
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حته
بسم الله والحمد لله حمدا يليق بجلاله وكماله وعظيم سلطانه
والصلاة والسلام علي سيدنا ونبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وعلي جميع الأنبياء والمرسلين
كلمة " تدليس " التي ورد ذكرها في عنوان الموضوع ليس الهدف منها السخرية أو التطاول
ولكنها وصف للحالة
بمعني أن من يقوم بالتدليس أو يمارسه هو الذي يقلب الحقائق فيجعل من الحق باطلا ومن الباطل حقا
وهذا بالضبط ما فعله القديس يوحنا الذهبي الفم في تفسيره لنص يوحنا ( 12 : 44 )
كما سأبين بمشيئة الله وفضله وحوله وقوته
الرجل من خلال تفسيره لنص يوحنا ( 12 : 44 ) حاول عبثا إثبات ألوهية يسوع المزعومة ولكن هيهات
قبل أن أعرض تفسير الرجل لنص يوحنا ( 12 : 44 )
سأعرض النص الذي ورد علي لسان يسوع
يوحنا ( 12 : 44 )
" فَنَادَى يَسُوعُ وَقَالَ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي."
كلام يسوع واضح لكل ذي عقل ومعناه بإختصار أن من يؤمن به أي بيسوع لا يؤمن به لأنه الله الإبن أو الله الظاهر في الجسد
ولكن يؤمن به لأنه إنسان رسول أرسله الآب ( الإله الحق )
سأعرض إن شاء الله تفسير القديس يوحنا الذهبي الفم لنص يوحنا ( 12 : 44 )
وكيف أنه حاول عبثا إثبات ألوهية يسوع المزعومة من خلال هذا النص ولكن هيهات كما ذكرت قبل ذلك
-------------------------------------------
""فنادى يسوع وقال:
الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي،
بل بالذيأرسلني". [44]
هذا هو ختام عظته الموجهة للأشرار المصممين على عدم الإيمان، وتُحسب تكملة للعظة التي قُطعت بالآية 37. لقد نادى (صرخ) يسوع بصوتٍ عالٍ، مظهرًا غيرته الشديدة على خلاصهم.
هنا يؤكد وحدته الخفية مع الآب، فمن يؤمن بالابن يؤمن بالآب الذي أرسله، ومن يرى الابن يرى الآب أيضًا، من يكرم الابن يكرم الآب.
* معنى: "لا يؤمن" أي لا يكون ذلك عند حدود الشكل الجسدي، ولا عند حدود الإنسان الذي ترونه. فإنه يقرر أنه يلزمنا أن نؤمن بأنه ليس إنسانًا مجردًا، بل نؤمن بيسوع المسيح اللَّه والإنسان (في نفس الوقت)."
"* تكريم الابن فيه تكريم للآب، إنه لا يُنقص من لاهوته(1306).
* الآن عندما يقول: "الذي يؤمن بي، ليس يؤمن بي، بل بالذي أرسلني" [44]. ماذا نفهم سوى أنه ظهر كإنسانٍ للبشر بينما بقي غير منظور بكونه الله؟ ولكي لا يظن أحد أنه ليس بأكثر مما يروه فيه يشير إلى الإيمان به كمساوٍ للآب في الشخصية والرتبة... فمن يؤمن بالآب يلزمه أن يؤمن أنه أب، ومن يؤمن بالآب يؤمن أن له ابن، وبهذا فمن يؤمن بالآب يلزمه أن يؤمن بالابن(1307)"
"نطق بالكلمات السابقة (يو 12: 44) حتى لا يؤمن أحد أنه مجرد ما يظهر عليه، أي أنه ابن الإنسان، وبالكلمات التالية [45] لكي يؤمنوا أنه مساوٍ للآب...
لقد أرسل المسيح رسله... لكن لم يكن ممكنًا لأحدهم أن يقول: "من يؤمن بي ليس يؤمن بي، بل بالذي أرسلني"، فإنه ليس من أي أساس يمكن أن يقوم عليه القول: "يؤمن بي"
نحن نصدق الرسول، لكننا لا نؤمن به، لأنه ليس من رسول يبرر الخطاة. إنما نؤمن بالذي يبرر الخطاة، إيمانه يُحسب برًا (رو 4: 5).
