وكنت دائما أقول ومن له إلمام بعلم صرف اللغة العربية واشتقاقها لا يسعه إلا الإعتراف بأن كثيراً من هذه الكلمات ليست من أصل عربي، ولم تُصَغْ من أصولها حسب قواعد اللغة العربية. مع أن هذه الأصول نفسها موجودة في العربية، كما هي موجودة في اللغات الأخرى المذكورة.
الشبهة الخامسة[1] :
ورد في سورة مريم أن مريم أتت إلى قومها بعد ولادة المسيح فقالوا لها " فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً}[2] فيتضح من هذا أن رسول الإسلام قال أن العذراء مريم هى أخت هارون وموسى. وما يزيد هذا الأمر وضوحاً ما ورد في سورة التحريم12 " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ " وهكذا فى سورة آل عمران 35 وجاء فى سورة الفرقان {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً }[3] فثبت من هذا أن عمران وموسى وهارون ومريم هم ذات الأشخاص الذين ورد ذكرهم بهذه الأسماء في أسفار موسى الخمسة ، وأن التوراة .......... كتبت قبل المسيح بـ1570 سنة ؟؟؟؟ فكيف تكون مريم أم المسيح أخت لهارون ؟؟؟؟
هذه بعض الشبهات التي أتذكرها من كم هائل من الشبهات التي تدرس لنا في الكلية
تخرجت في كلية اللاهوت وقد كان من المفترض أن أعين في القدس بعد تخرجي ......... لكن حرب فلسطين نشبت في ذلك العام فعينت في بلدة إسنا بالوجه القبلي في مصر ، وسجلت رسالة في العام نفسه عن طريق الجامعة الأمريكية في القاهرة وكانت رسالتي عن العمل التنصيرى بين المسلمين .... وفى عام 1952م حصلت على الماجستير من جامعة برنستون الأمريكية ، في الفلسفة واللاهوت وعينت أستاذاً بكلية اللاهوت في أسيوط ، وكنت أقوم بتدريس الإسلام والمغالطات والافتراءات والشائعات التي يرددها أعداؤه والمنصرون ضده ... وقد رأيت في هذه الفترة أن أتطرق في دراستي لكل جوانب الإسلام ، وقررت ألا أكتفى بالإطلاع على كتب المنصرين والمستشرقين التي تقتصر على الطعن في الإسلام ،وإنما ولثقتي الشديدة بنفسي وحبي للعلم قررت أن أقرأ وجهة النظر الأخرى ، وأدرس كتب المسلمين أنفسهم بل وقررت أن أدرس القرآن بعمق
وكان هدفي من هذا كله أن أصبح متمكناً في مادتي تماماً بحيث أستطيع دفع الحجة بالحجة وأكون قادراً على أن أضيف إلى حجج المنصرين ضد الإسلام حججاً وشبهات جديدة لم يسبقني إليهمأحد من خلال دراستي وتعمقي ... كان لابد علي أن أدرس الشبهات من مصادرها وأجمعها كل واحدة على حدها في دراسة مستقلة بحيث لا تكون فيها ثغرة لهدمها وعندما يستخدمها أى منصر سريعا ما ينهار المسلم ولا يستطيع الرد بل تهتز عقائده وبالتالي يصبح لقمة سائغة لنا لنكيل له كماً هائلاً من الشبهات لا يستطيع حتى لو لجأ إلى كبار علماء المسلمين أن يجد الإجابة الشافية [4].
[1]- من أراد التوسع في الرد كتابنا "المحاكة الكبرى لإعداء الإسلام" تحت الطبع
[2] - سورة مريم 27-28
[3] - سورة الفرقان 35
[4]- رجال ونساء أسلموا عرفات كامل العيشي الجزء 4 ص 80
يتبع
المفضلات