ج 3 - أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة !
أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها .
نكمل
و نتسأل قبل أن نبدأ
:" مَنْ الذي يقدم لنا المرأة العصرية / المرأة النموذجية !؟ " كمثال يحتذى ونموذج يقتدى به !؟
:" ما هي مواصفات هذه المرأة النموذجية العصرية !؟"
:" هل هي تتغير وتتبدل من عصر إلى آخر ؛ أو من وسط إلى سواه ؛ أو من بيئة إلى غيرها!؟
:" متى يحق أن نوافق / نعدِّل / نحدِّث / نبدل هذا النموذج !؟ ،
ومَنْ له هذا الحق في التبديل / التعديل / التغيير / الإضافة / التحسين !؟ "
:" من خلال أي الوسائط المتاحة نتعرف على هذه المرأة النموذجية
وكيف تفعِّل / تحاول المرأة أن تقلد / تتشبه بالمرأة العصرية !؟ " أو تتمثل بالمرأة النموذجية !؟"
:" هل يمكننا تعميم هذا الخطاب على كل الناس !؟"
:" هل المرأة بمفردها لها الحق في الحديث عن هذا الموضوع : المرأة النموذجية / العصرية !؟
:" عن أي مرأةٍ نتحدث ؛ أنتحدث عن الطفلة التي ستكبر أم الفتاة التي قاربت سن النساء ومرحلة الأنوثة وزمن الخصوبة ، أم الشابة صاحبة الأنوثة وملكة الإخصاب ، أم المرأة صاحبة البعل والأولاد وربة البيت ومديرته ، أم السيدة التي تجاوزت دورها البيولوجي إلى دورها الإجتماعي الفذ ؛ وهي في كل أدوارها ومرحل عمرها وسني حياتها تقوم بدورها الإجتماعي المتميز .
أهذا لها وحدها !؟
أم يشاركها الرجل ، ويأتي - سلبياً - دور المتسلط والأمر والناهي والمتكبر والظالم ؛ الذي لا يرى إلا رغباته ولا يحس إلا بمشاعره ولا يريد إلا نزواته، أم أقصد الرجل ؛ الذي إذا أقبلت خلع غطرته (1) وفرشها لتجلس عليها فهي زينة رأسه ، فبقعودها ... عطرتها بآريجها فكسب قربها وهذا له فخر ـ أقرأ المعلقات إن أردت ... وكسب عطرها ... يتزين به وبقى من آثرها ما لا يمحى ، والغطرة ـ بجوار أنفه يتشممها دون تطفل غريب أو حاسد موتور لئيم ، فإذا لامست أشعة الشمس بشرتها اسرع ونشر شماغه حرصاً على نصاعة آهابها بالقرب من سمائها وعلى مقربة من سنائها فتصبح كمنارة في الربع الخالي ترشد الحيارى في البوادي وهو على رأسهم ـ بدونها زعيم ؛ فإذا عطشت عصرَ المُزن بيمينه وأبردها فوق جبال تهامة بالقرب من وادي " الغيل " لتجلس في جنة بين نارين (2) ؛ نار الشوق لرؤية محياها وبعد لحظات ... نار البعد إن غادرت المكان وأوقفت بذهابها الزمان ، فالمرأة لا تريد ظلَ " ذكر " على حائط النسيان بل تريد قلب " رجل " محب ولهان ... فإذا بدأت بإلقاء السلام خرجت كلماتها مشبعة بأكثر من 38 نوع من العسل (3) أحلى كلماتها عسل حضرمي وأحلاه من نبتة السدر وأعلاه ما تساقط من المَن ( وَأَنزَلْنَا .. الْمَنَّ ) ... تركيبة كلماتها لا تفك شفرتها كشفرة عسل النحل لا يقلد .
الواقع يظهر أن هناك نموذج المرأة الغربية / الأمريكية وقبلها نموذج المرأة المسلمة ، إذ أن كل منهما تحمل عقيدة ووجهة نظر في الحياة تخالف كل منهما الآخرى ، ولا يوجد لهما ثالث ، وبدخولنا جميعاً ـ شئنا أن أبينا ـ العولمة والحداثة على النمط الغربي وأمركة الشعوب والأمم ؛ أي جعل نمط الحياة الأمريكية هو السائد والمتحكم نسأل

:" هل استطاعت المرأة المسلمة أن تقف أمام هذا التيار الجارف من القناعات والمفاهيم والآراء والمصطلحات والتقاليد والأعراف وبيوت الأزياء والمجلات والقنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة ، أم حدث ولو بشكل أو آخر تزاوج / تلاقح بين الأمريكية التي تبوأت كراسي الوزارة ( الخارجية الأمريكية ثلاث مرات) أو مقعد رئاسة الوزارة كبريطانيا العظمى (تاتشر) أو تركت حقيبة زينتها على المقعد الخلفي لسيارتها المستشارة الألمانية الحالية بما تحمل ـ جميعهنَّ من مبادئ التحرر والمساواة وقيم إجتماعية وثقافية ، تزواج / تلاقح أفكار بينهنَّ وبين المسلمة بما لديها من قناعات وأسس حياتية !؟ فتُعد الطبخة الجديدة في موقد الحداثة ومرجل العولمة على نار هادئة من المؤتمرات والأعراف وإرساليات التبشير والمساعدات الإنسانية المبطنة .. فتأتي المرأة بنموذج حديث يناسب بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة للميلاد ومنتصف الألفية الثانية للهجرة.
وأخيراً
:" ما العيب أو الضرر الذي يلحق بالمرأة المسلمة إذا قلدت المرأة الغربية / الأمريكية ، وهل توجد مناطق يسمح لها بالتقليد والمحاكاة ومناطق آخرى لا يجوز ـ بالتعبير الفقهي ـ !؟ التفكير فيها والإقتراب ، أم :" لكم دينكم ولي دين " ، فنغلق الكتاب ونمحو من على طاولة البحث كلمات من نور كــ :" .. جادلوا .." .. " .. تعارفوا .. " .
ونتسأل من جديد :
متى يحين الوقت لعرض اطروحة :" المرأة العصرية / النموذجية " من خلال الكتاب الكريم والسنة المحمدية الطاهرة بدلا من الشعارات الجوفاء وهي لا تسمع ، والمطالبة البلهاء بأمر لا يمكن تحقيقه .

الكاتب يبحث عن طرح اساسه الذكر الحكيم وعمادة هدي النبي الكريم إذا طرح تقبلته العامة على الفور وإذا سمع باشرته المرأة أينما كانت بدلا من الفوضى الخلاقة التي أعلنتها آحدى بنات العم سام (وزيرة الخارجية السابقة السمراء) ويجري تنفيذها على عين بصيرة بألسنة دعاة الفضائيات وما أكثرهم وجيش يماثلهم من العلمانيين والمتأسلمين .

ألا يعمد كثير بتقديم المثال/ النموذج العصري للمرأة من خلال وجهة نظر الإسلام في الحياة ، فكلا الطرفين ؛ الأمريكي/ الغربي صاحب مبدأ الديموقراطية والتشريع الوضعي والمسلم صاحب مقولة لا حل إلا بالإسلام ؛ كلاهما يريد أن يعرض بضاعته ، إن الوسائط المتاحة للأول يملكها من جميع أطرافها والثاني عالة عليها ، وقد تمنع بقرار سيادي (فرنسا مثال) .!؟
اسئلة اطرحها أمام نظر القارئة/ القارئ ولنثري الحوار معاً!
وكي لا تكون دعوة بلا داع أو اطروحة بلا خطة ، أعرض نموذجاً إسلامياً أريد تفعيله في واقع المجتمع والحياة ، وبالتأكيد ستنجح المرأة أولاً في وضع التصورات الذهنية والخطوط الأساسية .. فهذه قضيتها .

فهل لدين الله أنصار أمثال خديجة رضي الله عنها وأرضاها؟
نعم
**
توطئة :

