الرد على شبهة: "لا يدخل ولد الزنا الجنة"
هناك شبهة يُثيرها البعض حول حديث يُنسب للنبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل ولد الزنا الجنة"، ويدّعون أن الإسلام يُدين الأبناء بجريرة آبائهم، وهذا يُنافي العدل الإلهي. للرد على هذه الشبهة، نوضح ما يلي:

1. الحديث لا يعني الحكم على الأبناء بسبب ذنب آبائهم
الإسلام قائم على قاعدة واضحة وصريحة في القرآن الكريم:
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164].
هذه الآية تؤكد أن الإنسان لا يُحاسب على ذنب غيره. وعليه، فإن ولد الزنا بريء تمامًا أمام الله من خطيئة أبويه، ولا يتحمل أي إثم بسبب ظروف ولادته.

2. هل الحديث صحيح؟
الحديث الذي يُنسب للنبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل ولد الزنا الجنة" ورد بأسانيد بعضها ضعيف.
العلماء الذين صححوا بعض أسانيده أكدوا أن فهمه يحتاج إلى تفسير يتفق مع قواعد العدل الإلهي.
3. تفسير الحديث إن ثبت صحته
الحديث لا يعني أن كل من وُلِد نتيجة الزنا محروم من الجنة.

المقصود بـ "ولد الزنا" - وفقًا لبعض العلماء - هو:

الشخص الذي يعيش على أخلاق أهل الزنا، ويتبنى الفجور والفساد في حياته.
الشخص الذي لا يتوب عن المعاصي المرتبطة بهذا الطريق.
الإسلام يُعامل الناس بناءً على أعمالهم وسلوكهم، لا على نسبهم أو أصولهم.

4. عدل الإسلام وكرامة الإنسان
الله عز وجل كرّم جميع البشر بغض النظر عن أصلهم أو نسبهم، كما قال:
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70].

النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" [رواه مسلم].
أي أن معيار التفاضل عند الله هو العمل الصالح، وليس النسب.

ولد الزنا إذا كان مؤمنًا بالله وعمل صالحًا، فهو من أهل الجنة كأي مسلم آخر.

5. الحكمة من النصوص التحذيرية
النصوص الشرعية التي تُحذر من الزنا تهدف إلى حماية المجتمع من آثاره الخطيرة.
الحديث - إن صح - قد يكون تحذيرًا للمجتمع من انتشار الزنا، وليس إدانة للأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم.
6. الخلاصة النهائية
ولد الزنا بريء أمام الله ولا يُحاسب على ذنب أبويه.
الحديث - إن صح - يُفسر بأنه تحذير من السلوكيات الفاسدة، وليس حُكمًا عامًا على الأبرياء.
الإسلام دين عدل ورحمة، وكل إنسان يُحاسب على عمله، وليس على نسبه.
من كان تقيًا وصالحًا، سواء كان من ولد الزنا أو غيره، فهو من أهل الجنة بلا شك.
نشر الحقيقة:
هذا الرد يوضح عدل الإسلام ويُزيل اللبس عن الحديث المذكور. شارك هذه الحقائق مع الجميع لتوضيح الفهم الصحيح للإسلام، الذي يرفع من كرامة الإنسان ويحاسبه على عمله فقط.