بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَأوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
حضرتك اختنا الكريمة إدعيت بأنه "ورد نصح قرآني صريح بافضلية الرجل على المرأة" ثم ما وجدت من حضرتك إلا أنك ما قدمتي إلا آية "غير صريحة على الإطلاق" ثم تفسير يؤيد ما تصبون إليه ، فحصرتي معنى الآية الكريمة في تفسير ، يعلم الجميع أنه إجتهاد بشري يخطأ ويصيب ، ومما يدل على ذلك العديد من العلماء الأخرين الذين فسروا الآية بالعديد من الطرق الآخرى مثل:
تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي : اعلم أنه تعالى قال: { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } [النساء: 32] وقد ذكرنا أن سبب نزول هذه الآية أن النساء تكلمن في تفضيل الله الرجال عليهن في الميراث، فذكر تعالى في هذه الآية أنه إنما فضل الرجال على النساء في الميراث، لأن الرجال قوامون على النساء، فإنهما وإن اشتركا في استمتاع كل واحد منهما بالآخر، أمر الله الرجال أن يدفعوا إليهن المهر، ويدروا عليهن النفقة فصارت الزيادة من أحد الجانبين مقابلة بالزيادة من الجانب الآخر، فكأنه لا فضل ألبتة، فهذا هو بيان كيفية النظم. وفي الآية مسائل:
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي : إذا فقوامه الرجال جاءت للنساء براحة ومنعت عنهن المتاعب. فلماذا تحزن المرأة منها؟ فـ { ٱلرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ } أي قائمون إقامة دائمة؛ لأنه لا يقال قوّام لمطلق قائم، فالقائم يؤدي مهمة لمرة واحدة، لكن " قوّام " تعين أنه مستمر في القوامة. { ٱلرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } وما دمنا نكدح ونتعب للمرأة فلا بد أن تكون للمرأة مهمة توازي ذلك وهي أن تكون سكناً له، وهذه فيها تفضيل أيضاً.
- إذا فبطل إستنتاج حضرتك أن الآية الكريمة [النساء : 34] هي نصح قرآني صريح بافضلية الرجل على المرأة ، لوجود العديد من الآراء والتفاسير الخاصة بها، بل ويدعم القول الثاني قوله تعالى {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء : 32] ، فهذه الآية موجهه لكل من الرجل والمرأة ، ولو كانت موجه للمرآة فقط لقالت "ولا تتمني ما فضل الله به الرجل عليك" بل اوضحت ان لكل منهما تفضيل ، ونهت أن يتمنى أي منهما ما فُضل به!
هل يخالف هذا ما اوضحته لحضرتك سابقا ، أي هل لديكم إعتراض أو تعليقا عليه؟!
ما إستشهدت بالحضارات السابقة ، إلا لتوضيح أن الإسلام ما جاء ليخترع أو يبتدع عقوبة ضرب المرأة ، بل جاء ليحد من تلك الممارسة ، فلا تكون إلا بعد نفاذ كافة الوسائل ، وحتى إذا وصلنا لمرجلة الضرب "وقد صار صعبا بل مستحيلا"، فلا يكون ضربا عشوائيا كما هي العادة قبل الإسلام بل بشروط خاصة "حق المر أة على الزوج أن يطعمها إذا طعم ، و يكسوها إذا اكتسى ، و لا يضرب الوجه ، و لا يقبح ، ولا يهجر إلا في البيت" (معاوية بن حيدة القشيري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3149 - خلاصة حكم المحدث: صحيح)
- لا أجد نقاط أخرى لم يتم الرد عليها ، وحضرتك لم تعلقي على ما طلبته من حضرتك من نقاط ، أرجوا أن نكون قد إنتهينا منها ، ونعود للرد على باقي الإسئلة في المشاركة الأولى إن شاء الله تعالى!
المفضلات