لحظة أن تصل السيدة خديجة زوج النبي رضي الله عنها إلى الملتقى هذا ضيفاً كريماً ومرحباُ بها ... لحظة أن تبحر السفينة الليبية أمل إلى غزة - فلسطين المعراج ، ولحظة أن يصل عبر الأثير كلمتي هذه يتناقل الأثير نفسه تهديدات بني صهيون إلى مسامع المسلمين/ العرب قبل أن تصل إلى أسماع قبطان الباخرة وقبلها في نهاية شهر مايو الماضي ذبح بنو صهيون كرامة المسلم (مليار ونصف المليار ) وعزته وعروبة مدعي العروبة على ترانيم قداس حماية المياة الإقليمية والحفاظ على الشرعة الدولية وحق المغتصب الأثيم في أرض فلسطين وبحضور المحافل الرسمية الدولية ومشاركة أعضاء الجامعة العربية وأعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي ووقف في الصفوف الخلفية حلف النيتو يراقب ، هذا وحتى هذ اللحظة ومازلنا نتحدث عن دبلوماسية راقية في أروقة الأمم المتحدة ورسائل ضبط النفس وطلب الإعتذار لأن َّ الجندي حامي أرض الميعاد قتل رجال الإنسانية الأتراك ، وخطابات وزارات الخارجية بين عواصم العالم وتل أبيب بالرغبة بإيجاد لجنة تحقيق محايدة ، بيَّد أن التاريخ يشهد أن امرأة استغاثت بحاكم مسلم فرد عليها وعلى العالم أجمع وقال :" من أمير المؤمنين إلى كلب الروم " ؛ عذراً هذا تاريخ ...

إلى كل مسلمة أسعى أن أقدم ـ مع قلة علمي ـ مثالاً يحتذى ونبراسًا يُقتدى ، لواحدةٍ من أمهاتِ المؤمنين لتحيا القلوب بسيرتِها العطرة والوجدان ويعتمل العقل بخصالِها النبيلة والإدراك ، فتربى بنات الجيل الحالي على أنغام مشيتها في طريقها إلى ابن عمها ـ الحبر ورقة بن نوفل ؛ لتستوضح خبر الزوج الحبيب بدلا من التمايل على أنغام موسيقى المادونا أو شاكيرا وتتعلم نساء الإسلام من نساء محمد عليه السلام وعليهنَّ رضوان الله كيف تكون المرأة مع زوج حبيب في كل الأحوال وعلى مر الظروف بدلا من تعلم العنج من أفلام / مسلسلات ... تارة أمريكية وآخرى تركية مُأمركة وثالثة مصرية مقتبسة من بلاد العم سام ؛ فقد قالت آحداهن:" نحن نقتل الوقت الممل " ، فقلتُ في الدرس :" بل انتنَّ بهذه الفرجة المجانية قتلتنَّ الفضيلة والعفة والطهارة في محراب الزمن الردئ ، وينبغي علينا أن نترجم الآيات القرآنية إلى سلوك عملي في واقع الحياة والمجتمع ونترجم سير الجيل الأول إلى واقع ملموس وأود أن أنبه على :
(1. ) خطأ جسيم أن يكتب الباحث عن هذه الشخصيات باعتبارها تاريخ مضى دون تفعيلها مع الواقع المعاش ،
(2. ) والخطأ الثاني أن يطالعها القارئ كتاريخ مفصول عن واقعه وأنها حكايات من زمان .
(3. ) فئة وعاظ المعابد ورجال الكهنوت الإسلامي افلسوا حين تعرض هذه النماذج الرائعة على أنها " حواديت " وإستخدام تعبير :" قد كانت ..." وقد كانوا .." إذ بذلك التصوير يعطي للسامع بأن هذا الرعيل الأول صنف غير البشر أو ملآئكة يمشون على الأرض وليسوا بشر مثلنا ؛ صحيح تم اختيارهم لزمنهم وتم اختيارنا لزمننا غير أن المنبع الصافي واحد والهدي والمدرسة النبوية مازالت قائمة بالفعل .
فئة وعاظ المساجد التقليديين تربوا في مدرسة الوعظ الكنائسي ؛ بمعنى أنه توجد خطيئة أصلية عند الإنسان ينبغي على مؤمن الكنيسة أن يتحلل منها بالتعميد والاعتراف ؛ فيقرِّون بخطيئةٍ ولدتْ مع الإنسان فيبذرون أشواك اليأس في نفس بشرية خُلقت على الفطرة بتوحيد الإله والاعتراف بربوبيته ووجدت على الهداية على سنن الأنبياء ؛ والنبي محمد واحد منهم بل خاتمهم .

الغرض من هذه السلسلة ليس عرض/ تقديم تاريخ وقصص بل المقصود تقديم نموذج حي لعلاقة بشرية يمكننا أن نعيد جزئياتها بشكل يناسبنا ..

**
قال الزبير بن بكار :" كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة". (4) هي أوّلُ زوجات (5) النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمّ أولاده ، وخيرة نسائه ، وأول من آمن به وصدقه ، أم هند ، خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية .
**

ميلاد خديجة :

ولدت بمكة ؛ أم القرى قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة أي تقريباً 68 ق. هـ ~ 556 ب. م. .
**
نسب خديجة :
هِيَ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ قُصَيّ (6) بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ ( هذا ما ذكره ابن هشام ) بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وخويلد هذا جد الزبير بن العوام.
وَأُمّهَا قرشية من بني عامر بن لؤي ؛ فهي فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ ؛ العامرية بنت جندب ، بْنِ الْأَصَمّ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حَجَرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ ( السيرة النبوية : ابن هشام ) .
وَأُمّ فَاطِمَةَ : هَالَةُ بِنْتُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ (السيرة : ابن هشام ) .
وَأُمّ هَالَةَ قِلَابَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ ، ( ابن هشام )
وفاطمة هذه هي عمة الصحابي الجليل ابن أم مكتوم .
وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا ، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة ، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة .
يلتقي نسبها بنسب (7) النبي في الجد الخامس فتجتمع مع النبي محمد صلي الله عليه وسلم في جده قصي ؛ فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي ، وهي أول امرأة تزوَّجها ، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين .

**
يتبع باذن الله تعالى ....
ـــــــ
المراجع والهوامش :
(1. ) قال المباركفوري في شرح الترمذي : لم أجد في فضل العمامة حديثاً مرفوعاً صحيحاً ، وكل ما جاء فيه فهي إما ضعيفة أو موضوعة. اهـ. وأما الغطرة فلم يرد أنه صلى الله عليه وسلم لبسها .
(2. ) سر تسمية هذا الجبل بوادي "الغيل" فذلك يعود إلى كثرة العيون المتدفقة بالماء العذب والينابيع طوال أيام السنة ؛ الأمر الذي جعله الوادي الذي يسيل بالماء الجاري دائماً . يقع وادي "الغيل" على الحدود الشرقية لمحافظة المجاردة ويتميز هذا الوادي بطبيعةٍ رائعةِ الحسنِ والجمال ، عمادها الخضرة الدائمة بأشجار الموز والبن والكادي وغيرها من النباتات المثمرة والعطرية ، التي اشتهر بها هذا الوادي إضافة إلى اعتدال الجوى مما دفع الأولين إلى وصفه بأنه « جنة بين نارين » يقصدون بذلك الحر الشديد لصيف تهامة والبرد القارس لشتاء السراة .
(3. ) ثبُت علمياً أن أفضل أنواع العسل فائدة من الناحية الطبية ، هو العسل الجبلي ، يليه العسل المستخرج من الشجر ، وأخيراً العسل المستخرج من العرائش التي يصنعها الناس ، وهذا الترتيب موافق للترتيب القرآني :
1- اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا
2- وَمِنَ الشَّجَرِ
3- وَمِمَّا يَعْرِشُونَ . هذا وفق النص القرآني المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله في قوله :" وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [النحل: 69]. نقلاً من موقع الأستاذ عبدالدايم كحيل الإلكتروني، الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، بحث "من آيات الهّ في النحل" .
(4. ) الإصابة في تميز الصحابة ؛ الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني.
(5. ) صلى الله عليه وسلم تزوجَ خمس عشرة امرأة ، دخل بثلاث عشرة منهنَّ ، واجتمع عنده منهنَّ إحدى عشرة ، وقبض عن تسع . (المصدر : السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ص 697 .
(6. ) قصي بن كلاب بن مرة (400 - 480 ب. م.) هو الجد الثاني لشيبة بن هاشم المشهور باسم عبدالمطلب ، جد النبي محمد بن عبدالله الرابع . حصل على نفوذ واسع في مكة . ويعتبر أشهر رئيس في قبيلة قريش في عصر ما قبل الإسلام . أمه : فاطمة بنت سعد بن شبل الأزدي القضاعية .

