٣ - مصدر قول من قال إنّ السامريين هم قوم كانوا يقولون ((لا مساس)) هوفهمهم السطحي للآيةالقرآنيّة؛ فقد استنبطوا مما لحق بالسامري في قصّته مع ((موسى)) عليه السلام أنّ قومه قد ورثوا ما ابتلي به.
٤ - لم يعرف ((جايجر)) نفسه كيف (يمنطق) هذه الشبهة؛ ولذلك أكثر من التردّد والاعتراف بعجزه عن ضبط مصادر لها.
٥ - لا علاقة البتّة من الأوجه الفونولوجيّة والإتيمولوجيّة والمذهبيّة والتاريخيّة بين(الفريسيين) و(السامرييين)؛ فكيف يفترض ((جايجر)) قسرًا جمع العرب بينهما!
_______________
٤٧٥
لا بدّ أن نعترف - بكل أسف - أنّ عامة ما كُتب باللغة العربيّة عن التلمود لا يكاد يصنّف خا رج دائرة (السباب) و(الكلام العائم)، رغم أنّ الدراسات التلموديّة تعتبر من أدقّ التخصصات العلميّة في الغرب، وهوتخصص يحتاج أدوات علميّة عاليّة وتمكّن معرفي وصبر على البحث. نحن في بلادنا - للأسف الشديد - لا نعرف ترجمة عربيّة واحدة للتلمود، فكيف سنتحدّث عن (الدراسات التلموديّة) ..؟!!
لا بدّ أن نخرج من دائرة (الكلام الإنشائي) عن اليهوديّة والتلمود، ونتجاوز (عبثيّات) الكلام الخطابي الموصول بشعارات جاهليّة تركب متن (القوميّة العربيّة)، وندرس اليهوديّة من أصولها ومراجعها المعتبرة في ضوء حقائق الوحي (القرآن الكريم والسنّة النبويّة) والأدوات المعرفيّة المعتبرة.
إنّ التلمود – بالتاء المفتوحة لا المضمومة كما هو شائع! - في الذهنيّة العربيّة هو في اختزال مخل جدًا: (كتاب سري مخيف)!! لكنّه في حقيقة أمره يمثّل التراث الشفهي اليهودي الذي يجمع الحق والباطل، وفيه بقيّة من رسالات الأنبياء مع كم هائل من خيالات الأحبار واجتهاداتهم. وهو يجمع إلى الأهواء البشريّة المنحرفة، بعض الحِكم النديّة. ولا تزال الدراسات الغربيّة اليوم – رغم ما بذلت من جهد - على شاطئه تحاول الغوص في أعماقه ومعرفة منابعه. وقد صدر كتاب ((التلمود، كتاب اليهود المقدس)) للدكتور ((أحمد أبيش)) – دار قتيبة ٢٠٠٦ - وقدّم له المؤرّخ ((سهيل زكّار)) رحمه الله، كمدخل لدراسة التلمود بنفس علمي يجمع بين الرؤية القرآنيّة الأصيلة والقراءة العلميّة الموضوعيّة الهادئة، ولعلّه يكون بداية لتأسيس مكتبة عربيّة علميّة جادة في هذا الموضوع؛ للخروج من مرحلة (الطيش الصبياني) التي يمثّلها الكتاب المزيّف بإجماع المتخصصين (بروتوكولات حكماء صهيون) والكتابات الخطابيّة (الجوفاء) التي تضخّها مطابعنا والتي تنفي عن أمتنا كلّ تقصير أو انحراف، وترى أنّ (حكماء صهيون) هم الذي يتصرفون في الكون ويعلمون السرّ وأخفى .. وهو منهج (التخدير) الذي يلبس لبوس (الوعي السياسي) .. وقد نسي هؤلاء أنّ أمتنا لا تهزم البتّة من خارجها، وإنّما هزيمتها لا تكون إلاّ من داخلها حين تترك الانتصار لرسالة الوحي التي نزلت بين أظهرها، وصدق ربّي إذ قال:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ " سورة محمد/ الآية ( 7 )
٤٧٦
هي تسمية غير صحيحة لأنّ هذا التلمود لم يكتب في (أورشليم) وإنما كتب في (طبرية)، ولكننا مع ذلك سنحافظ عليها مراعاة للعرف.
٤٧٧
انظر؛ أحمد أبيش، التلمود،كتاب اليهود المقدس، ص 33
٤٧٨
سورة طه/ الآيات ( 95 - 97 )
٤٧٩
A. Geiger, Judaism And Islam, p.133 - 132
المفضلات