بسم الله الرحمن الرحيم

هي شبهة قديمة اكل عليها الدهر و شرب و لكننا احببنا ان نفندها للمرة المليون بالتفصيل خاصة ان المنصرين و المستشرقين لطالما عكفوا عليها للطعن في خير الخلق و اشرفهم نبينا صلى الله عليه وسلم مدعين انه بابي هو و امي احب زينب و هي لا تزال في عصمة زيد و جعله يطلقها ليتزوج زوجة ابنه على حد تعبيرهم و حاشاه بابي هو و امي و كل ما املك
نبدا على بركة الله :

سينقسم الرد على هذه الشبهة الى اقسام :

القسم الاول : بيان ضعف الروايات التي يحتجون بها ليطعنوا في النبي عليه الصلاة و السلام

القسم الثاني : بيان كذب دعوى النصارى عن طريق الروايات الصحيحة

القسم الثالث : بيان التفسير الصحيحة للاية 37 من سورة الاحزاب

القسم الرابع : الادلة العقلية على بطلان التهم الموجهة للنبي عليه الصلاة و السلام في هذه القصة



القسم الاول : بيان ضعف الروايات التي يحتج بها النصارى ليطعنوا في النبي عليه الصلاة و السلام

الرواية الاولى :
مسند الامام احمد رحمه الله الجزء الثالث مسند انس بن مالك رضي الله عنه :
12511 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَرَأَى (1) امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ فَكَأَنَّهُ دَخَلَهُ - لَا أَدْرِي مِنْ قَوْلِ حَمَّادٍ، أَوْ فِي الْحَدِيثِ - فَجَاءَ زَيْدٌ يَشْكُوهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ، وَاتَّقِ اللهَ " قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37] ، إِلَى قَوْلِهِ {زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] يَعْنِي زَيْنَبَ

التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلة : مؤمل بن اسماعيل صدوق يهم في الحديث وهو سيء الحفظ
نقرا من ترجمته في تهذيب الكمال للامام المزي :
((قال أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي خيثمة ، عن يَحْيَى بن معين : ثقة .# وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : أي شيء حال مؤمل فِي سفيان ؟ فَقَالَ : هو ثقة ، قلت : هو أحب إليك أَبُو عُبَيْد اللَّهِ ، فلم يفضل أحدا عَلَى الآخر.
# وقال أَبُو حاتم : صدوق شديد فِي السنة كثير الخطأ .
# وقال البخاري : منكر الحديث .
++ وقال أَبُو عبيد الآجري : سألت أبا داود عن مؤمل بن إِسْمَاعِيلَ : فعظمه ورفع من شأنه إلا أنه يهم فِي الشيء # وذكره ابن حبان فِي كتاب الثقات .))

وقد ضعف الرواية المحقق شعيب الارنؤوط رحمه الله في تحقيقه لمسند الامام احمد رحمه الله فقال :
(( إسناده ضعيف، وفي متنه غرابة، مؤمل بن إسماعيل سييء الحفظ، وقد رواه جماعة من الثقات عن حماد بن زيد دون قوله: أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منزل زيد بن حارثة فرأى امرأته زينب، فكأنه دخله! ))
و على هذا تكون الزيادة التي يتشبث بها المنصرون ((فراى امراته زينب فكانه دخله)) زيادة ضعيفة لا تصح و من سوء حفظ مؤمل بن اسماعيل


الرواية الثانية :
تفسير الطبري الجزء العشرون سورة الاحزاب حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه ) وهو زيد أنعم الله عليه بالإسلام ( وأنعمت عليه ) أعتقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) قال : وكان يخفي في نفسه ود أنه طلقها . قال الحسن : ما أنزلت عليه آية كانت أشد عليه منها ؛ قوله ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) ولو كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كاتما شيئا من الوحي لكتمها ( وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) [ ص: 274 ] قال : خشي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - مقالة الناس .

التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلة :
الارسال من قتادة رحمه الله
و هو لم تثبت له رواية عن اي من الصحابة الا انس بن مالك رضي الله عنه و انس قد حدث بغير ما حدث به هنا (كما سياتي ان شاء الله) فعلم انه لم ياخذه من انس رضي الله عنه
نقرا في تهذيب التهذيب الجزء الثامن :
(( [637] خ البخاري قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن سدوس أبو الخطاب السدوسي البصري ولد أكمه روى عن أنس بن مالك وعبد الله بن سرجس وأبي الطفيل وصفية بنت شيبة وأرسل عن سفينة وأبي سعيد الخدري وسنان بن سلمة بن المحبق وعمران بن حصين وروى عن سعيد بن المسيب وعكرمة وأبي الشعثاء جابر بن زيد وحميد بن عبد الرحمن بن عوف....وقال معتمر بن سليمان عن أبي عمرو بن العلاء كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يغث عليهما شيء يأخذان عن كل أحد وقال جرير عن مغيرة عن الشعبي قتادة حاطب ليل .. وقال الحاكم في علوم الحديث لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس وقد ذكر بن أبي حاتم عن أحمد بن حنبل مثل ذلك وزاد قيل له فابن سرجس فكأنه لم يره سماعا قال أحمد ولم يسمع من عبد الله بن الحارث الهاشمي ولا من القاسم ولا سالم ولا سعيد بن جبير ولا عبد الله بن مغفل وقال البرديجي لم يصح له سماع من أبي سلمة بن عبد الرحمن ولم يسمع من الشعبي ولا من عروة بن الزبير وقال بن معين لم يسمع من بن أبي مليكة ولا من حميد بن عبد الرحمن الحميري ولا من مسلم بن يسار ولا من رجاء بن حيوة ولا من حكيم بن عفان ولا من عبد الرحمن مولى أم برثن وقال في رواية بن الجنيد لم يلق سعيد بن جبير ولا مجاهدا ولا سليمان بن يسار وقال يحيى بن سعيد لم يسمع سماعه من معاذة وقال أبو حاتم قتادة عن أبي الأحوص مرسل وأرسل عن أبي موسى وعائشة وأبي هريرة ومعقل بن يسار وقال أبو داود حدث قتادة عن ثلاثين رجلا لم يسمع منهم ولم يسمع من حصين بن المنذر وذكر أبو داود في السنن ويعقوب بن شيبة في المسند أن قتادة سمع من أبي العالية أربعة أحاديث))


الرواية الثالثة:
تفسير الطبري الجزء العشرون سورة الاحزاب
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش ، ابنة عمته ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما يريده وعلى الباب ستر من شعر ، فرفعت الريح الستر فانكشف ، وهي في حجرتها حاسرة ، فوقع إعجابها في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما وقع ذلك كرهت إلى الآخر ، فجاء فقال : يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي ، قال : ما ذاك ، أرابك منها شيء ؟ " قال : لا والله ما رابني منها شيء يا رسول الله ، ولا رأيت إلا خيرا ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أمسك عليك زوجك واتق الله ، فذلك قول الله تعالى ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها

التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. الارسال من عبد الرحمن بن زيد بن اسلم
2. عبد الرحمن بن زيد بن اسلم ضعيف

نقرا في تهذيب التهذيب الجزء الاول في ترجمة اخيه اسامة :
(( وقال أبو زيد القلوسي سمعت علي بن المديني يقول: "ليس في ولد زيد بن أسلم ثقة" وقال البخاري: "ضعف علي عبد الرحمن بن زيد وأما أخواه أسامة وعبد الله فذكر عنهما صلاحا" وذكره يعقوب الفسوي في باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم ))

و نقرا في ترجمته من كتاب الجرح و التعديل لابن ابي حاتم الجزء 5 الصفحة 233:
((1107 - عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب روى عن أبيه وأبي حازم وصفوان بن سليم روى عنه ابن وهب ومرحوم بن عبد العزيز العطار وأصبغ بن الفرج وابن أبي مريم وعبد العزيز الأويسي ويحيى بن صالح الوحاظي سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن علي قال: لم أسمع عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم بشئ.
نا عبد الرحمن حدثني أبي قال سألت أحمد بن حنبل عن ولد زيد بن أسلم أيهم أحب إليك؟ قال: أسامة، قلت ثم [من - 4] قال: عبد الله، ثم [ذكر - 2] عبد الرحمن وضجع في عبد الرحمن.
نا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب يقول سألت أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال: ضعيف.
نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى
ابن معين أنه قال: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ليس حديثه بشئ، ضعيف.
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال: ليس بقوي الحديث كان في نفسه صالحا وفي الحديث واهيا، ضعفه علي يعني ابن المديني جدا.
نا عبد الرحمن سئل أبو زرعة عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال: ضعيف الحديث.))


الرواية الرابعة :
مستدرك الحاكم الجزء الخامس كتاب معرفة الصحابة باب نكاح النبي بزينب بنت جحش
6845 - قال ابن عمر : فحدثني عبد الله بن عامر الأسلمي ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، قال : جاء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بيت زيد بن حارثة يطلبه ، وكان زيد إنما يقال له : زيد بن محمد فربما فقده رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الساعة فيقول : أين زيد ؟ فجاء منزله يطلبه فلم يجده فتقوم إليه زينب فتقول له : هنا يا رسول الله فولى يهمهم بشيء لا يكاد يفهم عنه إلا " سبحان الله العظيم سبحان الله مصرف القلوب " ، فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أتى منزله ، فقال زيد : ألا قلت له : يدخل ، قالت : قد عرضت ذلك عليه وأبى قال : فسمعته يقول : شيئا قالت : سمعته حين ولى تكلم بكلام لا أفهمه وسمعته يقول : " سبحان الله العظيم سبحان الله مصرف القلوب " ، قال : فخرج زيد حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها ، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " أمسك عليك زوجك " فما استطاع زيد إليها سبيلا بعد ذلك ، ويأتي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيخبره فيقول : " أمسك عليك زوجك " فيقول : يا رسول الله إذا أفارقها ، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " احبس عليك زوجك " ففارقها زيد واعتزلها وحلت ،....

التحقيق :
الرواية ضعيفة جدا لثلاث علل :
1. محمد بن عمر الواقدي هو الكذاب المعروف في البصرة .
قال البخارى : الواقدى مدينى سكن بغداد ، متروك الحديث ، تركه أحمد ، و ابن نمير ، و ابن المبارك ، و إسماعيل بن زكريا .
و قال فى موضع آخر : كذبه أحمد .
و قال معاوية بن صالح : قال لى أحمد بن حنبل : هو كذاب .
و قال معاوية أيضا عن يحيى بن معين : ضعيف . .
و قال أبو داود : أخبرنى من سمع على ابن المدينى يقول : روى الواقدى ثلاثين ألف حديث غريب
و قال مسلم : متروك الحديث .
و قال النسائى : ليس بثقة.



2. عبد الله بن عامر الاسلمي ضعيف .
ذكره العقيلي رحمه في كتابه الضعفاد الكبير باب العين و قال :
((حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى ، قَالَ " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ ".حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، يَقُولُ : " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ ضَعِيفٌ ".
حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ التَّكْبِيرُ فِي الْعِيدِ ، فَقُلْتُ لَهُ : رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " هَذَا الآنَ أَضْعَفُهَا كُلِّهَا ، لَيْسَ فِيهَا كُلِّهَا أَضْعَفُ مِنْ هَذَا))

3. الارسال من محمد بن يحيى بن حبان
.


الرواية الخامسة :
الدر المنثور للامام السيوطي رحمه الله الجزء الثاني عشر سورة الاحزاب
((وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر عن عكرمة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى زيد بن حارثة في الجاهلية من عكاظ ...ما شاء الله أن يمكث، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوما بيت زيد فرآها وهي بنت عمته، فكأنها وقعت في نفسه . قال عكرمة : فأنزل الله، وإذ تقول للذي أنعم الله عليه . قال عكرمة أنعم الله على زيد بالإسلام، وأنعمت عليه يا محمد بالعتق، أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه . قال : عكرمة : فكان الناس يقولون من شدة ما يرون من حب النبي صلى الله عليه وسلم لزيد : إنه ابنه . فأراد الله أمرا، قال الله : فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها يا محمد، لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم . وأنزل الله : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فلما طلقها زيد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فعندها قالوا : لو كان زيد ابن رسول الله ما تزوج امرأة ابنه . ))

التحقيق:
الرواية ضعيفة و لا تصح لعلتين :
1. الارسال من عكرمة رحمه الله فهو لم يدرك الحادثة
2. فقدان السند و ذلك ان مسندي عبد بن حميد و بن المنذر ضائعان فلا يمكن التحقق من صحة النقل عن عكرمة رحمه الله
.


الرواية السادسة :
المعجم الكبير للطبراني الجزء 24 الصفحة 44:
((121 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُنِيبِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ بَيْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَتْ لَهُ زَيْنَبَ وَلَا خِمَارَ عَلَيْهَا، فَأَلْقَتْ كُمَّ دِرْعِهَا عَلَى رَأْسِهَا، فَسَأَلَهَا عَنْ زَيْدٍ، فَقَالَتْ: ذَهَبَ قَرِيبًا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ هَمْهَمَةٌ، قَالَتْ زَيْنَبُ: فَاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «تَبَارَكَ مُصَرِّفُ الْقُلُوبِ» فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى تَغَيَّبَ))

التحقيق:
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. الارسال من ابي بن ابي حيثمة رحمه الله فهو لم يدرك زمن الصحابة اصلا
2. عبد الرحمن بن منيب مجهول لا ترجمة له .

وقد ضعفه الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد و منبع الفوائد كتاب المناقب باب ما جاء في زينب بنت جحش رضي الله عنها :
((15348 - وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء [بيت] زيد بن حارثة ،.... رواه الطبراني مرسلا ، وبعضه عن أم سلمة كما تراه ، ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف . ))


الرواية السابعة :
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي الجزء 4 الصفحة 333:
(( حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الواسطي، قَال: حَدَّثَنا علي بن نوح، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنا سُلَيمٌ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مُقَلِّبِ الْقُلُوبِ فَقَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَلا أُطَلِّقُهَا يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عليه أمسك عليك زوجك.))

التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. الارسال من الشعبي رحمه الله
2. سليم مولى الشعبي رحمه الله ضعيف

وقد ذكر ابن عدي رحمه الله الرواية في ترجمة سليم و ضعفها نظرا لان سليم هو من تفرد بها :
((- حَدَّثَنَا الساجي، قَالَ: سَمِعْتُ ابن المثنى يقول ما سمعت يَحْيى، ولاَ عَبد الرحمن حدثا عن سليم مولى الشعبي بشَيْءٍ قط.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا العباس، عَن يَحْيى، قال: سليم مولى الشعبي ضعيف وقال عَمْرو بْن علي سليم مولى الشعبي ضعيف الحديث.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: قال سليم مولى الشعبي ليس بثقة.))


الرواية الثامنة :
تفسير القرطبي الجزء الرابع عشر سورة الاحزاب :
(( وقال مقاتل : زوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حينا ، ثم إنه عليه السلام أتى زيدا يوما يطلبه ، فأبصر زينب قائمة ، كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش ، فهويها وقال : سبحان الله مقلب القلوب ! فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد..))

التحقيق:
الرواية ضعيفة لثلاث علل :
1. الانقطاع بين القرطبي رحمه الله و مقاتل فالقرطبي لم ينقل السند عن مقاتل بن سليمان
2. الارسال من مقاتل بن سليمان
3. مقاتل بن سليمان ضعيف

نقرا في ترجمته في سير اعلام النبلاء الجزء السابع الطبقة السادسة :
((كبير المفسرين ، أبو الحسن ، مقاتل بن سليمان البلخي . يروي - على ضعفه البين - عن : مجاهد ، والضحاك ، وابن بريدة ، وعطاء ، وابن سيرين ، وعمرو بن شعيب ، وشرحبيل بن سعد ، والمقبري ، والزهري ، وعدة .
وعنه : سعد بن الصلت ، وبقية ، وعبد الرزاق ، وحرمي بن عمارة ، وشبابة ، والوليد بن مزيد ، وخلق آخرهم علي بن الجعد .
قال ابن المبارك - وأحسن - : ما أحسن تفسيره لو كان ثقة ! قيل : إن المنصور ألح عليه ذباب ، فطلب مقاتلا ، فسأله : لم خلق الله الذباب ؟ قال : ليذل به الجبارين .
قال ابن عيينة : قلت لمقاتل : زعموا أنك لم تسمع من الضحاك . قال : كان يغلق علي وعليه باب . فقلت في نفسي : أجل ، باب المدينة . وقيل : إنه قال : سلوني عما دون العرش . فقالوا : أين أمعاء النملة ؟ فسكت . وسألوه : لما حج آدم ؟ ، من حلق رأسه ؟ فقال : لا أدري . قال وكيع : كان كذابا .
مات مقاتل سنة نيف وخمسين ومائة . قال البخاري : مقاتل لا شيء ألبتة .
قلت : أجمعوا على تركه . ))

و هذه طرق الروايات التي يستشهدون بها فمعظمها كما ترون مراسيل و اغلب هذه المراسيل لا تصح نسبتها الى التابعي اصلا !!!

يتبع مع القسم الثاني