تاريخ قصي : يروى أن اسمه زيد وسمي قصياً لأن أمه تزوجت بعد وفاة أبيه كلاب بن مرة القرشي بـــربيعة بن حرام بن سعد بن زيد القضاعي وانتقلت به إلى الشام مع زوجها فسمي قصياً لقصوه عن أهله.
يروي أبو القاسم السهيلي ، في الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام ، صفحة 1083:" شب في حجر ربيعة بن خزام لا يرى إلا أنه أبوه إلى أن كبر فنازع بعض بني عذرة فقال له العذري: " الحق بقومك فإنك لست منا "، قال : " ومن أنا؟ " ، قال: "سل أمك تخبرك " ، فقالت له: " أنت أكرم منهم أباً ؛ أنت ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ، وقومك إلى الله في حرمه وعند بيته ، " .
فكره قصي المقام دون مكة فأشارت عليه أمه أن يقيم حتى يدخل الشهر الحرام ثم يخرج مع حجاج قضاعة ففعل فقدم مكة وعرف له قومه فضله ، فلما صار تزوج إلى حُليل (بضم الحاء المهملة) بن حبيشة الخزاعي ابنته " حيي " ، وكان حليل يلي لأمر الكعبة فأوصى بمفتاح الكعبة لبنته " حيى "، فقالت: " لا أقدر على السدانة " ، فأوصى به لأبي غُبشان ( بضم العين المعجمة ) وهو سليم بن عمرو بن بوى بن ملكان بن أفصى ، فاشترى قصي منه المفتاح فقالت العرب: " أخسر صفقة من أبي غبشان " ، فعظم ذلك على خزاعة وكثر كلامهم عن قصي فدعا قصي قريشاً وبني كنانة إلى حرب خزاعة فأجابوه وانضم إليهم قضاعة ، واقتتلوا ءاخر ايام منى وكثر القتل والجرح في الفريقين ثم اتفقوا على أن يحكموا "عمر بن عوف" فحكم بإسقاط الدماء بينهم وحكم لقصي بولاية البيت فصارت إليه "السدانة" و "الرفادة" و"السقاية" ، وجمع قبائل قريش وكانت متفرقة في البوادي وجعلها اثني عشر قبيلة وأسكنها نواحي مكة بطاحها وظواهرها ولذلك سمي "مجمعا" ، وإلى ذلك اشار حذافة بن غانم في قصيدته:
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر
وأنتم بنو زيد وزيد أبوكم به زيدت البطحاء فخرا على فخر
هم ملكو البطحاء مجدا وسؤددا وهم طردوا عنها غزاة بني عمرو
ثم جمع قصي أحسن أمواله وهدم الكعبة وبناها بناءً حسناً وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل قيل: ولم يسقفها أحد قبله، ثم بنى دار الندوة وهي أول دار بنيت بمكة فلم يكن يعقد أمرا يجتمع فيه قريش إلا فيها ، وقسم جهات البيت بين قريش فبنوا حوله وكانوا يهابون قطع الشجر الذي في البيوت ، فصارت له مع الرفادة والسقاية سدانة الكعبة (الحجابة *) الندوة واللواء والقيادة .
أما " الرفادة " فهي الطعام لسائر الحجاج تمد لهم الأسمطة أيام الموسم .
وأما " السقاية " فهي سقاية الحجيج للماء العذب في حياض توضع بفناء الكعبة وينقل إليها الماء العذب لكونه عزيزا قبل حفر زمزم .
وأما " الحجابة " فهي " سدانة " البيت أي تولية مفتاح البيت .
وأما " الندوة " فهي الدار التي بناها لاجتماع قريش فيها للمشورة في المهمات ويعقد فيها لواء الحرب .
وأما " اللواء " فهو الراية يعقدها قصي بيده على رمح علامة للعسكر في الحرب يجتمعون تحته .
وأما " القيادة " فهي إمارة الجيش إذا خرجوا للحرب .
ثم هذه الأمور بعد وفاة قصي تقسمت فصارت السقاية والرفادة والقيادة لبني عبدمناف ، والحجابة واللواء والندوة لبني عبدالدار .
تزوج من حُبّى بنت ابن حبيشة بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعية ، كما اسلفتُ ، وولدت له :
1 ـ عبدمناف.
2 ـ عبدالدار.
3 ـ عبدالعزى، فأسد بن عبدالعزى بن قصي رهط خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، والزبير بن العوام رضي الله عنه.
4 ـ عدي.
(المرجع: د. كمال يوسف الحوت)
(7. ) محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو القاسم ، سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم‏ .‏
فأما ما بعد عدنان من آبائه إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل صلى الله عليهما وسلم ففيه اختلاف كثير في العدد والأسماء ، لا ينضبط ولا يحصل منه غرض فتركناه لذلك ، ومضر وربيعة هم صريح ولد إسماعيل باتفاق جميع أهل النسب ، وما سوى ذلك فقد اختلفوا فيه اختلافاً كثيراً . (المرجع: أسد الغابة في معرفة الصحابة لمؤلفه : عزالدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبدالكريم الجزري ؛ الشهير بابن الأثير)
ــــ
ملحق (*)
وردت بعض المصطلحات قد يغيب عن الذهن معناها ؛ فوجدت فائدة لذكرها إذ أن لــ" السدانة " مصطلحات أخرى مرادفة لها ، يستعملها الناس وهي ، الحجابة ، والخِزَانَةُ . وهي في اصطلاح الإسلام : ولاية مخصوصة ، لقومٍ مخصوصين ، لشيءٍ مخصوص . فالمقصود بالولاية : خدمة الكعبة ، وكِسْوتها ، وتولي أمرها ، وفتح بابها وإغلاقه ، وهي مقدَّرة شرعاً لأناس مخصوصين من بني عبدالدار بن قصي من قريش ، لأمر مخصوص وهو بيت الله الحرام . وهي مأثرة من مآثر قريش التي أبقاها الإسلام ولم يبطلها ، شأنها شأن السقاية التي كانت للعباس بن عبدالمطلب بن هاشم ولعقبه ، ويقال لمن يلي هذه الولاية : حاجب الكعبة ، أو حاجب بيت الله ، والجمع حَجَبَة ، والنسبة إليهم حَجَبِيّ بالفتح . واختصَّ الشيخ بألقاب منها ، وهي : فاتح الكعبة ، وحاجب الكعبة ، وخازن الكعبة ، ورئيس السدنة ، وشيخ الحجبة ، والسادن الكبير ، وما كان نحو ذلك . وهي مقصورة على بني أبي طلحة لا أنها عامة في بني عبدالدار بن قصي بن كلاب ، ثم انحصرت بعدُ في بني شيبة بن عثمان الأوقص بن أبي طلحة ، الذين يملكون مفتاح الكعبة اليوم ، فتطلق عليهم ليبين الحَجَبِيُّ مِن غير الحَجَبِيِّ ، فَحَقُ حِفْظ مفتاح الكعبة ، وَالسِّدَانَةِ ، مَنُوطَانِ بآلِ أبي طَلْحَةَ إلى آخر الزمان . وليس وظيفة السدنة قاصرة على فتح الكعبة وإغلاقها وملك مفتاحها ، بل وفي الولاية على كسوتها ، وفي تجمير البيت ، وتطيبه ، وإصلاحه ، وهو ما يسميه القرآن العظيم " عِمَارَةُ المسجد " ، ذلك في قوله تعالى في سورة التوبة : {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19)} . فسقاية الحاج كانت لبني هاشم ، أقرَّها النبيُّ في يد عمِّه العباس بن عبدالمطلب ، وعمارة المسجد الحرام ، كانت في بني عبدالدار ، أقرَّها النبيُّ في عِتْرَةِ أبي طلحة ، فمكث العباس على سقايته بمكة ولم يهاجر ، وكان يكتم إسلامه ، ومكث شيبةُ بن عثمان على حجابته على جاهليته ، كلاهما بمكة ، فنَزلت الآية لما تفاخرا بذلك بعدُ ، وتعللا بتلك العلة ، فسمعهما الإمامُ علي بن أبي طالب فقال لهما كالمنكر عليهما : " ما أدري ما تقولون !! " ، لقد صلَّيتُ إلى القبلة ستةَ أشهرٍ قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد. فنَزلت الآيةُ في تصديق علي بن أبي طالب ( الموسوعة الحرة ) .

المراجع العامة :
(1. ) موقع نصرة محمد رسول الإسلام .
(2. ) صفحة قصة الإسلام الإلكترونية .
(3. ) الموسوعة الحرة .