يُمكن للرسول أن يقول: "من يقبلني يقبل الذي أرسلني"، أو "من يسمعني يسمع الذي أرسلني"، إذ يقول الرب: من يقبلكم يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني (مت 10: 40). فإن السيد يُكرم في الخادم، والأب في الابن، وعندئذ الأب كما في الابن والسيد كما في الخادم.
أمكن للابن الوحيد الجنس بحقٍ أن يقول: "آمنوا بالله، فآمنوا بي" (يو 14: 1). وكما يقول هنا أيضًا: "الذي يؤمن بي، ليس يؤمن بي، بل بالذي أرسلني". إنه لا يحول إيمان المؤمن عنه، وإنما أراد ألا يقف المؤمن عند إيمانه به كعبدٍ، لأن كل من يؤمن بالآب يؤمن للحال بالابن، الذي بدونه لا يكون للآب وجود كآبٍ. وهكذا يبلغ إلى إيمانه بمساواته للآب، ذلك طبقًا للكلمات التالية لها: "والذي يراني، يرى الذي أرسلني" [45](1309)."
https://st-takla.org/pub_Bible-Inter...hapter-12.html
سأرد علي هذا التدليس المتعلق بتفسير القديس يوحنا الذهبي الفم لنص يوحنا ( 12 : 44 ) بمثالين
الأول :
لله المثل الأعلي
أذا إفترضنا بأن شخصا ما ذكر أن من يحترمه ويقدره لا يحترمه ويقدره هو بل يحترم ويقدر أبيه
في هذه الحالة نفهم أن والد هذا الشخص هو إنسان فاضل ووقور
نتيجة لذلك فهو بالتأكيد أهل للإحترام والتقدير
يترتب علي ذلك أن أي أحد يحترم ويقدر الإبن لا يحترمه ويقدره لذاته
ولكن يحترمه ويقدره لأن هذا الرجل الفاضل والوقور هو والده
وهذا لا يعني علي الإطلاق أن الإبن شخص سيئ
ولكن أساس إحترام الناس وتقديرهم له هو إحترامهم وتقديرهم لوالده
هذا هو بالضبط ما ورد علي لسان يسوع في يوحنا ( 12 : 44 )
فالذي يؤمن بيسوع لا يؤمن به لأنه الله الإبن أو الله الظاهر في الجسد ولكن لأنه إنسان ورسول أرسله الآب ( الإله الحق )
الثاني :
لله المثل الأعلي
" إذا إفترضنا أن العلاقة بين تركيا ودولة ما من الدول طبيعية جدا
وقامت تركيا بإرسال سفيرا لكى يمثلها فى هذه الدولة فى هذه الحالة يكون
إعتراف هذه الدولة بسفير تركيا لديها ليس لصفته الشخصية ولكن لكونه
مُرسَلا من قبل تركيا وممثلا لها
نفس هذا الكلام ينطبق تماما على يوحنا ( 12 : 44 )
فالذى يؤمن بيسوع لا يؤمن به لأنه الله الإبن أو لأنه الله الظاهر فى الجسد ولكن
يؤمن به لأنه إنسان ورسول أرسله الآب ( الإله الحق )
"
لمعرفة المزيد عن يوحنا ( 12 : 44 ) يرجي الضغط علي هذا الرابط
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=233975
أخيرا : أرجو فضلا لا أمرا من كل مسيحي قرأ ردي علي تدليس القديس يوحنا الذهبي الفم في تفسيره لنص يوحنا ( 12 : 44 ) أن يجيب علي هذين السؤالين بينه وبين نفسه بعقله وضميره لا بعاطفته
الأول :
هل القديس يوحنا الذهبي الفم كان أمينا وصادقا في تفسيره لنص يوحنا ( 12 : 44 ) أم أن العكس تماما هو الصحيح ؟
الثاني :
أى التفسيرين لنص يوحنا ( 12 : 44 ) هو الأكثر مصداقية وإقناعا بالنسبة لك من الناحية العقلية والمنطقية : تفسير القديس يوحنا الذهبي الفم أم تفسيري ؟
المفضلات