تحية طيبة وبعد

قرأت مداخلتك ووجدت بها هذا
1 - سؤالك عن معني كلمة ( مسلم ) حيث قلت أن مسلم هي تعني أنه من أسلم وجهه لله أي أن المسيحي واليهودي بهذا المعني يكونان مسلمين .
وطلبت الدليل وإليك دليل من القرآن نفسه :
1 - ( وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) ) ( البقرة 132 )
وغني عن البيان أن أبراهيم ويعقوب وبنيهم لم يكونوا مؤمنون بالإسلام لأنه لم يكن قد أُنزل بعد كما نعرف فأي إسلام معني هنا في هذه الآية وإليك تفسير الطبري يقول :
( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب
أي بالملة , وقيل : بالكلمة التي هي قوله : " أسلمت لرب العالمين " وهو أصوب ; لأنه أقرب مذكور , أي قولوا أسلمنا )


2 - ( أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) ( البقرة 133 )
واضح من الآية أنه يتكلم عن إله ابراهيم وإسحق ويعقوب ( إي إله اليهودية )
ثم ماذا تعني عبارة ( ونحن له مسلمون ) وهم يهود عاشوا يهود وماتوا يهود ولم ينزل الإسلام كدين حتي بعدما ماتوا جميعاً علي دينهم ( اليهودية )
وإليك تفسير ابن كثير يوضح معني كلمة الإسلام وأنها ليست الدين الإسلامي ولكنها هي الإسلام لله أقراً سيدي .
( وقوله " إلها واحدا" أي نوحده بالألوهية ولا نشرك به شيئا غيره" ونحن له مسلمون " أي مطيعون خاضعون كما قال تعالى " وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون " والإسلام هو ملة الأنبياء قاطبة وإن تنوعت شرائعهم واختلفت مناهجهم كما قال تعالى " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " والآيات في هذا كثيرة والأحاديث فمنها قوله صلى الله عليه وسلم " نحن معشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد " . )
أظن أنه يكفي هذا كدليل لباحث عن الحق وأظنك كذلك ولكني سأأتي بأيات أخريات
3 - ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) ) ( البقرة 136 )
وأيضاً غنياً عن البيان أنهم ( موسي وعيسي ) أتوا باليهودية والمسيحية وأتباعهم لم يكونوا مسلمون إلي يومنا هذا . وعليه فيكيف يقولون أنهم ( ونحن له مسلمون )
إلا إذا كانوا يقولون ويقصدون بمسلمون أنهم أسلموا وجههم لله حسب ملتهم وشريعتهم . وإليك تفسير الطبري
( وأما قوله : { ونحن له مسلمون } فإنه يعني تعالى ذكره : ونحن له خاضعون بالطاعة , مذعنون له بالعبودية . فذكر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك لليهود , فكفروا بعيسى وبمن يؤمن به )
ويكمل أيضاً في هذا الصدد بقوله :
( { ونحن له مسلمون } أمر الله المؤمنين أن يؤمنوا ويصدقوا بأنبيائه ورسله كلهم , ولا يفرقوا بين أحد منهم )
وهنا يوضح التفسير أن الإسلام هو التصديق بكل الأنبياء دون تفرقة وهذا معيار للإسلام فكل من لا يعرف نبوة أحد الأنبياء ويؤمن بها وينفذها فهو ليس بمسلم
وكل من يفضل أو يفرق بين الأنبياء بعضهم البعض يكون أيضاً ليس مسلماً
وعليه تحكم الآية بأنه من يقول ( أن رسول الإسلام خير المرسلين ويفرق بينه وبين الأنبياء الباقين ) لا يكون مسلماً وليس العكس . وعليه نصل إلي أن الإسلام في القرآن شيء وإسلام المسلمون اليوم إسلام أخر .
