لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    1,863
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    21-08-2025
    على الساعة
    10:50 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و به نستعين



    تفكّر في خلق الكون

    إن التفكر في مخلوقات الله تعالى من أكثر الوسائل التي تدعو إلى الإيمان، وتزيد اليقين لدى الإنسان، وتعرِّفه بعظمة الخالق ومدى علمه وحكمته؛ فالله عز وجل خلق السماوات والأرض بالحق، ولم يخلقهما باطلًا ولا عبثًا، ولم يخلق شيئًا سُدًى، قال تعالى{خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} [العنكبوت: 44]

    وكَم في هذا الكون من مخلوقات كثيرة لا تُعدُّ ولا تُحصى! تُرى ما الحكمة من خلق كل منها؟!
    توجد في الكون آيات باهرة تتجلى فيها قدرة الله تعالى ودلائل عظمته، ولا يزال العلم المعاصر يكتشف من الآيات ما يجعل الإنسان يشعر بعظمة هذا الخالق البارئ المصور الحكيم العظيم سبحانه.
    ويكفي أن نتدبر في أن هذا الكون بسماواته ونجومه ومجراته، وما فيه من أرضنا وما تزخر به من بحار وأنهار وأراضين وجبال وحيوانات وأشجار قد خلقه الله سبحانه وتعالى من عدم؛ لنستشعر مدى قدرة الله وعلمه وحكمته، قال تعالى{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ 30 وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ 31 وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ 32 وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [الأنبياء:30- 33]

    وحين يتفكر العاقل في خلق الله يعلم علمًا يقينيًّا أن كل ما في هذا الكون عابد لربه؛ فكل مخلوقاته تسبح بحمده سبحانه وتعالى، قال تعالى

    {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }[الجمعة: 1]، وتسجد لعظمته، قال جل ثناؤه {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18]
    وهكذا فكل هذه الكائنات تسبح وتصلي لربها، قال تعالى{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [النور: 41] ؛ وبالتالي فإن المؤمن سيرى أن الكون كله يسير كقافلة واحدة في اتجاه واحد إلى الله تعالى، فيمضي بالتالي هو أيضًا متناغمًا مع هذه المسيرة المباركة الطيبة فتهنأ حياته ويستقر وجدانه.

    دلالة خلق الكون على وحدانية الله


    إن هذا الكون الفسيح وما فيه من مخلوقات ومعجزات لهي أكبر شاهد على عِظم قدرة الله تعالى وكمال إبداعه، وإن دلَّت على شيء فإنما تدل على وحدانية الله عز وجل، وأنه لا رب سواه، ولا إله غيره، قال تعالى{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ 20 وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 21 وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ 22 وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ 23 وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 24 وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ 25 وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [الروم:20- 26]
    وقال سبحانه {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ 59 أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ 60 أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ 61 أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ 62 أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 63 أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [النمل:59- 64]
    تسخيرا وتكريما للإنسان

    حرر الله الإنسان من العبودية للأشياء والماديات؛ فجعل كل شيء في هذا الوجود وجميع ما في السماوات والأرض مذللًا للإنسان ومسخرًا له فضلًا وكرمًا من الله وحده؛ بغية تحقيق عمارة الأرض وتمام خلافته فيها، وبالأحرى كمال عبوديته فيها، والتسخير هنا بمعنيين: تسخيرللتعريف بالله وكرمه وفضله وجلاله، وتسخير بمعنى التكريم للإنسان ورفع لقدره عن الأشياء المسخرة له؛ قال تعالى {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: 13]
    ، وقال جل ثناؤه{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ 32 وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[إبراهيم:32 34]

    حتى نوقن بلقاء الله

    إن في خلق السماوات والأرض ـ ناهيك عن خلق بني الإنسان ـ دلالة واضحة على قضية البعث والنشور بعد الموت، أوَليست إعادة الخلق أسهل وأهون من خلقه أول مرة؟قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27]
    بل إن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الإنسان، قال تعالى {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [غافر: 57]
    وقال جل ثناؤه{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} [الرعد: 2]
    منقول الطريق الى السعادة





    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 09-02-2015 الساعة 05:25 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هل الله يُعذب نفسه لنفسههل الله يفتدى بنفسه لنفسههل الله هو الوالد وفى نفس الوقت المولوديعنى ولد نفسه سُبحان الله تعالى عما يقولون ويصفون

    راجع الموضوع التالي


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    1,863
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    21-08-2025
    على الساعة
    10:50 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و به نستعين






    فهو سبحانه رب العالمين وخالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ومقلب قلوبهم ومصرف امورهم لا رب لهم غيره ولا مالك لهم سواه ولا خالق الا هو سواء اعترفوا بذلك أو انكروه وسواء علموا ذلك أو جهلوه لكن أهل الإيمان منهم عرفوا ذلك واعترفوا به بخلاف من كان جاهلا بذلك او جاحدا له مستكبرا على ربه لا يقر ولا يخضع له مع علمه بأن الله ربه وخالقه.
    فالمعرفة بالحق اذا كانت مع الاستكبار عن قبوله والجحد له كان عذابا على صاحبه كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين وقال تعالى الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون وقال تعالى {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}.
    فإن اعترف العبد ان الله ربه وخالقه وأنه مفتقر اليه محتاج اليه عرف العبودية المتعلقة بربوبية الله وهذا العبد يسأل ربه فيتضرع اليه ويتوكل عليه لكن قد يطيع امره وقد يعصيه وقد يعبده مع ذلك وقد يعبد الشيطان والاصنام.
    ________________
    فالإنسان له إرادة دائمًا، وكل إرادة فلا بد لها من مُراد تَنتهي إليه، فلا بد لكل عبد من مراد محبوب هو مُنتهى حُبِّه وإرادته، فمن لم يكن اللهُ معبودَه ومنتهى حبه وإرادته، بل استَكْبر عن ذلك، فلا بد أن يكون له مراد محبوب يَستعْبِدُه غير الله، فيكون عبدًا لذلك المراد المحبوب: إمَّا المال، وإما الجاه، وإما الصُّوَر، وإما ما يَتَّخِذه إلهًا من دون الله كالشمس والقمر والكواكب والأوثان، وقبور الأنبياء والصالحين، أو مِن الملائكة والأنبياء الذين يتخذهم أربابًا، أو غير ذلك مما عُبِدَ من دون الله. وإذا كان عبدًا لغير الله يكون مشركًا، وكل مُستكبِرٍ فهو مُشرِكٌ؛ ولهذا كان فرعون من أعظم الخَلْق استكبارًا عن عبادة الله، وكان مشركًا، قال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ} -يعني فرعون- إلى قوله: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر: 27- 35].وقد وَصف فرعونَ بالشرك في قوله: {وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ} [الأعراف: 127].
    ________________

    فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا ينعم، ولا يسر، ولا يلتذ، ولا يطيب، ولا يسكن، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه، والإنابة إليه.
    ولو حصل له كلُّ ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن، ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده، ومحبوبه، ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح، والسرور، واللذة، والمتعة، والسكون، والطمأنينة.
    وهذا لا يحصل إلا بإعانة الله له؛ فإنه لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله؛ فهو دائماً مفتقر إلى حقيقة ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) فإنه لو أعين على حصول كل ما يحبه، ويطلبه، ويشتهيه، ويريده، ولم يحصل له عبادة ربه - فلن يحصل إلا على الألم، والحسرة، والعذاب، ولن يَخْلُصَ من آلام الدنيا، ونكد عيشها إلا بإخلاص الحب له؛ بحيث يكون الله غاية مراده، ونهاية مقصوده. ص138
    وبذلك يصرف الله عن أهل الإخلاص لله السوء والفحشاء كما قال - تعالى - : ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) [يوسف 24] فإن المخلص لله ذاق من حلاوة عبوديته ما يمنعه من محبة غيره؛ إذ ليس عند القلب السليم أحلى، ولا ألذُّ، ولا أطيب، ولا أسر، ولا أنعم من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته لله، وإخلاص الدين له، وذلك يقتضي انجذاب القلب إلى الله، فيصير القلب منيباً إلى الله، خائفاً منه، راغباً، راهباً. ص139 – 140
    وإذا كان العبد مخلصاً له اجتباه ربه، فأحيا قلبه، واجتذبه إليه، فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء، ويخاف ضد ذلك.
    بخلاف القلب الذي لم يخلص لله؛ فإنه فيه طلباً، وإرادة، وحباً مطلقاً، فيهوى كلَّ ما يسنح له، ويتشبث بما يهواه، كالغصن أي نسيم مرَّ به عطفه، وأماله، فتارة تجتذبه الصور المحرمة، وغير المحرمة، فيبقى أسيراً عبداً لمن لو اتخذه هو عبداً له لكان ذلك عيباً ونقصاً وذماً.
    وتارة يجتذبه الشرف والرئاسة، فترضيه الكلمة، وتغضبه الكلمة، ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل، ويعادي من يذمه ولو بالحق.
    وتارة يستعبده الدرهم والدينار، وأمثال ذلك من الأمور التي تستعبد القلوبَ، والقلوبُ تهواها، فيتخذ إلهه هواه، ويتبع بغير هدى من الله.
    ومن لم يكن خالصاً لله، عبدا ًله، قد صار قلبه مُعَبَّداً لربه وحده، لا شريك له بحيث يكون الله أحب إليه مما سواه، ويكون ذليلاً له خاضعاً، وإلا استعبدته الكائنات، واستولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء و الفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، وهذا أمر ضروري لا حيلة فيه. ص140 - 142

    من كتاب العبودية لأبن تيمية


    عبودية المسلم لله عزّ وجلّ هي التي أمر بها سبحانه في كتابه وأرسل الرسل لأجلها كما قال تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) النحل - 36
    والعبودية في اللغة مأخوذة من التعبيد تقول عبّدت الطريق أي ذللته وسهلته ، وعبودية العبد لله لها معنيان عام وخاص ، فإن أريد المُعبّد أي المذلل والمسخر فهو المعنى العام ويدخل فيه جميع المخلوقات من جميع العالم العلوي والسفلي من عاقل وغيره ومن رطب ويابس ومتحرك وساكن وكافر ومؤمن وبَرٍّ وفاجر فالكل مخلوق لله عز وجل مسخر بتسخيره مدبر بتدبيره ولكل منهم حدٌّ يقف عنده .
    وإن أريد بالعبد العابد لله المُطيع لأمره كان ذلك مخصوصا بالمؤمنين دون الكافرين لأن المؤمنين هم عباد الله حقا الذين أفردوه بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ولم يشركوا به شيئاً . كما قال تعالى في قصّة إبليس : قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(39) إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ(40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ(41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ . سورة الحجر
    أما العبادة التي أمر الله بها فهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك فيدخل في هذا التعريف الشهادتان والصلاة والحج والصيام والجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله والملائكة والرسل واليوم الآخر وقوام هذه العبادة الإخلاص بأن يكون قصد العابد وجه الله عز وجل والدار الآخرة قال تعالى { ويتجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ) الليل 17-21.
    فلا بد من الإخلاص ثم لا بد من الصدق : بأن يبذل المؤمن جهده في امتثال ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه والاستعداد للقاء الله تعالى وترك العجز والكسل وإمساك النفس عن الهوى كما قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } التوبة 119.

    ثم لا بد من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيعبد العابد الله تعالى بوفق ما شَرَع عزّ وجلّ لا بحسب ما يهوى المخلوق ويبتدع وهذا هو المقصود باتّباع النبي المرسل من عند الله محمد صلى الله عليه وسلم فلا بد من الإخلاص والصدق والمتابعة فإذا عُرفت هذه الأمور تبين لنا أن كل ما يضاد هذه التعاريف فهو من العبودية للناس فالرياء هو عبودية للناس والشرك هو عبودية للناس وترك الأوامر واسخاط الرب مقابل رضى الناس عبودية للناس وكلّ من قدّم طاعة هواه على طاعة ربه فقد خرج عن مقتضى العبودية وخالف المنهج المستقيم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار وتعس عبد الدرهم وتعس عبد الخميصة وتعس عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش .
    والعبودية لله تجمع وتتضمن المحبة والخوف والرجاء فالعبد يحبّ ربّه ويخاف عقابه ويرجو رحمته وثوابه فهذه أركانه الثلاثة التي لا تقوم إلا بها .
    والعبودية لله شرف وليست مذلّة كما قال الشاعر :
    ومما زادني شرفا وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا
    دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيّرت أحمد لي نبيا
    نسأل الله أن يجعلنا من عباده الصالحين وصلى الله على نبينا محمد .

    الإسلام سؤال وجواب





    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 14-05-2015 الساعة 01:47 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هل الله يُعذب نفسه لنفسههل الله يفتدى بنفسه لنفسههل الله هو الوالد وفى نفس الوقت المولوديعنى ولد نفسه سُبحان الله تعالى عما يقولون ويصفون

    راجع الموضوع التالي


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    1,863
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    21-08-2025
    على الساعة
    10:50 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و به نستعين






    قال بعضهم: العبادة غاية الخضوع مع غاية المحبَّة، أيْ أعلى درجة من درجات الطاعة، والخضوع، والاستسلام، والانقياد، مع أعلى درجة من درجات المحبَّة والولاء، إذا توافر الخضوع مع المحبَّة فكانت هي العبادة.
    بعضهم يفرِّق بين العباد وبين العبيد، فالعبادُ ينسَبون إلى الله عزَّ وجل، والعبيد ينسَبون إلى ما سوى الله عزَّ وجل، لأن هناك فرقاً كبيراً جداً بين عبودية الإنسان للإنسان، وبين عبودية الإنسان للواحد الديَّان، عبودية الإنسان للإنسان أن يأخذ السيِّد كل خير العبد، وعبودية الإنسان لله عزَّ وجل للإنسان أن يأخذ العبد كل خير سيده.
    فرقٌ كبير، عبودية الإنسان لله كلها كسب، كلها خير، كلها نجاح، كلها فوز، كلها فلاح، كلها سعادة، وعبودية الإنسان للإنسان أن يأخذ السيِّد من العبد كل شيء، أما عبودية الإنسان لله أن يأخذ العبد من سيِّده كلَّ شيء، بين أن تدفع كل شيء وبين أن تأخذ كل شيء فرقٌ كبير، وبونٌ شاسع.
    قال تعالى:
    ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)﴾

    أيها الإخوة الأكارم... هذه الآية الكريمة أصلٌ في تعريف العبودية، لأنك إذا أحببت هذه الأشياء كلها من أبٍ، أو ابنٍ، أو أخٍ، أو زوجٍ، أو عشيرةٍ، أو مالٍ وفير، أو تجارةٍ رابحة، أو مسكنٍ ترضاه، إذا أحببت هذا أكثر من حبك لله، حَمَلَكَ حبك لهذه الأشياء على أن تفسق، ومتى فسق الإنسان انقطع عن الواحد الديان، متى خرج الإنسان عن أمر الله، متى انتهك حُرُمات الله، متى وقع في معصية كانت حجاباً بينه وبين الله، والله سبحانه وتعالى تلطَّف وقال: ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ ( سورة التوبة: من آية " 24 " )

    أيّ أنتم في مكانكم، لا تبرحون، لا تتقدَّمون، الطريق إلى الله أصبحت مسدودة، لأنكم أحببتم هذه الأشياء أكثر من حبكم لله عزَّ وجل.
    يا أيها الإخوة المؤمنون:
    ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ﴾ ( سورة الرعد: من آية " 15 " )

    الجمادات تسجدُ لله كرها، لكن الإنسان بما آتاه الله من عقلٍ راجح، وبما أودع فيه من شهوات تُعْينه على التقرُّب إلى رب الأرض والسماوات، بما سخَّر له من الكون، بما سخَّر له ما في الأرض جميعا، الإنسان لأن الله كرَّمه وفضَّله على كثيرٍ ممن خلق مؤهَّلٌ أن يعبد الله طوعاً لا كرهاً.
    قيل: " من عرف نفسه عرف ربه ". أيْ من عرف فقره عرف الغني، ومن عرف ضعفه عرف القدير، ومن عرف عجزه عرف الحكيم، ومن عرف جهله عرف العَليم، ومن عرف فناءه عرف الباقي، إذا عرفت نفسك عرفت ربك.
    يا أيها الإخوة الأكارم... معنىً دقيق ؛ كيانك، وجودك، أجهزتك، أعضاؤك، كلها قائمةٌ بالله عزَّ وجل. أبسط مثالٍ على هذا: أنَّ أحداً من أعضائك، أن بعض أجهزتك، أن جزءاً من أنسجتك، أن بعضاً من خلاياك لو اختل، أو أصابه العَطَب لأصبحت حياة الإنسان جحيماً.
    إذاً أنت فقير والله الغني، أنت ضعيف والله القوي، أنت عاجز والله الحكيم، أنت فانٍ والله الباقي، من عرف نفسه عرف ربَّه، ومن جهل نفسه لم يتعرَّف إلى ربه.

    يا أيها الإخوة المؤمنين... من عرف الله أحبَّه، ومن عرف الله زهد فيما سواه، وتعدُّ درجة المحبة متناسبةً تماماً مع درجة المعرفة، لهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام أشدَّ الخَلْق حباً لله، لأنه كان أعظمهم معرفةً بالله، كلَّما ارتقت معرفتك ازداد حبُّك، من هنا قال عليه الصلاة والسلام:
    (( أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً ))
    ليس في الكون جهةٌ تستحق محبَّتك إلا الله، ليس في الكون جهةٌ تستحق أن تضيع العمر كله من أجلها إلا الله.
    يا أيها الإخوة المؤمنين... النبي عليه الصلاة والسلام لأنه عرف الله أكثر من كل الخلق أحبَّه أكثر من كل الخلق، ولأنه أحبه أكثر من كل الخلق كانت قرَّة عينه في الصلاة، وكان يسأل الله عزَّ وجل الشوق إلى لقائه، ولذَّة النظر إلى وجهه الكريم، ولما خُيِّر النبي عليه الصلاة والسلام بين البقاء في الدنيا، وبين اللحوق بربه، اختار الرفيق الأعلى.
    يا أيها الإخوة المؤمنون... الحب في الدين بمثابة الروح في الجسد. " ألا لا إيمان لمن لا محبة له، ألا لا إيمان لمن لا محبة له، ألا لا إيمان لمن لا محبة له ".
    والعبوديَّة لله عزَّ وجل تقتضي المحبة أعلى درجات المحبة، وتقتضي الطاعة أعلى درجات الطاعة.
    إذاً العبودية لله عزَّ وجل طاعةٌ طوعية، ممزوجةٌ بمحبةٍ قلبية، تسبقها معرفةٌ يقينية، تفضي إلى سعادةٍ أبديَّة.

    يا أيها الإخوة الأكارم... الحيُّ القيوم من معانيها أنه لا قيام لمخلوقٍ إلا بالله عزَّ وجل، أما الله سبحانه وتعالى فقيامه بذاته، أنت مفتقرٌ إليه.

    قال بعض العلماء: إنما عَبد الله من يرضيه ما يرضي الله، ومن يسخطه ما يسخط الله، ومن يحب ما يحب الله ورسوله، ومن يبغض ما يبغض الله ورسوله، ومن يوالي أولياء الله، ومن يعادي أعداء الله، إن فعل هذا فقد استكمل الإيمان.
    فقد روى أبو داودٍ بسندٍ صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


    ((من أحبَّ لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان ))
    سيدنا سعد رضي الله عن سعد حينما وقف أمام النبي صلى الله عليه وسلَّم قبيل معركة بدرٍ خطيباً، فقال: " يا رسول الله لقد آمنَّا بك وصدَّقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فامضِ يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، لا يتخلَّف منَّا رجل، فصل حبال من شئت، ونحن معك، واقطع حبال من شئت، ونحن معك، وسالِم من شئت، وعادي من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، فوالذي بعثك بالحق للذي تأخذه أحبُّ إلينا من الذي تدعه ".
    هذا أثرٌ من أثر المحبة، المحبة إحساسٌ بالقلب، ولكنها تترجم إلى عمل، تترجم إلى انضباط، تترجم إلى استقامة، تترجم إلى وقوفٍ عند حدود الله
    المحبة شيءٌ يكون في القلب، ولكن لابدَّ من أن تظهر على الجوارح والأعضاء، لابدَّ من أن تجسَّد المحبة ورعاً، و.. " ركعتان من ورع خيرٌ من ألف ركعة من مخلِّط ". لابدَّ من أن تجسَّد المحبَّة استقامةً على أمر الله..

    ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ ( سورة فصلت: من آية " 30 " )
    لابدَّ من أن تجسَّد المحبة عملاً صالحاً، وبذلاً، وعطاءاً..
    ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ ( سورة محمد: من آية " 2 " )

    يا أيها الإخوة المؤمنون... روى الإمام أحمد في مسنده أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(( أوثق عُرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله ))
    أيْ العُروة الوثقى التي لا تنفصم ؛ أن تجعل أساس العلاقة بينك وبين الله هو الحب، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أوجدك ولم تكُن شيئاً مذكوراً، وهو الذي خلقك ليسعدك.. ﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ ( سورة هود: من آية " 119 " )

    يا أيها الإخوة المؤمنون... وفي حديثٍ آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم:(( أنه ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان... ))
    من هم هؤلاء الثلاثة ؟..
    (( من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما... ))
    ( من مختصر تفسير ابن كثير )
    امرأةٌ من الأنصار كان زوجها، وأبوها، وأخوها، وابنها في معركة أُحُد، فلما ذهبت بعد انتهاء المعركة إلى أرض المعركة كي تتفقَّد أباها، وأخاها، وزوجها، وابنها رأتهم قُتِلوا جميعاً. كانت تقول: ما فعل رسول الله ؟ إلى أن قيل لها: إنه كما تحبين. قالت: أروني أنظر إليه، فلما نظرت إليه قالت: " يا رسول الله كل مصيبةٍ بعدك تهون ". هذه محبة.
    صحابيٌ كان يمشي مع النبي عليه الصلاة والسلام، رأى في يده خاتماً، فكأنه عرف النبي عليه الصلاة والسلام لا يرضيه أن يضع الرجل في يده خاتماً من ذهب، فأمسكه النبي ورماه في الأرض، فقيل له: خذ الخاتم وانتفع بثمنه، قال: والله لا آخذ شيئاً رماه رسول الله. هذه محبَّة.
    المحبة أيها الإخوة ترقى بك إلى أعلى عليين، وسببها هو المعرفة، لذلك أكبر أعداء الإنسان الجهل، إذا عرفت الله أحببته، وإذا عرفت الله زهدت فيما سواه..


    والحمد لله رب العالمين

    منقول بتصرف
    لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1989-05-26




    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 14-08-2015 الساعة 05:27 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هل الله يُعذب نفسه لنفسههل الله يفتدى بنفسه لنفسههل الله هو الوالد وفى نفس الوقت المولوديعنى ولد نفسه سُبحان الله تعالى عما يقولون ويصفون

    راجع الموضوع التالي


لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لماذا خلقنا الله ؟ لماذا العبادة ؟
    بواسطة محبة الرحمن في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 18-08-2014, 01:11 AM
  2. ** لماذا خلقنا الله عز وجل وهو غنى عنا **
    بواسطة نضال 3 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-03-2009, 10:24 PM
  3. لماذا خلقنا الله ؟
    بواسطة الأنبا الدين74 في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 12-09-2007, 09:36 PM
  4. معنى العبودية التى خلقنا الله سبحانه لها !!!
    بواسطة أبو عبد الوهاب في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-09-2007, 09:11 PM
  5. لماذا خلقنا الله ؟؟؟؟؟؟؟
    بواسطة I.m.I في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-05-2006, 12:29 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟

لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