ان وجود السماوات والارض و كذلك كيفيه الحياه علي الارض بالنسبه للبشر ولبقيه الاحياء وايضا طبائع الاشياء ونواميس الكون جاءت كلها محققه غايه الابتلاء 0 ان علاقه الانسان بالزمن في مراحل حياته علي الارض و موته 0 و في ماهيه البشر وتكوينهم الجسدي انما هو لتحقيق هذه الغايهتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
كذلك وجود عالم الغيب وعالم الشهاده 000ان الانسان يحيا تحت غطاء كوني يحجب عنه ما حوله وما فوقه من عوالم غيبيه وكائنات خارجه عن مجال ادراكه 00ان ادراك الانسان قاصر علي العالم المحسوس فقط 000فالابتلاء بمعني الامتحان و الاختبار يقتضي وجود عالم غائب عن الانسان 000فليس من المعقول ان يكون علي الارض ابتلاء والانسان المبتلي يستطيع ان يري النار وعذابها او الجنه ونعيمها 000لو حدث ذلك لامن الانس والجن جميعا و ما كان هناك فضل منهم ولا مبادره ولا اجتهاد يستحق عليه الثواب و لما تبين المسئ من المحسن حيث سيكون ايمانهم جميعا نتيجه مباشره لاطلاعهم علي هذه الامور الغيبيه 000ولذلك فان هذا الغطاء يرفع عن الانسان بمجرد انتهاء فتره الابتلاء الخاصه بالمخلوق فيقال له حين ذاكوَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20)
وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)
كذلك لم يكن الله سبحانه ليرسل ملائكه للبشر كمنذرين و مبشرين و معلمين لهذا السبب ايضا فارسل سبحانه اليهم بشر 0 حيث ان الملائكه من عالم الغيب و ظهورهم للبشر يتعارض مع حقيقه الغطاء الكوني التي جعلها الله للابتلاءوَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ۖ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8)
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94)
قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95)
اي انه يلزم تحقيقا للابتلاء ان يكون الرسل من نوع المرسل اليهم 0 ايضا قصور العلم البشري عن ادراك المستقبل من لوازم الابتلاءإِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ (15)0 و منها اخفاء اجل و انتهاء حياه العبد 0
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)
ان اجهزه الادراك البشريه --وان كانت قاصره عن ادراك عالم الغيب--الا انها مهيئه ومكيفه تماما لادراك عالم الشهاده 000و ذلك للابتلاء ايضاوَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)
كما يقول ايضا ان الله جعل الانسان سميعا بصيرا تحقيقا للابتلاءإِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)
كما جعل الله سبحانه الجوانب العاطفيه و الشهويه و الميول والاهواء و الرغبات وحب الاموال والقوه و الجاه و السلطان و كل ما يجلب السراء والمتع والبهجه 000جعل كل ذلك لاقامه الابتلاء علي الارض 0 كما جعل الله في طبيعه الانسان كذلك الالم والشقاء والمرض والجوع و الحزن والخوف وكل الاحداث التي تسبب ذلك كله 000كل ذلك للابتلاء ايضا 0زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28)
و الفتنه هي الابتلاء الشديد 000000واما عن طبيعه الارض و ما عليها و كونها مخلوقه تتوافق مع طبيعه البشر في تحقيق ابتلائهم فيقول سبحانهإِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)
كما تفسر لنا حقيقه الابتلاء الحكمه التي من اجلها زودت النفس البشريه بالميل الي الشر و الخير سواءوَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)
و من ثم فان حياه الانسان من اولها الي اخرها تهدف في جزئياتها و كلياتها للابتلاء و تؤدي اليهلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)
اذن وجود الخير والشر في الحياهالدنيا انما هو بامر الله و مشيئته تحقيقا لهذه الحكمه ايضاكُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)
ذلك ان وجود الشيطان -سواء شيطان الانس او الجن -كداعي للشر في الحياه فوق انه كان كذلك نتيجه فشله في ابتلائه فقد جعله الله كذلك و مكنه من الوسوسه و الايعاز بالشر للفتنه و الابتلاء ايضا و دليل ذلك قوله تعاليلِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53)
اما الذين امنوا فليس للشياطين عليهم سلطان بدليل قوله تعاليوَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)
وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ ۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)
فاذا تسائلنا عن الحكمه التي من اجلها جعل الله الانسان خليفه وجدناها ايضا الابتلاءوَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)
فبين ان توارث السلطان و امامه البشريه و خلافه الله فيها هو للابتلاء حيث ينظر الله كيف يعملون حيال ذلك 000000كما تعلل حقيقه الابتلاء ايضا كون الانس والجن احرارا في افعالهم ==فالانسان يدخل موقفا معينا فيختار بارادته فعلا سواء خير او شر و يتحمل الجزاء المترتب علي سلوكه 000ايضا وجود الانسان في اسره و مجتمع هو للابتلاء 00وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)
ايضا خلق الله الناس مختلفين اجالا وارزاقا وجاها وسلطانا و جمالا و ذكاء و حكمه و قوه و ابناء فبين ان وجود الفوارق و الدرجات بين الناس في كل شئ هو للابتلاءوَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)
كذلك جعل الله الانسان كائنا اجتماعيا ليبتلي الناس بالناس حيث ان العلاقات القائمه بينهم علي اختلافها و ما يترتب عليها من حقوق و واجبات تشكل مواقف و تجارب حقيقيه لابتلائهم بعضهم ببعض فيبتلي الحاكم بالمحكوم والمحكوم بالحاكم ويبتلي القوي بالضعيف والعكس والزوج بالزوجه والعكس والاباء بالابناء والعكسوَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)
اختلاف مستويات المعيشه بين الناس في المجتمع الواحد لنفس الحكمهأَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)
لقد شاء الله ان يجعل الناس امم و قبائليَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
كما بين سبحانه انه لم يشاء ان يكون الناس امه واحده بل ذودهم بما يجعلهم مختلفين في السلوك كنتيجه مستزمه من حقيقه الابتلاء كما جعلهم مختلفين الوانا و لغه و ارضا و عادات وتقاليد للابتلاءوَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)
إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)
00000يتبع
المفضلات