الاستاذ المحترم سعد ،
لا اعتقد ان هذا المزمور يقصد شبيه المسيح ، مع العلم اننى اقوم حاليا بدراسة هذا الاحتمال لذلك اتأخر كثيرا فى الرد ..اقتباسأناأعلم أن المزمور لا يقصد المسيح إنما يقصد المزمور شبيهه
المهم ، ليس شبيه المسيح بسبب : مزمور 22
(الآيات (7،8): "كل الذين يرونني يستهزئون بي. يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين. اتكل على الرب فلينجه. لينقذه لأنه سرّ به." )
و نجد فى العهد الجديد :
(فيما كان يسوع مع ثلاثة من تلاميذه على جبل حرمون، تكلّم مع موسى وإيليّا وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً :هذَا هُوَ ابنِي الحَبِيبُ الذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ ا سْمَعُوا الإنجيل بحسب متّى 17 :5. )
كما هو واضح فإن هذا الترابط بين العهد القديم و الجديد يوضح لنا ان المقصود لا يمكن ان يكون سوى المسيح نفسه و ليس شبيها له ..
سأوضح لك هذا الفكر و اعلم انه صعب جدا ، كأثبات نظرية فزيائية لاحد طلبة قسم أدبى، لكن هذا هو الاعتقاد الموجود لدينا ..اقتباسفي الحقيقة المزمور عن حادثة الصلب و الكلام للمصلوب , ولكن من أين عرفت أن الكلام عن المسيح كما تؤمن وليس عن الشبيه كما نؤمن نحن ؟
المسيح لم يذكر صراحتا ولكن ذكر أكثر من ذلك , ذكر ما يجعلنا متأكدين أن المصلوب ليس هو المسيح للآتي :
1- الله لم يترك مسيحه في أي وقت من الأوقات , بل ترك الله المصلوب , وأنتم تؤمنون أن لاهوته لم يفارق ناسوته ولا طرفة عين واحدة , فكيف يقول المسيح لله "لماذا تركتني" ؟؟
( نحن نعتبر ان الله القدوس اراد ان يأخد صورة انسان عادى ، و ذلك لعدة اسباب كلها واضحة ، فنحن لا يوجد لدينا ما يسمى ( لا تناقش ولا تجادل ) ..
و من ضمن هذه الاسباب ان يتالم لكى يخلص الانسان من خطيئته ، و لكى يخوض تجربة الانسان من بدايتها الى نهايتها و هناك عدة اسباب كثيرة اخرى ..
المهم لازالة الغموض امام ذلك لك ان تتخيل هذا المثال
( معذرة لاننى اعلم انك لا تحب الامثلة لكنه مثال ضرورى )
انا مثلا مدمن للسجائر ، و اعلم انها ضارة و يجب التوقف عنها ، لذا قررت ان لا اشرب سيجارة مرة اخرى ، و قمت بتحديد قانون لنفسى ، و هو ان شربت سيجارة اخرى ، ساقوم بجرح نفسى جرح مؤلم ..
ثم شربت سيجارة و وجب علي تنفيذ القانون الذى قلته على نفسى و بذلك قمت بتنفيذ قانونى و شعرت بالالم )
هذه هى الفكرة ، خلق الرب الانسان ، اصدر له قانونا ، خالفه الانسان ، وجب تنفيذ القانون ، لعدة اسباب و من محبة الله ، قام هو نفسه بتنفيذ القانون ) ..
بلا شك هذا الكلام غير مقنع بالنسبة لك ، و لكنه قد يكون صحيحا ، اليس كذلك ؟ حتى تستطيع ان تثبت العكس ..
هنا اتخذ الله صورة انسان ، و هو بلا شك اضعف بكثير، و امكانياته محدودة بإراداته عن صورته الاصلية ..
و لتوضيح معنى هذا العدد و مثله حين يصلى يسوع للآب ، كما اى شخص من الممكن ان يكلم نفسه ، هذا شيىء طبيعى ، الم تحدث نفسك يوما ما قائلا ( انا اخطاءت اليوم ، لماذا فعلت ذلك ، لماذا سمعت كلام فلان ) .. اى عقل من الممكن ان يكلم نفسه ، ولا نتختلف فى ذلك ، حتى فى اجهزة الحاسوب و الشبكات ، فالشيىء الواحد كثيرا ما يتكلم مع ذاته ..
و هكذا فان الرب فى صورته الانسانية ، و فى اصعب اللحظات ، يتكلم من صورته الجسدية التى تشعر بالالم الى ذاته ( الآب ) ، و احب ان اشير هنا اننى ابلغ من العمر حوالى الاربعون سنة ، و قد احتجت الى وقت طويل ، بضعة سنوات كى افهم هذا الكلام ، مع اننى كنت مؤمن به فى صغرى و لكن دون فهم ..
لكن على كل حال انا على استعداد لتغيير فكري هذا اذا ثبت لى ان المسيح قد يكون رسول عادى مثل باقى الرسل و شبيها له مات مصلوبا ..
و اجابة لسؤالك ( لماذا تركتنى ) اى لماذا تركتنى اتألم..
( من الممكن ان يقول الشبيه هذا الكلام و لكن ان كان انسان طيب و اراد الموت بدل المسيح )
لا يا سيدى ، خلاصي هنا تعنى الاله ، اى لماذا تركتنى اتألم بعيدا عنك ايها الآب ..اقتباس2- المصلوب يتكلم عن خلاصه , فهل المسيح يحتاج إلى الخلاص ؟؟ من ماذا ؟؟؟
دليل ( مزمور 51 :
آية (14): "نجني من الدماء يا الله إله خلاصي. فيسبح لساني برك." )
دليل مزمور 25
(الآيات (4،5): "طرقك يا رب عرفني. سبلك علمني. دربني في حقك وعلمني لأنك أنت إله خلاصي. إياك انتظرت اليوم كله.")
( و من الجائز ايضا ان يقول الشبيه هذه الجملة )
بالطبع كانسان دعا الآب ان يوقف الامه ، و النهار المقصود به اول ثلاث ساعات من الصلب ، حيث كانت الدنيا مشمسة ، و الليل هو فى يوم الصلب حين حجبت الشمس نورها ..اقتباس3- المصلوب يقول أنه غير مستجاب الدعاء , فهل المسيح غير مستجاب الدعاء ؟؟؟
( هنا لا يمكن ان يكون الشبيه هو القائل ، لانه من المفترض انه قبل فداء المسيح طواعية ، ولا يجب ابدا ان يطلب من الله ان ينجيه من الالم بعد ان طلب بنفسه ان يفدى سيده ، و لكن من الممكن ان نعتبره انسان ضعيف و لم يتحمل الالم المبرح )
هنا يقول المسيح ان الاب لم سيتجب له ، و هذا طبعا شيىء طبيعى لانه يجب ان يتحمل الالم الذى ارسل من اجله ..اقتباس4- المصلوب يتحدث عن نجاة الآباء من الشدائد فور دعوتهم لله , بينما هو لا يستجاب له , أي أنه ليس من الآباء المختارين المرسلين ليس كمثل إبراهيم حين أنجاه الله من النار و لا كولد إبراهيم حين نجا من الذبح و لا كيونان -يونس- الذي نجا من الحوت ولا كموسى حين أنجاه الله من فرعون ولا كمحمد حين أغشى الله القتلة فلا يبصرون
صلوات ربي و سلامه على كل المرسلين المختارين
إنما المصلوب ليس من هذه الجماعة المستجابة الدعاء , هو من درجة أقل بكثير , فلا يستجيب له الله
هل الكلام عن المسيح ؟؟؟
( و هنا نلاحظ ان هذه الجملة من الممكن ان يقولها الشبيه )
انه يقول انه يعتبر شيىء قليل جدا بالنسبه لهم .. و هو ليس كذلك بالطبع .اقتباس5- يقول أنا "دودة" هل المسيح "دودة"؟؟
لان عمل الفداء يقتضى ان يستسلم لهم و لا يقاومهم قط ..اقتباس6- المصلوب عار عند البشر ومحتقر من قبل الشعوب , هل المصلوب هو المسيح؟
( بلا شك كل ذلك ممكن ان يقوله الشبيه ، لا اعترض )
و نكمل باقى المزمور :
9:
لانك انت جذبتنى من البطن ، جعلتنى مطمئنا على ثديي أمى ، عليك القيت من الرحم )
آسف لا يمكن لاحد غير المسيح ان يقول هذا الكلام ..
لا اعتقد ان الرب قد جذب اى شخص منا من رحم امه ..
يا سيدى هذه الاية تتكلم عن رجال شاول حيث قاموا بتحريف كلام داود لكى يثيروا شاول ضده ، و لم يجرء احد على التغيير فى كلام الرب و قوانينه ابدا ..اقتباسولكن يبدو يا عزيزي أن كتبكم كانت تحرف فور نزولها لأننا نجد داود يشتكي إلى الله أنهم يحرفون كلامه يوما بيوم ولاحظ أن داود لم يكن النبي المستضعف , بل كان ملك عظيم ورأس بيت إسرائيل
مز 56: 5 اليوم كله يحرفون كلامي.عليّ كل افكارهم بالشر.
و منطقيا ، ان انزل الله كتاب و تركه لليهود فحرفوه ، اذن فلا يجب ان يترك الكتاب مرة اخرى للنصارى ، بما انع وجد ان الانسان لا يحافظ على كلام الله ، و بذلك كان يجب ان يحفظ الانجيل ، ليس ان يكرر نفس المشكلة الاولى و يترك الكتاب للنصارى ليحرفوه ثم يهتم بأمر آخر الكتب فقط !!
و لدى سؤال من فضلك ..
اذا اراد النصارى تحريف كتابهم ، اليس من المنطقى ان يحرفوه للاسهل ؟ مثلا لماذا كتبوا انه لا طلاق و الزواج بواحدة ؟ كان من الافضل تعديل هذه الجملة و جعل الزواج بخمسة مثلا ، مع العلم ان المسيحية و اليهودية تعتبر عندهم اى ممارسة جنسية مع انثى غير الزوجة هى زنا ، ولا يوجد تشريع لممارسة الجنس مع الجوارى او الاسرى و يعتبر ذلك فاحشة كبرى ..
المفضلات