بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعلم حقيقة ما وجه الشبهة أو الإعتراض على أمر كذلك يؤمن به المسلم وعير المسلم ، المتدين وغير المتدين ، بل كل إنسان على وجه الأرض يعلم أن الرجل أكثر من المرأة قوة جسدية وبدنية؟!
هل نحن مطالبون مثلا بتقديم دليل طبي وقرينة علمية لتلك النقطة ، التي يراها كل عاقل؟! ومع ذلك لا مشكلة أبدا:
ولم نختلف في تلك النقطة؟! بل أؤكدها، فإن أثبتنا أن الرجل أكثر قوة من المرأة والمرأة أكثر عاطفة من الرجل ، أي كليهما يتميز بصفات تختلف عن الآخر ، فلزم الإختلاف في الحقوق والواحبات بين كليهما، من لدن حكيم خبير بشؤن خلقة {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك : 14]اقتباس(On average, males are physically stronger than females. The difference is due to females, on average, having less total muscle mass than males, and also having lower muscle mass in comparison to total body mass. While individual muscle fibers have similar strength, males have more fibers due to their greater total muscle mass. The greater muscle mass of males is in turn due to a greater capacity for muscular hypertrophy as a result of men's higher levels of testosterone. Males remain stronger than females, when adjusting for differences in total body mass. This is due to the higher male muscle-mass to body-mass ratio.[Maughan R J, Watson J S, Weir J (1983). "Strength and cross-sectional area of human skeletal muscle". The Journal of Physiology 338 (1): 37–49.]):(Wikipedia, the free encyclopedia - Sex differences in humans - Skeleton and muscular system - Strength, power and muscle mass)
وعليه كانت الحقوق والواجبات التي حددها الله تعالى ، طبقا لظروف كل منهما ، ونقاط تفضيل وتميز كل منها على الأخر {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء : 32]
ولم يرد نصا صريحا بأفضلية الرجل على المرأة؟! بل ورد أن كل منهما مفضل على ألأخر في جوانب معينة {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء : 32] ، " إنما النساء شقائق الرجال" (الراوي: عائشة و أنس بن مالك و أم سليم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1983 - خلاصة حكم المحدث: صحيح)
والرجل آيضا تم تميزة في جوانب معينة وليس عامة على جنس المرأة ، فإن كان مقصد حضرتك أن المرأة فضلت إن كانت أما كما في قول النبي" جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال " أمك " قال : ثم من ؟ قال " ثم أمك " قال : ثم من ؟ قال " ثم أمك " قال : ثم من ؟ قال " ثم أبوك " . وفي حديث قتيبة : من أحق بحسن صحابتي ؟ ولم يذكر الناس." (الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2548 - خلاصة حكم المحدث: صحيح)
فبالمثل قد أقول لحضرتك بهذا المنطق أن الإسلام قد فضل المرأة في حالات معينه كالميراث مثلا حينما أعطاها أكثر من الرجل في حالة كونها أبنة لمتوفي فتأخذ هي نصف الميراث بينما يأخذ جدها الذكر أقل؟! {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء : 11]
- رأي حضرتك الشخصي ، دون أدنى دليل واضح؟!
- لن أزيد ثانيا في موضوع المتاع ، فأظن أننا قد أوضحناه بالتفصيل ، ولسنا ملزمين بإقناع حضرتك أن المتعة تكون لكل منهما ويشترك كلا المستمتعين بالأخر تماما؟! {.... رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ....} [الأنعام : 128]
فلا يوجد شيئا إسمه متعة فردية ، او أن كلمة متعة كلمة توحي بالدونية أو الأقلية ، فلقد تم إقرانها بكلا الجنسين؟!
- وقد سألت حضرتك سؤلا بهذا الشأن: هل بهذا القياس ، يعيب النص القرآني في البنين آيضا الذين هم منهم الأولاد والبنات كما جاء في الآية {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران : 14]
انا لا أراه إذلالا؟! ولكني أتكلم من منطق حضرتك الذي أعتبر الطاعة إذلالا؟! فهو آيضا إذلالا للرجل بالعمل والجد والتعب طوال الليل والنهار لتوفير حاجات زوجته!
لا أعلم ما سبب ضم حضرتك حديثا أوردته منقصلا تماما كقول الرسول"خيركم خيركم لأهله، و أنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم، و لا أهانهن إلا لئيم" (الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4102 - خلاصة حكم المحدث: صحيح)، والذي هو حديث منفصل تمام ولا أراه جاء لشرح آية معينة؟! ولكن حضرتك من اورده ضمن مجموعة من الأحاديث الأخرى التي جاءت لشرح بعض الآيات ، ثم وضعت قاعدة عامة أن كل هذه الاحاديث جاءت لتشرح مواقف معينة لآيات معينة! والحديث السابق واضح وضوح الشمس أنه منقصل وعام! فهل لي أن أعرف الحكمة من هذا الفعل؟!
حينما يكون الضرب مباحا في الجاهلية وفي كل الحضارات قبل الإسلام ، عند كافة الأديان (*) ، ثم يأتي الإسلام ويجعله حلا أخير ومستحيلا ، بعد الوعظ بالحكمة ثم الهجر {.... وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء : 34]، فنفهم من هنا آن الآية جاءت لتشجيع الضرب وإباحته في الأصل؟!
حقيقة لا أعرف لماذا تفضلين حضرتك خلط العديد من المواضيع الواضحة؟! فلم يرد من الآية انه يشترط لمسأله الصلح تنازل المرأة عن بعض حقوقها؟! بل {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء : 128] ، فتنازل المرأة عن بعض حقوقها قد يكون بعض طرق الصلح لا قصرها! وقد تكون هي الأخرى من مراحل الصلح في مرحلة الوعظ والهجر في حالة نشوز المرأة {.... فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ...} [النساء : 34] ، فقد يتنازل الرجل هو الأخر عن بعض حقوقه ، وهو أكيد عندما يتنازل عن حقه الشرعي حينما يهجر زوجته؟!
{ فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً } والصلح هنا مهمة الاثنين معاً؛ لأن كل مشكلة لا تتعدى الرجل والمرأة يكون حلها يسيراً، والذي يجعل المشكلات صعبة هم هؤلاء الذين يتدخلون في العلاقة بين الرجل والمرأة، وليس بينهما ما بين الرجل والمرأة، والرجل قد يختلف مع المرأة ويخرج من المنزل ويهدأ ويعود، فتقول له الزوجة كلمة تنهي الخلاف لكن إن تدخل أحد الأقارب فالمشكلة قد تتعقد مِن تدخل من لا يملك سبباً أو دافعاً لحل المشكلة. (تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي)
ما أرجوه أن تتركي لحضرتك الفهم ليفهم ما هو واضح ، لا توجيه الفكر ليفهم ما نريده من أحكام مسبقة والتي مهما حدث وأتضح من الأدلة ، فلا نرغب في تغيره!
نسأل الله تعالى التوفيق للجميع، وفي إنتظار رد حضرتك ن ونامل أن يكون هناك جديدا هذه المرة!
المفضلات