كيف تكون عداوتك لشياطين الإنس؟ فكذلك تكون عداوتك لشياطين الجن:
استعاذة بالله منهم
وتجنب اتباع خطواتهم أو الاستماع لهم
وتحذير الآخرين منهم
والدفاع عن النفس ضدهم من خلال التحصن بأسباب القوة
ومحاولة هزيمتهم فمثلاً الشيطان يتأذى من السجود لله وقراءة القرآن والتوبة والصدقة...
أما سبب عداوتنا له فلأنه السبب في خروجنا من الجنة إلى هذه الأرض ولأنه لا يأل جهداً في محاولة صدنا عن سبيل الله وإهلاكنا لنسقط في الهاوية، كما أنه تكبر عن السجود لآدم وسلّط الأعداء على الأنبياء والأبرياء، وهو سبب الوساوس والكآبة واليأس والذنوب أفلا نكرهه؟
لقد كذب على آدم ودلّه بغرور وتسبب في خروجه من الجنة، ولو كنت مكان آدم وتسبب أحد بطردك من نعيم عظيم كيف ستكون مشاعرك اتجاهه؟؟ أتمنى أن تكون استعاذاتي بالله منه ركلات على قفاه.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
عَدُوٌّ : الْخَصْم ، مَنْ يُكِنُّ لَكَ الْعَدَاوَةَ .
تعادى القوم : خاصم بعضهم بعضهم الآخر .
معاداة وعداء : مخاصمة .
عدوٌّ لَدودٌ : شديدُ العداوة والخصام .
والعداء ينطوى على انفعالات عديدة : كالكراهية والحقد والحسد والكيد وتمنى السوء والهلاك والشماتة وتعمد الإضرار - الذى قد يصل إلى حد القتل – والقطيعة والغش والكذب والتضليل .... إلخ .
وعداء الشيطان للإنسان مبعثه الحقد والغرور والتكبر من الشيطان بسبب تفضيل الله تعالى وتكريمه للإنسان إذ أمر الملائكة - والجن بالتبعية إذ أنهم أدنى درجة من الملائكة - بالسجود لآدم المخلوق من طين .
وعداء الشيطان للإنسان يتمثل فى المحاولة الدائمة للتقرب من الإنسان بهدف استمالته إلى طريق الشر وإبعاده عن طريق الخير والنور وتثبيته على طريق الشر والظلام عن طريق الوسوسة وتزيين المعاصى والذنوب وإلقاء الظنون والشكوك الكفرية فى قلب وعقل الإنسان .
فعداء الشيطان للإنسان يكون بالإستماتة فى التقرب منه لغرض إضراره وإلحاق الأذى الجسيم به .
أما عداء الإنسان للشيطان فمبعثه الحذر إذ كانت وسوسة الشيطان سببا لخروج آدم من الجنة واستحقاق غضب الله لعصيان أمره . كما أن مبعثه أيضا الرغبة فى إرضاء الله تعالى الذى كرمه وفضله حبا في الله والتماسا للنجاة من سخطه وعقابه .
وعداء الإنسان للشيطان يتمثل فى المحاولة الدائمة للبعد عن سبل الشيطان وطريقه وتجنبه بقدر الإمكان وبجميع السبل الممكنة .
والإنسان لا يستطيع محاربة الشيطان سوى بالحذر منه لأنه لا يراه فلا يملك أن يؤذيه بشكل إيجابى كما يؤذيه الشيطان .
فكل من الشيطان والإنسان عدو للآخر
ولكن سبل التعبير عن هذا العداء مختلفة
فالشيطان يظهر عداوته للإنسان بمحاولة (الإقتراب منه) لإبعاده عن سبيل النجاة .
أما الإنسان فيظهر عداوته للشيطان بمحاولة (البعد عنه) ليسير فى سبيل النجاة .
شكرا لك على الرد لكن ألا ترى ان البعد والحذر ليس كفيل بالعداء
لنتخيل ان الجان إنسان وأنه كلما ابتعدنا عن هذا الإنسان زاد شره
وعداوته لنا وعداؤنا له ..أيبدو لنا ذلك معقول!
ولو فرضنا أن ذلك معقول ما رأيك بقول الله تعالى عن الشيطان
((فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ))
لو فرضنا أن الحذر عداء كان أولى أن يعادي الشيطان المخلصين لله.
فهم أكثر الناس حذرا وبعدا عن وساوس الشيطان.
لا أجادل ولا أعترض على كلام أي احد ولكن فقط استفهم
بارك الله فيكم وفي ردودكم الطيبه
الحذر يا أختنا الفاضلة من مظاهر العداء بالطبعاقتباسألا ترى ان البعد والحذر ليس كفيل بالعداء
فطرف العداء أو الخصم الأقوى يعبر عن عداءه بالهجوم (الإقتراب)
أما طرف العداء أو الخصم الأضعف فيعبر عن عداءه بالدفاع (الحذر والإبتعاد)
ومن مظاهر العداء كما أوضحت لك :
1- الكراهية
2- الحقد و الحسد
3- الكيد وتدبير المصائب
4- تمنى السوء والهلاك
5- الشماتة والفرح بحلول المصيبة أو زوال النعمة
6- تعمد الإضرار البدنى والنفسى
7- القطيعة والمخاصمة
8- الغش والكذب
9- التضليل
10- الحذر
11- محبة (أعداء العدو ومخالفيه)
12- كراهية (أحباب العدو وأنصاره)
وما يستطيعه الإنسان للتعبير عن عداوته للشيطان يتمثل غالبا فى النقاط : (1 - 7 - 10 - 11 - 12) .... فالإنسان لا يملك الإضرار بالشيطان بشكل مادى محسوس لسبب بسيط هو أن الشيطان (غير مرئى) بالنسبة للإنسان كما هو حال الإنسان بالنسبة للشيطان : (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ)
فالإنسان عداءه للشيطان يتجلى فى توخى الحذر منه والبعد عن طريقه والإستعاذة بالله تعالى منه .... لأن الشيطان بالنسبة له (عدو غير مرئى) و (عدو أقوى منه)
ولتقريب الفهم :
لنفرض مثلا أننى عدو لشخص يفوقنى حجما وقوة 5 مرات
هو يكرهنى وأنا أكرهه
(أ) - كيف أعبر عن عدائى له ؟؟
بالحذر منه والبعد عن طريقه وتجنب التواجد فى أى مكان يكون فيه واللجوء إلى معونة (عدو له) أكبر منه قوة وأشد بأسا ... أليس كذلك ؟؟
(ب) - لكن ... كيف يعبر هو عن عداءه لى ؟؟
بمهاجمتى ومحاولة الفتك بى وقتلى لأنه لا يخشانى فلماذا يحذر منى وهو يرانى أضعف منه ؟؟ وكيف سيهاجمنى بدون الإقتراب منى ؟؟
فإذا رآنى قد لجأت إلى (عدو له) أكبر منه قوة وأشد بأسا ... فسيتوقف عن محاولة الإضرار بى ... وهذا ما يحدث عندما نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ... فنحن نلجأ إلى الله تعالى (عدو الشيطان) - الذى هو أقوى منه وله القوة والعزة جميعا - ونحتمى به ونعتصم ونلوذ فيتوقف الشيطان عن مهاجمتنا ولا يستطيع الإقتراب منا
هذا ..... وعدوى بشر مثلى يرانى وأراه و يتفوق على فى الحجم والقوة 5 أضعاف .... فماذا لو كان أيضا (غير مرئى) ؟؟؟
لو كان الشيطان (مرئيا) لقتلناه واسترحنا من شره وما كانت هناك مشكلة ولا فساد فى الأرض ... ولأضررنا به ماديا كما يحاول الإضرار بنااقتباسلنتخيل ان الجان إنسان وأنه كلما ابتعدنا عن هذا الإنسان زاد شره
وعداوته لنا وعداؤنا له ..أيبدو لنا ذلك معقول
فشياطين الإنس نحن نملك مناصبتهم العداء والكراهية ومبادلتهم العداء المحسوس
لكن إذا كان العدو (غير مرئى) ... فلا نملك سوى الحذر منه
(أ) - خذى مثلا عدو غير مرئى كالميكروبات والفيروسات :
كيف تتجنبين ضررها ؟؟
طبعا بالوقاية والبعد عن أماكن وجودها والحذر منها لتجنب الإصابة بالمرض
ولكن هل تملكين الإضرار بها وأنت لا ترينها ؟؟
(ب) - مثال آخر : الأشعة فوق البنفسجية أو الكهرباء :
كيف تتجنبين ضررها ؟؟
طبعا بالوقاية والبعد عن مصادرها والحذر منها
ولكن هل تملكين الإضرار بها وأنت لا ترينها ؟؟
هذا هو أسلوب مناصبة العداء بالنسبة للإنسان (الذى له فرصة النجاة من النار) .
أما بالنسبة للشيطان فالوضع معكوس
فهو مطرود من رحمة الله إلى الأبد ... و(مصيره الحتمى نار جهنم)
فإذا ابتعد عن الإنسان كما يبتعد الإنسان عنه ويحذر منه ... فسيدخل النار وحده ولن يستطيع إضلال أحد .... وهذا ما لا يريده الشيطان .... فهو يريد أن يتعذب الإنسان معه ويخلد معه فى النار مثله ... فليس أمام الشيطان سبيل سوى الهجوم والإستماتة فى التقرب من عدوه لكى يستطيع التأثير عليه وإضلاله وإدخاله معه إلى النار .
الْمُخْلَصِينَ (بفتح اللام) : أى الذين خلصهم الله تعالى بقوته ومشيئته فلا يستطيع الشيطان التأثير عليهم ... وما ذلك إلا لشدة حذرهم من وساوس الشيطان وقوة إيمانهم بالله وتفانيهم فى طاعته وعبادته .... وهم بالفعل أعدى أعداء الشيطان ولكنه لا يستطيع إغواءهم .اقتباسولو فرضنا أن ذلك معقول ما رأيك بقول الله تعالى عن الشيطان
(فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)
لو فرضنا أن الحذرعداء كان أولى أن يعادي الشيطان المخلصين لله.
فهم أكثر الناس حذرا وبعدا عن وساوس الشيطان.
ولكن ذلك لا ينفى بالطبع محاولته المستمرة فى التقرب منهم ومحاولة إضلالهم .... فالشيطان لا ييأس أبدا .... ولكنه لا يستطيع إضلالهم لأنهم معتصمين بمن هو أقوى منه يحميهم من كيده وشره وضرره .
ولو تدبرتى فى الآية وكلماتها لوجدتى أن الشيطان إستثنى عباد الله المخلصين من (تحقق الإغواء) ولم يستثنهم من (محاولة التقرب منهم) .... فالشيطان وجنده يبذلون كل ما فى وسعهم للتقرب من (كل إنسان) ... فالتقرب هو وسيلتهم الوحيدة لإلحاق الضرر وبيان العداوة .
جزاك الله خير على هذا الشرح الوافي Doctor X
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات