الأخ الشهاب الثاقب
نحن هنا نتكلم عن الناس تحديدًا، وليس عن غيرهم من الخلق، فيوجد اختلاف بين كائن مكلَّف وكائن غير مكلَّف، فهما لا يقعان تحت حكم واحد، ولذلك فكلامي عن الإنسان لا عن غيره من الكائنات.
وقد قال الإمام مالك بما معناه:"كل يؤخذ منه ويرد، إلَّا الرسول".
وبناء عليه أقول: لو افترضنا أنَّ الله قدَّر لفلان أنْ يكون شقي في كل حياته، وكان وقت رسالة رسول من الله؛ فكيف يستقيم تقدير الشقاء على كل حياة هذا الإنسان، وبين أنْ يكون مشمول برسالة الرسول، فهل رسالة الرسول ستجعله يكون سعيدًا وقد قدر الله عليه الشقاء في الحياة منذ أنْ يُولد، بحيث لا يمكن له الخروج عن سجن الشقاء ولا بأن حال؟!
الله جعل الإنسان حرًا، وحريته قد تجعله يشقى، وقد تجعله يسعد، وقد تجعله تارة يشقى وتاره يسعى يسعد، والكتابة على الناس لا تكون قبل العمل، بل في حال العمل، وليس بعد العمل.
أنا أعرف أننا إزاء مسألة ليس من السهل جعل كل الناس أنْ تتفق عليها، ولكننا لا شك نتفق على جزئيات كثيرة، وقد تكون هناك جزئيات قليلة لا نتفق عليها.
ليس المطلوب أنْ نتجه إلى الضيف برأي واحد، فتعدد الآراء مفيد على رأي أهل السنة والجماعة.
المفضلات