كثيراً ما يفتّش المسلمون بين سطور الكتاب المقدّس،
بعهديه : القديم والجديد،
وبين كلماته وحروفه، عن ذكر، بل عن تلميح، بل عن حلم
يتكلّم فيه عن محمّد رسول المسلمين،
ولكنّهم يصلون إلى اليأس فلا يجدون شيئاً

يتمنّون لو كان المقطع الذي ورد فيه حجر الزاوية،
أن يكون المقصود به محمّداً
ولكنّه ليس كذلك

يتمنّون لو كان المقطع الذي يتكّلم عن الباراقليط
أن يكون المقصود بالبارقليط محمّداً
ولكنّه ليس كذلك...

يتمنّون ويتمنّون ويتمنّون
ولكن شتّان بين الأمنيات والواقع
فمهما حاول هؤلاء من تفسير للكتاب وبعض آياته، وبعض كلماته
فلن يستطيعوا على الإطلاق أن يجدوا مبتغاهم
ولن يحقّقوا أمنيتهم في إيجاد ولو تلميح عن رسولهم
محمّد العربيّ ابن عبد الله

وكلّ هذه المواضيع التي تتكلّمون عنها، وتضعون لها عناوين
برّاقة ولمّاعة وفضفاضة و... إلخ
كلّ هذه العناوين لن تزيد المتعصّبين منكم إلاّ يأساً
وحقداً وضغينة
ولن يجدوا سبيلاً آخر سوى المسبّات والشتائم
لأنّ أحلامهم تبقى معلّقة بحبال الهواء

فيا أيّها الأفاضل
لن تفلحوا في محاربة الله
ولن تستطيعوا مقاومة الله
الله الحقّ الذي نعبده
لن تعرفوا عنه أيّ شيء
طالما أنتم غرقى هذا الحقد العارم

إنّ الله روح
وأمور الروح غريبة عنكم
ولن تفقهوا عنها أيّ شيء
فالقرآن يأمركم بصريح العبارة
عند ما قال: أمّا الروح فقل هي من أمر ربّي
وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا
( الإسراء 85)

فاتركوا أمر العبادة لمن هم يفقهون بأمر الروح
والذين يفقهون بأمر الروح،
هم المسيحيّون،
الذين تسبّونهم في كلّ نقطة من نقاط أحاديثكم

لا أقول هذا إلاّ عن إرادة منّي لكشف الحقيقة عليكم
أنتم أفلحتم بأمور الجسد، وشهواته، وتلبية متطلّباته

ولكنّكم عاجزون عن إدراك فهم أمر الروح

فلا يمكنكم أن تفهموا أمر الروح
بالاعتماد على ما لديكم من أمور الجسد والشهوات
لأنّ ما لديكم لا يمكنه البوح عن أمر الروح
والله هو روح
إذن فبكلّ بساطة إذا أردتم معرفة الله
فلن تصلوا إليها عن طريق القرآن
الذي يعلن بصراحة أنّ أمر الروح من أمر الله


فيا أيّها الإخوة الأفاضل:
تعقّلوا
وتعالوا إلى الحوار البنّاء
تعالوا نتكلّم بلغة العقل

اتركوا الأحقاد جانباً
سيطروا على الغرائز التي فيكم
وسيطروا على الغرائز التي تشدّكم إلى أسفل


ثقوا تماماً بأنّه لو وجدت في أيّ نبوءة من نبوءات العهد القديم
ولو تلميحاً واحداً فقط عن رسول المسلمين
لكنت أوّل المسلمين


ولكن ليس في الكتب المقدّسة أيّ ذكر له على الإطلاق
محمّد ليس له أيّ ذكر في كلمات العهد القديم، ولا الجديد
ليس له أيّ تلميح ولا أيّ إشارة
أنتم تضيّعون أوقاتكم في الكلام البطّال
أنتم تضيّعون على أنفسكم فرصاً ذهبيّة
حين تبحثون عن أمور تافهة، وتزعمون أنّها هامّة
فيما كان يجب أن تبحثوا عن الحقّ
الذي إليه تهتدون

في الحقيقة
ينبغي لكم أن تقبلوا هذا الوضع
وتعرفوا أنّ الكتب المقدّسة
التي تهاجمونها، وتفترون عليها، وتدلّسونها، وتدنّسونها
هذه الكتب تخلو من تحقيق رغباتكم
تخلو من أيّ ذكر أو تلميح عن محمّد

وأنتم تهاجمونها لهذا السبب
فلو كانت تحمل في طيّاتها أمراً ما عن محمّد
أو دعوته لكنتم تجلّونها، وتضعونها على رؤوسكم
أصلاً لو كانت كذلك، لما كنتم في حاجة إلى القرآن

فالكتب المقدّسة هذه
لا تحقّق لكم رغباتكم في ذكر محمّد ولا التلميح إليه
مهما فتّشتم ودقّقتم وبالغتم فيما بين السطور
فلن تفلحوا في ذلك

ثمّ هذه المسبّات والشتائم التي تتحاملون فيها
على هذه الكتب المقدّسة
لن تزيد من الأمر ولن تنقص منه شيئاً
فما كتب بإلهام الروح القدس، قد كتب
ولا مجال لتغييره وتحريفه مهما علا صوتكم
ومهما تدّنت مستويات الشتائم التي تصرخون بها

فلو شهد الكتاب
لكنت أوّل المسلمين