الحمد لله وبعد :

نقل أحد الإخوة شبهة لنصراني ملخصها يقول :"إذا سألتمونا عنا التثليث فسنجيب كما أجاب الإمام الك - رحمه الله - في الإستواء "

أقول : النصارى بعد الإستدلال بالقرءان على شبههم ثم السنة انتقلوا إلى أقوال العلماء المسلمين لتأييد باطلهم وحفظ عقائدهم من الزلازل التي تصدهم كل يوم فلا نفيق إلا وبضحايا جدد نتيجة هشاشة عقائد القوم والدليل في هذه الشبهة .

النصراني المسكين لم يفهم عقيدة أهل السنة في الصفات ولا طريقة الإثبات والنفي عندهم فقاس ثالوثه بصفات الله *- سبحانه - في الإسلام وكيفية إثباتها , ولا يعلم الفارق بين الأمرين بين النصرانية والإسلام خاصة في مسألة التثليث .

وللجواب على هذا أقول :

السلف - رضوان الله عليهم - كانوا يقولون في كل الصفات بأصل الإمام مالك - رحمه الله - فيثبتون المعنى ويفوضون الكيفية ودليل إثبات المعنى هو نفس مقولة الإمام مالك - رحمه الله - :"الإستواء معلوم " ومادام قد علمنا الإستواء فبديهي أننا نعرف معنى كلمة استوى ولهذا أتى بعدها :"والكيف مجهول" وإلا لو كنا لا نعلم معنى الإستواء فما الحاجة إلى نفي الكيفية ؟ .

إذا تبين لنا ذلك وأن المسلمين - ثبتهم الله على الإسلام - يثبتون معاني الصفات ويفوضون الكيفيات تبين خطأ إستدلال النصراني بمقولة الإمام مالك * رحمه الله * لأن معنى الثالوث غير متفق عليه فكيف نفوض كيفيته ؟

الواجب على النصراني أن يوضح لنا معنى الثالوث ماهو ثم ننتقل إلى تفويض كيفية ذلك الثالوث .

النصراني يقول ثلاثة في واحد وواحد في ثلاثة وكما قال القرطبي في الإعلام بما في دين النصارى من الأوهام :"جواب عن ترجمته أما قوله تثليث الوحدانية فكلام متناقض لفظا وفاسد معنى بيان ذلك أن قوله تثليث الوحدانية كلام مركب من مضاف ومضاف إليه ولا يفهم المضاف ما لم يفهم المضاف إليه فأقول لفظ الوحدانية مأخوذ من الوحدة ومعناها راجع إلى نفى التعدد والكثرة فهي إذن من أسماء السلوب فإذا وصفنا بها موجودا فقد نفينا عنه التعدد والكثرة والتثليث معناه تعدد وكثرة فإذا أضاف هذا القائل التثليث للوحدة فكأنه قال تكثير مالا يتكثر وتكثير مالا يتكثر باطل بالضرورة فأول كلمة تكلم بها هذا السائل متناقضة وباطلة بالضرورة" اهـ .

فكذلك قولهم :"واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد " نفس التناقض الذي وقع فيه الذي رد عليه القرطبي - رحمه الله - .


ثانيا: النصراني المسكين لا يعلم عقيدته فهو يهرف بما لا يعرف ودليل ذلك أنه استدل بمقولة في الصفات على عقيدته التي هي جواهر كلها :"الآب" جوهر , "الإبن" جوهر و"الروح القدس" جوهر فكيف نستدل بما هو خاص بالصفات على ماهو جوهر ؟ في جامع بينهما ؟

ثالثا : مما أعلمه أن الإبن جوهر مستقل , والروح القدس جوهر مستقل والدليل من الكتاب المقدس فقد تجسدت الكلمة وحلت بيننا * كما يقولون* وأرسلها الآب وهذا كله دليل الإنفصال عن الآب , وكذلك الروح القدس قد انفصلت عن الآب يوم تعميد يسوع وهذه الحادثة من أدلتهم على ثالوثهم المزعوم فيقولون :"وصوت من السماء قائل" هذا يقصد به الآب , :"على شكل حمامة" هذه الروح القدس , وكلمة "ابني" هذا هو الإبن وبالتالي حتى في دليلهم على الثالوث هي منفصلة عن بعضها إذن ليست بصفات حتى يستدل ذلك المسكين بمقولة الإمام مالك - رحمه الله - في أن نفوض الثالوث .

رابعا: كلامه يمكن أن توافق مع عقيدة اهل التفويض الذين قال فيه شيخ الإسلام * رحمه الله*:"شر أقوأل أهل البدع"



أحمد ..