نبوءة التثنية، و هل تنطبق على المسيح عليه السلام أم على نبي آخر؟
18 سأُقيمُ لَهم نَبِيُّا مِن وَسْطِ إخوَتِهم مِثلَكَ (4)، وأَجعَلُ كلامي في فَمِه، فيُخاطِبُهم بِكُلِّ ما آمُرُه به. 19 وأَيُّ رَجُلٍ لم بَسمَعْ كَلاميَ الذي يَتَكلَمُ بِه بِاسمْي، فإِنِّي أُحاسِبُه علَيه. 20 ولكن أَيُّ نَبِيٍّ اعتَدَّ بنَفْسِه فقالَ بِاَسْمي قَولاً لم آمُرْه أَن يَقولَه، أَو تكَلَّمَ بِاَسمِ آِلهَةٍ أُخْرى، فليَقتَلْ ذلك النَّبِيّ.
21 فإِن قُلتَ في قَلبكَ: كَيفَ نَعرِفُ القَولَ الَّذي لم يَقُلْه الرَّبّ؟ (5) 22 فإِن تَكَلَّمَ النَّبِيُّ بِاَسمِ الرَّبِّ ولم يَتمَّ كَلامُه ولم يَحدُثْ، فذلك الكَلامُ لم يَتَكلَمْ بِه الرَّبّ، بل لِلاَعتِدادِ بِنَفْسِه نَكلَمَ بِه النَّبِيّ، فلا تَهَبْه.
يُخبر الله هنا موسى عليه السلام بأنه سوف يقيم لهم ـ أي اليهود ـ نبياً من وسط إخوتهم ... و جعل لذلك النبي شروطاً و علامات لمعرفته و التأكد منه ...
أول علامة أنه مثل موسى عليه السلام.
و ثاني علامة أن الله يجعل كلامه في فمه فيخاطب الناس بما يأمره الله
و ثالث علامة أنه يتكلم باسم الله.
و رابع علامة أن من يدعي النبوة و يتكلم باسم آلهة أخرى فإنه يُقتل حتى يُمنع من إيصال رسالته للناس.
ثم بين الله لموسى كيف يعرف القول الذي لم يقله الرب؟
الشرط أن يكون الكلام باسم الرب، و أن يحدث في المستقبل.
و النصارى الآن بحسب إيمانهم ينسبون النبوءة للمسيح يسوع الإله المتجسد، فهل تنطبق عليه النبوءة حقاً؟
هذا ما سنكتشفه الآن...
أولا: مقارنة بين موسى و يسوع
1 ـ حسب إيمان النصارى فإن يسوع هو الرب المتجسد، بينما موسى كان بشراً و نبياً مرسلاً لا أكثر. و هذا الدليل وحده ينفي كون يسوع مثل موسى و لكننا نكمل المقارنة رغم ذلك ...
2 ـ ولد يسوع بمعجزة إلهية من دون أب فيحين ولد موسى من أب و أم بشكل طبيعي.
3 ـ يسوع كان ملعوناً كما قال عنه بولس لأنه عُلق على خشبة الصليب
(الكاثوليكة)(الرسالة الى غلاطية)(Gal-3-13)(المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صارلعنةلاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة.)
فياشاره الي النص القائل
(الكاثوليكة)(التثنية)(Dt-21-23)(فلا تبت جثته على الخشبةبل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلّق ملعون من الله.فلا تنجس ارضكالتي يعطيك الرب الهك نصيبا)
بينما موسى كان نبياً مباركاً و لم يُعلق على خشبة و لم يكن ملعوناً
4 ـ موسى كانت له زوجة و أولاد بينما المسيح لم يتزوج و لم ينجب
5 ـ لقد جاء موسى بالناموس و فيه شريعة جديدة لليهود ، بينما جاء المسيح ليكمل لا لينقض الناموس..
6 ـ موسى مات ميتة طبيعية بينما يسوع ـ الإله ـ مات شر ميتة مُعلقاً على الصليب ثم ـ حسب إيمان النصارى ـ قام من بين الأموات. أما موسى فمازال ميتاً.
7 ـ موسى عليه السلام مدفون الآن في قبره، بينما يسوع ـ حسب إيمان النصارى ـ يجلس الآن على يمين الرب.
و قتل يسوع و صلبه ـ حسب هذه النبوءة التي يصر النصارى على نسبتها له ـ يهدم عقيدتهم تماماً .. و يبين أن يسوع كان نبياً كاذباً، و تكلم بقول لم يأمره به الرب و تكلم باسم آلهة أخرى...
فإن كان النصارى يملكون نصوصاً تؤله يسوع بزعمهم، فهم يهدمون عقيدتهم بإصرارهم على أن هذه النبوءة تتكلم عن المسيح. لأنه قُتِل ... و القتل عقاب الرب لمن تكلم بما لم يأمره به، أوتكلم باسم آلهة أخرى...
إذن و بعد هذه الأدلة ... فإن يسوع ليس مثل موسى ...
أليس كذلك؟
نعم ..... هو كذلك !!!
و هذا يقودنا إلى أن ننفي النبوءة عن يسوع.. أي أن ما جاء في التثنية 18:18 يتحدث عن نبي آخر غير يسوع .... نبي يأتي بعد يسوع ...
و بالفعل، بعد حوالي 600 سنة ظهر نبي في أرض العرب يدعو الناس إلى عبادة الله الواحد الذي لا إله إلا هو و لا رب سواه.
فهل هذا هو النبي الذي تتحدث عنه نبوءة التثنية؟
المفضلات