والسؤال الآن ما هي دوافع بولس في تغيير موقفه من النهي عن لعن يسوع إلى الأمر به ؟.

اقرأ، أخي، رسالة بولس إلى أهل غلاطية

[أهل غلاطية هم أهل شمال تركيا الحالية] !.و تمعّن فيها جيدّاً تجد أنّ أول شيء استهلّ به رسالته هو توبيخ الغلاطيين الذين تحوّلوا إلى إنجيل آخر غير إنجيل النعمة الذي يعلّمُه بولس[إنجيل النعمة يعني به بولس أنّ شريعة موسى نسخت بموت يسوع الكفاري فلا خطيئة تتبعنا. ولا محرّمات ولا قوانين و لا طقوس.و يذكره بولس في مقابل الإنجيل الذي يتمسك بشريعة موسى .].

ثانيا يُدافع عن رَسُولِيَته بأنّه ليس كاذبا.

وثالثا يهاجم أمير الحواريين بطرس هجوما عنيفا.

و أخيرا يؤكّد أنّ الشريعة نُسِخَت بنِعمة الصليب، ويحرّضهم للرجوع إلى إنجيله، بكلمات شديدة الوقع .

فمن مضمونها نستطيع قراءة السّبب الذي كان من وراء كتابتها.

إذ لكلّ ردّ فعلٍ فعلٌ سَبِقه .

لقد عرّج إمام الحواريين إلى غلاطية حاملا البشارة بملكوت الله، داعيا للإيمان بالله ورسوله والعمل الصالح الذي تأمر به شريعة موسى عليه السلام ، بما في ذلك الختان .

مُكذِّبا صَلب يسوع، لأنّ صَلبه يعني لعنه .[/COLOR]

فلم يجد رسول الأمم مخرجاً من ورطته التي وقع فيها بتعليمه : " أنّ المسيحَ مات من أجل خطايانا " إلاّ أن يهرب إلى الأمام بقوله :

[13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ.].

والكلام هذا فارغ المضمون، ولا يُقنع إلاّ من عَمِيَت بصيرتُه إذ كيف تتبارك الأمم في مَلعُونٍ مَمْحُوق البَركة ؟ !...


.