلك ، الحديث عن النشأة اتفقنا عليه .. فالآية تدل على إحدى أطوار نشوء النطاف الأصلية التي خرجت بالفعل من بين الصلب والترائب .. وهي الحويصلات الجنسة البدائية

وأما البروز فلا بد من تحديد معناه هاهنا أيضا .. فإن كنت تقصد ظهوره على شكله الأخير . فهذا لا يمكن أن تدل عليه .. لأن عملية تكون المني كلها هنا لا تكون بين الصلب والترائب بل تمزج العديد من الإفرازات مع الحيوانات المنوية ضمن منظومة الجهاز التناسلي وليس في المكان الذي تذكره الآية الكريمة.

وأما التكون .. فلا أعلم ما قصدته تماما به .. فإن كنت تقصد النطاف .. فهي لا تتكون (أو تتشكل) على حالها كنطاف ناضجة إلا في الخصيتين أما إن قصدت تكون باقي أجزاء المني ما عدا النطاف في تتكون في غدد متعددة أهمها الحويصلة المنوية .. فما قصدك بالتكون هنا؟