السلام عليكم ورحمة الله ...
في كل سنة تثار زوبعة حول احاديث فضل صيام عاشوراء من شهر محرم الحرام ومشروعية صيامه من قبل عدة جهات منكري سنة وروافض ومعتزلة...الخ بدعوى انها متناقضة فيما بينها وتعددت اهداف الطاعنين بين من يريد نصرة مذهبه الباطل وبين آخر من يريد ان يصل الى الطعن في علم لحديث وكتب الحديث لكن الاحاديث ظلت صامدة في وجه منتقديها طوال تلك الفترة وخاصة مع تبيان مراحل صيامه والامر بصيامه..
لكن جد جديد في الامر هو ان الروايات تخبر
ان النبي عند مقدمه الى المدينة رأى اليهود تصوم "عاشوراء "
فسألهم النبي عن سبب صومهم فقالوا هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى
فقال النبي فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه

والاشكالات في الرواية
عاشوراء الذي تصومه اليهود هو ما يسمى يوم الغفران او يوم كيبور ومناسبته هو نزول موسى من جبل سيناء بالالواح وغفران الله لهم عبدتهم العجل الذهبي
فاليهود لا تصومه لنجاتهم من فرعون انما تصوم للسبب السابق (هذا ان قلنا ان النبي عند مقدمه للمدينة رأهم يصومون مباشرة ) فالنبي وصل المدينة تقريب بالتزامن مع هذا اليوم وهو العاشر من شهر تشري في التقويم اليهودي

فحتى لو قلنا ان اليهود الذين اخبروا النبي بالقصة كانوا لا يعرفون دينهم او كذبوا عليه ففي هذا غمز للنبي من جهة اذ ان النبي لم يخبرهم بغير ما قالوه بل صدقهم في ذلك وقال لهم نحن اولى بموسى منكم وامر المسلمين بالصيام ( وامر النبي يفترض ان لا يكون الا بوحي )


اما لو رجعنا الى يوم نجاة موسى وقومه من فرعون فهذا الاخير يسمونه يوم العبور وعيد الفصح ولا يصومونه بل يحتفلون به ..يوجد ما يسمى صيام البكر لكن هو للصغار في عمر 13 سنة ويحتفلون به في منتصف شهر نيسان وليس العاشر من الشهر

وهناك مسألة اضافية ان تقويم اليهودي يختلف عن التقويم العربي او الاسلامي
فالنبي وان رأهم يصومون عاشوراء فلا بد ان يكون عاشوراء تقويمهم اقصد العاشر من تشري وليس الاشهر العربية كمحرم وصفر وربيع الاول .. الخ
ولا يتصور ان يصادف عاشوراء الاشهر العربية مع عاشوراء التقويم اليهودي ( قمت بمحاولة ان يصادفه فلم انجح )
فهل يمكن ان النبي امر بصيام عاشوراء اليهود وبالتالي سنضطر الى سؤالهم عن يوم عاشوراء ونرجع اليهم لنسألهم

اما لو قلنا ان النبي نقل صيام عاشوراء من عاشوراء تشري الى عاشوراء محرم..
فهنا سيكون الصيام شكرا لله على نجاة موسى من فرعون ليس له داعي اذ ان التاريخ يختلف ولا شك فهم يصومون التاريخ الصحيح ونحن خلافهم
ولن يكون هناك معنى لأمره صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم بصيام يوم قبل او بعد عاشوراء


اسف على الاطالة لكن كثرة ما يجول في خاطري اضطرني لذلك ... والله من وراء القصد