بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاه والسلام علي من لا نبي بعده سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم وعلي إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .
ثم أما بعد
كما تعودنا من بعض النصاري علي أسئلة لا أعلم ما هي الفائدة منها ، ولكن لا بأس فلا يوجد لدينا سؤال إلا وعندنا جوابه .

طلب النصارى تحديد شخصيات عرفت أن الإسلام حق من خلال إعجازه اللغوي والبياني ... الخ .

وظنوا أنهم بذلك " أتوا بالذئب من ذيله وأعجزوا المسلمين " ولكن تبقي كلمة رائعه لهم .
هيهات

السيرة النبوية
لإبن هشام ج 1 ص 386 ، 387

قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال حدثت أن عتبة بن ربيعة ، وكان سيدا ، قال يوما وهو جالس في نادي قريش ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده يا معشر قريش ، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا ؟ وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون فقالوا : بلى يا أبا الوليد قم إليه فكلمه السطة في العشيرة والمكان في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها . قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل يا أبا الوليد أسمع قال يا ابن أخي ، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا ، حتى لا نقطع أمرا دونك ، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ; وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك ، طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه أو كما قال له .
حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه قال أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ قال نعم قال فاسمع مني قال أفعل فقال بسم الله الرحمن الرحيم
" حم * تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ " .
ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عليه . فلما سمعها منه عتبة أنصت لها ، وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يسمع منه ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها ، فسجد ثم قال قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلس إليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال ورائي أني قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة يا معشر قريش ، أطيعوني واجعلوها بي ، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به قالوا : سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه قال هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم .
أخرجه البيهقي ج 2 ص 204 في الدلائل وبن المنذر كما في الدر المنثور ج 5 ص 358 وبن عساكر في تاريخه وبن كثير في البدية والنهاية ج 3 ص 63 .
وأخرجه بنحوه من حديث جابر ابن ابي شيبة في مصنفه ج 8 ص 441 والحاكم في المستدرك ج 2 ص 253 وصححه وأقره الذهبي وأبو نعيم في الدلائل ص 75 .
وأحرجه أبو يعلي وعبد بن حميد كما في المطالب 4285 .
وأخرجه بن مردويه في نفسيره كما في الدر ج 5 ص 358 .

هل يخرج إلينا أحد النصارى بتفسير لذلك ؟

هذه حالة واحدة فقط ولن نعطي البقية علي أمل أن يتقدم أحد الأبطال الأشاوس ليفند .
يتبع...