الصفة الأولى للنبي المنتظر
هى أنه عبد الله
1 هُوَذَا عَبْدِي و طبعا كل إنسان عاقل يفهم من تلك الجملة أن النبي المنتظر ليس هو الله نفسه و قد ظهر فى صورة عبد مثلا
بل هو عبد الله بكل ما تعنيه الكلمة من معان
فهو مخلوق خلقه الله
و الله تعالى يملك كل أمره : مولده - مماته - رزقه - نصرته
و لا يجوز التوجه له بالعبادة بأى صورة من الصور
و لسنا بحاجة لأن نقول أن المسلم يؤمن إيمانا كاملا بأن النبي محمد صلى الله عليه و سلم هو عبد الله و رسوله و يرفض رفعه فوق منزلة العبودية بأى صورة
أما النصرانى فهو يعتبر أن الإيمان بكون المسيح عبد فحسب هو شئ من الكفر و الخروج عن الإيمان الصحيح
و يحتج القس أنطونيوس فكرى فى تفسيره
اقتباس
هوذا عبدي = فالمسيح أخذ شكل العبد وغسل الأقدام، بل قبل الإهانة من عبد رئيس الكهنة الذي لطمه.
و نقول أن كون المسيح أخذ شكل عبد لا تعنى أنه عبد فهو طبقا للعقيدة المسيحية إله ظهر فى شكل عبد
لكن من الواضح تتحدث عن عبد و ليس عن إله ظهر فى شكل عبد
كان من الممكن بكل بساطة أن تكون النبوءة
هو ذا ابنى
أو
هو ذا أنا أظهر فى شكل عبد
لكن كل ما سبق لا تقوله النبوءة
و لكنها تقول بكل بساطة و وضوح
هو ذا عبدى
و العجيب أن مترجمى النصارى تحرجوا من قول عبدى على المسيح فى العهد الجديد فترجموها فتاى
متى 12
لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِلِسَانِ النَّبِيِّ إِشَعْيَاءَ الْقَائِلِ:
18 «هَا هُوَ فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي! سَأَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ، فَيُعْلِنُ الْعَدْلَ لِلأُمَمِ.
19 لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصْرُخُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ صَوْتَهُ فِي الشَّوَارِعِ.
20 قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَكْسِرُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِيءُ، حَتَّى يَقُودَ الْعَدْلَ إِلى النَّصْرِ، 21 وَعَلَى اسْمِهِ تُعَلِّقُ الأُمَمُ رَجَاءَهَا! »
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات