
-
شبهات قديمه ردود مختلفه الاعتراض: "لو كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها مخالفًا للآية التي تتحدث عن البلوغ والنكاح، لكان الله
شبهات قديمه ردود مختلفه
الاعتراض: "لو كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها مخالفًا للآية التي تتحدث عن البلوغ والنكاح، لكان الله قد أنزل تحذيرًا أو إنذارًا، وكان الصحابة سيعترضون على هذا الزواج."
الرد التفصيلي:
زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة كان بتوجيه من الله تعالى:
النبي صلى الله عليه وسلم لا يفعل شيئًا من تلقاء نفسه، بل كان يعمل بتوجيه الله سبحانه وتعالى في كل ما يفعله. إذا كان هناك أي مخالفة للشرع أو نقض لآية قرآنية في تصرفاته، لكان الله قد أنزل آية جديدة أو إرشادًا مباشرًا للنبي صلى الله عليه وسلم. على سبيل المثال، لو كان زواجه من عائشة رضي الله عنها مخالفًا لآية البلوغ أو أي حكم شرعي آخر، لكان الله قد أوضح ذلك في القرآن الكريم، أو على الأقل وجه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. إلا أنه لم يحدث أي اعتراض من الله في القرآن، مما يعني أن الزواج كان موافقًا لإرادة الله.
الصحابة لم يعترضوا لأنهم كانوا يعلمون حقيقة الشريعة:
الصحابة كانوا أحرص الناس على الشريعة وكانوا دائمًا يتابعون تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم، ويحرصون على سؤاله عن كل أمر يتعلق بالشرع. وإذا كانوا قد شعروا أن هناك مخالفة لآية قرآنية أو لنص شرعي، لكانوا قد اعترضوا. لكن ما حدث في الواقع هو أن الصحابة لم يعترضوا على هذا الزواج، بل كانوا يعلمون جيدًا أن هذا الزواج كان بتوجيه من الله سبحانه وتعالى، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخطئ في ما يتعلق بالشرع.
فعندما أقر الصحابة بهذا الزواج ولم يعترضوا، فهم بذلك أقروا مشروعية هذا الزواج حسب الظروف التاريخية والمعايير التي كانت سائدة في ذلك الوقت. وكانوا يدركون أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يفعل ما يتعارض مع الشرع.
مفهوم البلوغ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم:
من المهم أن نعي أن البلوغ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان مختلفًا عن مفهومنا في العصر الحديث. البلوغ كان يعتمد على النضج الجسدي والعقلي، ولم يكن مرتبطًا فقط بـ العمر الزمني كما نراه الآن. كان الفتيات في ذلك الزمان يصلن إلى البلوغ في سن مبكرة مقارنة بما هو معتاد اليوم. هذا ناتج عن الاختلافات البيولوجية والظروف البيئية في ذلك الوقت.
في ظل هذه الظروف، كانت الفتاة تعتبر قد بلغت إذا نضجت جسديًا وعقليًا. وعائشة رضي الله عنها كانت قد بلغت سن النضج في تلك المرحلة من حياتها. في ذلك الزمن، كانت الزواج في سن مبكرة أمرًا طبيعيًا ومقبولًا، وكان يتماشى مع العادات والقيم الاجتماعية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
الآية الكريمة "وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ":
الآية التي استشهد بها البعض، "وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ" (النساء: 6)، لا تشير إلى عمر محدد للزواج، بل تشير إلى النضج والبلوغ العقلي والجسدي، وهذا يعني أن الزواج يجب أن يكون عند النضج، وليس عند بلوغ سن معين. في الواقع، هذا النضج العقلي والجسدي كان متحققًا في عائشة رضي الله عنها عندما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.
إذا كانت الآية تشير إلى النضج الجسدي والعقلي، فإن عائشة كانت قد نضجت في تلك المرحلة من حياتها، وبالتالي فإن زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مخالفًا للآية. وليس هناك أي دليل يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خالف هذا الحكم الشرعي.
الزمان والمكان لهما دور كبير في فهم الأحداث:
من المهم أن نأخذ في اعتبارنا أن الزمان والمكان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم كانا يختلفان تمامًا عن ما نعيشه اليوم. في تلك الحقبة، كانت المعايير الثقافية والدينية تحكم العلاقات الاجتماعية، وكان الزواج في سن مبكرة أمرًا طبيعيًا ومتوافقًا مع الحياة الاجتماعية في تلك الأيام.
اليوم، قد تختلف المعايير الاجتماعية نظرًا للتطورات الثقافية والتغييرات في مفهوم البلوغ، لكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان البلوغ يُعتبر نضجًا جسمانيًا وعقليًا، وكان الزواج في هذا السن مقبولًا شرعًا واجتماعيًا.
عدم اعتراض الصحابة على زواج النبي من عائشة:
لو كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها مخالفًا للشرع أو كان يعارض آية البلوغ، لكان الصحابة قد اعترضوا عليه. الصحابة كانوا أشد الناس حرصًا على الشريعة، وأي خطأ في هذا الصدد كان سيتم لفت انتباه النبي صلى الله عليه وسلم إليه بشكل فوري، لكن لا يوجد أي اعتراض من الصحابة على هذا الزواج، بل على العكس، كان الجميع يعلم أن هذا الزواج كان في إطار مشيئة الله ووفقًا لحكمته.
الاستنتاج النهائي:
زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة لم يكن مخالفًا للآية أو لشرع الله، بل كان بتوجيه من الله سبحانه وتعالى. ولو كان هناك مخالفة شرعية في هذا الزواج، لكان الله قد أنزل آية جديدة أو نزل توجيهًا يوضح ذلك.
الصحابة كانوا أحرص الناس على اتباع الشريعة، وإذا كانت هناك مخالفة شرعية لكانوا قد اعترضوا بشكل واضح، لكن لم يحدث أي اعتراض، مما يثبت موافقة الشريعة لهذا الزواج.
البلوغ والنضج كان مفهوماً مختلفًا في ذلك الزمان، وكان عائشة قد بلغت سن النضج الجسدي والعقلي في تلك الفترة، وبالتالي كان الزواج موافقًا للأحكام الشرعية في ذلك الزمان.
المعايير الثقافية والزمنية في تلك الفترة كانت مختلفة عن معاييرنا اليوم، وكان الزواج في سن مبكرة أمرًا طبيعيًا ومقبولًا في ذلك العصر.
في النهاية، يجب أن نكون موضوعيين في تحليلنا للأحداث التاريخية وفقًا للسياق الزمني والثقافي الذي وقعت فيه، وأن نحترم الفهم الصحيح للشريعة الإسلامية التي كانت واضحة في ذلك الوقت، وبالتالي زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها كان موافقًا لحكم الله وللظروف التي كانت سائدة في عصر النبوة.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة محمد سني 1989 في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 11-10-2021, 05:27 PM
-
بواسطة Ibrahim El Gaiar في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-03-2020, 08:36 PM
-
بواسطة Ibrahim El Gaiar في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-03-2020, 08:34 PM
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 03-04-2015, 04:47 PM
-
بواسطة صاحب القرآن في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 11-06-2014, 04:13 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات