بسم الله الرحمن الرحيم

اقول ردا على الواهم :

بل انما مثلكم يا نصارى كما قيل في المثل العربي : كالعاهرة حينما تتكلم عن الشرف

او كما قيل : رمتني بدائها و انسلت

جاءنا احد النصارى ليتهجم على المسلمين في اعتراضنا على قولهم بان "دينهم لم ياتي بالسيف ابدا" اعتمادا على نص لوقا 22 (الترجمة المشتركة):
35ثُمّ قالَ لِتلاميذِهِ: «عِندَما أرسَلتُكُم بِلا مالٍ ولا كِيسٍ ولا حِذاءٍ هل اَحتَجْتُم إلى شيءٍ؟» قالوا: «لا». 36فقالَ لهُم: «أمّا الآنَ، فمَنْ عِندَهُ مالٌ فَلْيأخُذْهُ، أو كِيسٌ فَلْيَحمِلْهُ. ومَنْ لا سيفَ عِندَهُ، فَلْيبِعْ ثوبَهُ ويَشتَرِ سَيفًا. 37أقولُ لكُم: يَجبُ أنْ تَتِمّ فيّ هذِهِ الآيةُ: وأحصَوهُ معَ المُجرِمينَ. وما جاءَ عنّي لا بُدّ أنْ يَتِمّ».38فقالوا: «يا رَبّ! مَعَنا هُنا سَيفانِ». فأجابَهُم: «كفى!»

و طبعا فهذا النصراني استند في اقواله كلها على اقوال مفسرين متاخرين و لم ياتي من اقوال اباء الكنيسة و لذلك فلن اكلف نفسي عناء الرد على منصرين متاخرين بل ساتيه من تفاسير اباء الكنيسة في القرون المسيحية الاولى و التي تذكر ان السيف للدفاع عن النفس على الاقل كاحتمال لتفسير النص و هذا ينسف ما ذكره النصراني من ان الاعتراض لا اساس له
لانه ان بينا ان لاعتراضنا و تفسيرنا وجه قال به بعض اباء الكنيسة تبين حينها جهل من يستشهد بتفاسير المتاخرين .


نقرا من كتاب التفسير المسيحي القديم تعريب الاب ميشال نجم (انجيل لوقا ) الصفحة 516- 517 حيث ينقل قولي كيرلس و امبروسيوس :
(( كيرلس الاسكندري : انبا يسوع بحرب تشن على اليهود و تستعر سعيرا لا يطاق و تهدر كنهر يغمر ارضهم كلها . يقول : (( اما الان من كان عنده كيس دراهم فلياخذه و كذلك من كان عنده مزود)) في الظاهر يخاطب الرسل لكنه فعليا يخاطب كل يهودي. لم يقل ان على الرسل القديسين ان يكون عندهم كيس و مزود بل قال من كان عنده كيس دراهم فلياخذه اي من كان عنده شيء في المناطق اليهودية فليحمله ويهرب.... و بسبب فقرهم المدقع لم يكن عندهم ما يعيلون به انفسهم في السفر فكان عليهم ان يبقو في ارضهم قال يسوع : (( من لم يكن عنده سيفا فليبع رداءه و يشتره )) السؤال الذي يطرح نفسه هل بوسع اهل الارض الحفاظ على حياتهم سواءا كان عندهم شيء او لم يكن. ستشن الحرب عليهم بقوة لا يردها شيء و لا يردعها رادع ))

واضح هنا حسب قول كيرلس الاسكندري ان الخطاب للجموع اليهودية و المراد به اشترو السيف لتحمو انفسكم بقتال اعدائكم قتالا حقيقيا لا كما يروجه المنصرون اليوم الذين يقولون بالسيف الروحاني !!!


و نكمل في الصفحة 517 :
(( معنى السيفين: امبروسيوس : لماذا تامرني الان بان اشتري سيفا و انت منعتني عن استخدامه ؟ لماذا تامرني ان املك ما منعتني عن استلاله ؟ ربما يامر بهذا للدفاع لا للانتقام. فيمكن للناس ان يروك قادرا على الانتقام لا راغبا فيه . الشريعة لا تمنعني من رد الضربة بمثلها . قلت لبطرس حين قدم السيفين : ((يكفي )) .... يبدو هذا الامر للكثيرين ان شر لكن الرب ليس شريرا فرغم قدرته على الانتقام يختار ان يصلب. هناك سيف روحي لتبيع ما لك و تشتري الكلمة. التي تكسو اعماق الفكر .و هناك سيف الالم لنطرح عنا الجسد ... ربما قدم التلاميذ سيفين : سيف العهد الجديد و سيف العهد القديم اللذين نتسلح بهما ضد مكائد ابليس. عندها يقول الرب : ((يكفي) فلا شيء يعوز من تشدد بتعليم العهدين ))

امبروسيوس هنا يصرح باحتمالية ان المراد من شراء السيف هو الدفاع عن النفس بمعنى قتال يدافع فيه عن نفسك و دينك ثم يعقبها بذكر انواع اخرى من السيوف كالسيف الروحاني الذي يتغنون به و سيف الالم الا ان هذين مجرد نوعان لا اقل و لا اكثر لانه لا ينفي وجود سيف الدفاع الذي صرح به .


اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screen Shot 2019-09-15 at 8.17.32 PM.png 
مشاهدات:	154 
الحجم:	296.3 كيلوبايت 
الهوية:	17866

اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screen Shot 2019-09-15 at 8.18.06 PM.png 
مشاهدات:	138 
الحجم:	51.8 كيلوبايت 
الهوية:	17867

اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screen Shot 2019-09-15 at 8.18.13 PM.png 
مشاهدات:	131 
الحجم:	153.1 كيلوبايت 
الهوية:	17868
file:///Users/MacbookPro/Downloads/tafsir_kadim_loka.pdf

احببنا ان نعلم النصراني ما كتبه اباء الكنيسة في القرون الاولى لدينه حتى لا يضيع وقته ووقتنا بكلام بعض المتاخرين الذين شغلهم الشاغل هو تلميع امر "السيف الروحاني" !!!

و كما قال كتابه : فتشوا الكتب . و انا ادعوه ان يفتش الكتب و ان لم يستطع فنحن نعلمه كتبه و مصادره

هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم