هل اطلع النبي :salla-s: على التلمود ؟
لا شكّ أنّ محمدًا :salla-s: لم يعرف طريقًا إلى التلمود، لأسباب كثيرة، منها:
١. يقول ((دليل كمبردج للتلمود والأدبيات الحاخاميّة))
The Cambridge
Companion to the Talmud and Rabbinic Literature
إنّ التلمود البابلي ((يضمّ تراثًا يمتد في أدنى الأحوال على مدى ٥٠٠ سنة ( 200م - 700م )٥٢٢ . جلّ هذا التراث لا يمكن تحديد تاريخه بدقة؛ولذلك فإنه ليس بإمكاننا أن نعرف إذا كان مصدر ( تراث ما منه ) يعود إلى بداية هذه الفترة أو آخرها ٥٢٣ ،وصرّح الناقد الكبير ((جونتر ستمبرجر)) Günter Stemberger في بحثه المعنون ب((تأريخ التراث الحاخامي Dating RabbinicTraditions ٥٢٤ بترجيحه أن يكون التلمود البابلي قد انتهي من تأليفه بعد ظهور الإسلام: " تاريخ في فترة مابعد الغزو الإسلامي يبدوا أكثر واقعية " a date somewhere after the Islamic conquest seems to be
((more realistic٥٢٥ ..
فمن أين للجازم أنّ يحسم القول إنّ القرآن الكريم قد أخذ من التلمود البابلي ٥٢٦ وأنّ (المقتبَس) هو تراث يهودي سابق للإسلام لا لاحق له،خاصة أنّ بابل (العراق) قد فتحت سنة ٦٣٣ م، وأصبحت معقلًا للثقافة الإسلاميّة في ذات القرن السابع الميلادي؟!
٢. كتب التلمود بالآراميّة وبالعبريّة، ولا تعرف له قطعًا ترجمة عربيّة زمن البعثة النبويّة، بل ولا تعرف ترجمة عربيّة البتّة.
٣. إذا كان قد ثبت بالدليل القاطع- كما بيّناه سابقًا، وسيزداد وضوحًا لاحقًا - أنّ الرسول :salla-s: لم يطّلع على العهد القديم الذي كان متاحًا لعامة اليهود؛ فكيف سيطّلع على التلمود الذي لا يتداوله إلاّ خاصة الأحبار؟!
٤. التشابهات الحقيقية بين بعض التفاصيل التلموديّة وبين ما جاء في القرآن الكريم (وهي قليلة جدًا)، لا نجد في كلام المفسرين من الصحابة والتابعين - وفيهم من كان قبل إسلامه على دين أهل الكتاب - أثراً لنسبتها إلى أخبار بني إسرائيل أو إضماراً - مما ينفي أن تكون حاضرة في ثقافة الجزيرة العربيّة لأهل الكتاب والوثنيين، رغم أنّ السياق يقتضي استحضارها في مقام تفسير النصوص القرآنيّة.
٥. هذه التشا بهات القليلة لا يمكن البتّة أن تشرح ما يدّل عليه القرآن الكريم من معرفة (صاحبه) بالتفاصيل الدقيقة والواسعة الواردة في أسفار التناخ، كما أنّ هذه التفاصيل مجتمعة لاتبلغ عشر معشار التشابهات الموجودة بين القرآن الكريم والعهد القديم!!.____________________________________
٥٢٢
اختلف النقاد في زمن الانتهاء من صياغة التلمود البابلي بين ٥٠٠ م و ٧٠٠ م، وليس عند من يقررون أنّ زمن الانتهاء من الصياغة هو سنة ٥٠٠ م دليل حاسم للنزول إلى هذا التاريخ،كما أ م هم أنفسهم لا ينكرون أنّ تنقيح التلمود والإضافة إليه كان ممارسًا على مدى القرن الثامن على يد الأحبار ((السفورايم)) ((סבוראים)).
٥٢٣
Charlotte Elisheva Fonrobert and Martin S. Jaffee, eds.
The
Cambridge Companion to the Talmud and Rabbinic Literature
Cambridge: Cambridge University Press,2007. p.59
٥٢٤
جونتر ستمبرجر (ولد ١٩٤٠ م): عضو الأكاديميّة النمساويّة. حاصل على دكتوراه فخريّة من الكليّة اللاهوتيّة لجامعة جوتنجن. عمل في مؤسسة الدراسات اليهوديّة في جامعة فيينا كما درّس في جامعة كولونيا.
٥٢٥
Reimund Bieringer and others, eds.
The New Testament and
Rabbinic Literature, Leiden: BRILL,2009.p.82
٥٢٦
المقصود طبعًا (الجماره) لا (المشناه).
التعديل الأخير تم بواسطة christina ; 25-05-2012 الساعة 06:09 PM
[CENTER][SIZE=5]سوف يحيا الجهاد *** سوف يحيا الأمل
[/SIZE][/CENTER]
المفضلات