السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذه الشبهة التافهة الخاصة بأن الرسول الكريم أخذ القرآن من ورقة بن نوفل رأيتها فى أحد المواقع المسيحية صاحب الشبهة يستدل بالحديث الذى ورد فى صحيحى البخارى ومسلم أى أن الحديث فى أعلى درجات الصحة وهو يؤكد أى الحديث بما لا يدع مجالا لأدنى شك على صدق الرسول الكريم وصدق رسالته

وذلك لكى يصل أى صاحب الشبهة إلى مبتغاه المريض وهو أن صاحب القرآن هو ورقة بن نوفل

مع ضرورة التنبيه على أن الحديث ورد فى صحيح البخارى ليس مرة واحدة بل أكثر من مرة

نظرا لأن الحديث طويل سنعرض الجزء الهام الذى يخصنا الذى ورد فى صحيح البخارى والذى قام صاحب الشبهة ببناء شبهته الكاذبة التافهة من خلاله



________________________________


فانْطَلَقَتْ بهِ خديجةُ حتَّى أَتَتْ بهِ وَرَقَةَ بنَ نَوْفَلٍ ، وهوَ ابنُ عمِّ خديجَةَ أَخِي أبِيهَا ، وكانَ امرأً تَنَصَّرَ في الجاهِلَيَّةِ ، وكانَ يكْتُبُ الكتابَ العربِيَّ ، ويكتُبُ من الإنجيلِ بالعربيةِ ما شاءَ اللهُ أن يكتُبَ ، وكانَ شيخًا كبيرًا قد عَمِيَ ، فقالتْ خديجةُ : يا ابنَ عَمِّ ، اسمَعْ من ابْنِ أخِيكَ ، قالَ ورَقَةُ : يا ابنَ أخِي ، ماذا تَرَى ؟ فأَخْبَرهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خَبَرَ ما رأَى ، فقالَ ورَقَةُ : هذا النَّامُوسُ الذي أُنِزَل على موسَى ، لَيْتَنِي فيهَا جذَعًا ، ليتَنِي أكُونُ حيًّا ، ذَكَرَ حَرفًا ، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ ) . قالَ وَرَقَةُ : نَعمْ ، لم يأتِ رجلٌ بمَا جِئْتَ بهِ إلا أُوِذِيَ ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَومُكَ حيًا أنْصُرُكَنصرًا مُؤَزَّرًا . ثمَّ لم يَنْشَبْ ورقةُ أنْ تُوُفِّيَ ، وَفَتَرَ الوحْيُ فَتْرَةً ، حتى حَزِنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ .


_______________________________


يتضح تماما لكل ذى عقل من هذا الجزء الذى عرضته من الحديث الذى ورد فى صحيح البخارى صدق الرسول الكريم

فالرسول الكريم لم يطلب الذهاب إلى ورقة بن نوفل ولكن من أخذته إليه هى زوجته السيدة خديجة لأن ورقة هذا كان فى الجاهلية على النصرانية فقد كان يكتب من الإنجيل كما ورد فى الجزء الذى عرضته من الحديث وهى أى السيدة خديجة أرادت أن تعرف منه أى من ورقة هل الذى رأه الرسول فى الغار هو الوحى

إشارتى إلى أن الرسول الكريم لم يذهب من تلقاء نفسه إلى ورقة سببه نفى أية علاقة لورقة بن نوفل بالقرآن بمعنى لو إفترضنا جدلا أن الرسول الكريم كان يدعى النبوة ولم ينزل عليه القرآن لكان قد سارع بالذهاب من تلقاء نفسه إلى ورقة لكى يأخذ منه القرآن هذا إذا إفترضنا أن ورقة هو مؤلف القرآن

ومن أوثق الأدلة التى تنسف نسفا تاما الإدعاء بأن ورقة بن نوفل هو مؤلف القرآن هو رد فعل ورقة على ما سمعه من النبى الكريم فعندما سمع ورقة من النبى ما حدث له فى الغار أخبره على الفور أن هذا هو الناموس الذى نزل على موسى

ليس هذا فقط بل تعهد أى ورقة بأنه إذا ما بقى على قيد الحياة سينصر الرسول ويؤازره عندما يخرجه قومه

معنى كلام ورقة هو تيقنه من أن الذى أمامه ( الرسول الكريم ) هو النبى الخاتم وأن رسالته هى الرسالة الخاتمة نظرا لأن ورقة قرأ كتب السابقين وعرف أنه سيأتى نبى بعد عيسى عليه السلام

كاتب الشبهة التافهة يدعى بأن الرسول الكريم هو الذى إتبع ورقة بن نوفل وليس العكس بمعنى أن الرسول الكريم هو من أخذ القرآن من ورقة

لكن الجزء الذى عرضته من الحديث يعرى تماما ويفضح كاتب الشبهة لأن ورقة أقر أن ما رآه النبى هو الناموس الذى نزل على موسى عليه السلام

إذا كاتب الشبهة مُدلس لأنه إدعى أن الرسول الكريم هو الذى إتبع ورقة بينما العكس تماما هو الصحيح لأن كلام ورقة للنبى يؤكد بما لا يدع مجالا لأدنى شك إيمانه أى ورقة بصدق نبوة الرسول الكريم

لأنه تعهد فى حالة بقائه على قيد الحياة ورؤيته لقريش وهم يخرجون الرسول ويؤذونه أن ينصره نصرا مؤزرا

فمن الذى إتبع من هنا ؟؟؟!!!

كاتب الشبهة كما هى عادة المسيحيين غير المنصفين بنى شبهته الباطلة التافهة على الظن لا اليقين والبعد بين الظن واليقين كالبعد بين السماء والأرض

بمعنى أنه إفترض ( أرجو من القارئ المسيحى تحديدا الإنتباه جيدا لكلمة إفترض ) أن الرسول الكريم أخذ القرآن من ورقة ولا يملك أى دليل قاطع على إفتراضه أو إدعائه هذا

أتحدى كاتب الشبهة وأتحدى أى مسيحى على وجه الكرة الأرضية أن يأتى بدليل قاطع أو أكثر من دليل يثبت فيه أن مؤلف القرآن أو جزء منه هو ورقة بن نوفل

فمثلا لو ثبت أن الرسول الكريم كان يذهب لورقة كثيرا ويقضى معه الوقت الكثير
كان يمكن لصاحب الشبهة التافهة وقتها أن يدعى بأن الرسول كان يفعل ذلك من أجل أن يأخذ القرآن من ورقة

أقول يدعى أى صاحب الشبهة ولا يتيقن فالفرق شاسع جدا جدا جدا بين الإدعاء واليقين

لأنه حتى لو ثبت بأن الرسول الكريم كان يذهب كثيرا لورقة فما هو الدليل القاطع على أنه أى الرسول الكريم كان يقضى هذه الأوقات عند ورقة من أجل أن يأخذ منه القرآن

ففى هذه الحالة إما أن يأتى صاحب الشبهة التافهة بدليل مؤكد على أن الرسول الكريم كان يقضى كل هذه الأوقات عند ورقة من أجل أن يأخذ منه القرآن وإما أن يصمت للأبد

أخيرا : كلمة لكاتب الشبهة التافهة

للأسف الشديد جدا الحديث الذى إستشهدت به وذلك لكى تطعن فى صدق الرسول الكريم أثبت بما لا يدع مجالا لأدنى شك صدق الرسول الكريم وصدق القرآن

أى أن السحر الذى صنعته إنقلب عليك


فماذا أنت فاعل ؟؟؟!!!