وسأسرد لك آيات أخري وعليك حضرتك قرآت التفسير عنها بمفردك بعد إذنك حتي لا أُطيل المداخلة .
4 - ( ال عمران (آية:52): فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون )
طبعاً غني عن البيان أن الحواريون هم من نشروا المسيحية فكيف يستقيم القول إن قلنا أنهم مسلمون بمعني أنهم يؤمنون بالإسلام كدين ، ولكن يستقيم القول إذا ما إتخذنا الكلمة بمعني إسلام الوجه لله وإسلام الإرادة له عز وجل . ..... إقرأ التفسير من فضلك
5 - ( ال عمران (آية:80): ولا يامركم ان تتخذوا الملائكه والنبيين اربابا ايامركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون )
يتضح من هذه الآية أن الإسلام هو عدم إتباع إلا الله وحده دون النظر إلي الملة أو الشريعة . ............. إقرأ التفسير من فضلك
6 - ( ال عمران (آية:84): قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ) يتضح من هذه الأية أن الإسلام هو عدم التفرقة بين الأنبياء لأنهم كلهم يؤيدون
إسلام الوجه لله وآتوا لكي يسلموا أنفسهم لله وينشروا الدعوة لإسلام الوجه لله
دون النظر الي الشريعة التي جاءوا بها .
7 - ( المائدة (آية:111): واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون )
هذه الآية تتكلم عن أن الحواريون من نشروا المسيحية أنهم كانوا مسلمون فكيف يستقيم القول إلا إذا إستخدمنا لفظ الإسلام بمعني أنه إسلام الوجه لله وليس بمعني من يؤمن بالدين الإسلامي .... إليس كذلك .
ولكن هنا في هذه الآية ظهرت نقطة أخري بأن الحواريون مما يوحي إليهم أي أنهم أنبياء أو مرسلين يوحي إليهم . فرفعت هذه الآية الحواريون إلي مرتبة الرسل
( أقول هذا من وجهة نظر إسلامية بحته ) ولكن حسب الفكر المسيحي فهم يأتون في مرتبة أعلي من الرسل لأنهم سيدينون العالم أسوة بالمسيح كما ذكرت في موضوع ( رجال الله نجم يفوق فوق نجم في المجد ) عد إليه من فضلك . بل عودوا إليه من فضلكم . فهم أفضل من أنبياء فكما قلت هم في اليوم الأخير لا يدانوا بل يدينوا العالم كما ذكرت في الموضوع المذكور . وهذا يفعلهونه دون الأنبياء أو الرسل ولذا هم
أرفع شأناً كما للقاضي رفعة عن المتهم . ..... إقرأ التفسير من فضلك2 -
8 - (العنكبوت - (آية:46): ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون )
تتكلم الأية عن أهل الكتاب وأهل القرآن وأنهم لهم إله واحد علي أختلاف
الشرائع وأنهم جميعاً مسلمون لله ( أي مؤمنون بالله )

أما باقي مداخلتك فهي صورة من مداخلتي التي أوضحت فيها أنه لا مجال للكلام عن تحريف أي من الإنجيل أو التوراة . وأثبت من الآيات الواردة في القرآن الكريم نفسه
وأتيت بتفسير المفسرون المسلمون أنفسهم . ولم أتكلم من فكري الشخصي .
وحيث أنك أسردتها كاملة حتي النهاية حتي قلت
أنك كمسلم أنت يهودي وانت مسيحي أيضاً .
فأنت مؤمن بكل الأنبياء إبتداء من ( موسي ) رئيس الأنبياء وأولهم إلي رسول الإسلام
عليه فأنت مقيد بكلامهم جميعاً . وهذا لم أقوله إلا إستنباطاً من كلام المفسرين المسلمون من تفسيرهم للآيات التي أتيت بها .
وحضرتك أعقبت بقولك وهذا نص ما قلته :
يا عم إنتَ ماتوجعش دماغنا الله يخليك ... بدل ماتستشهد بالقرآن وكمان تجيب معاه التفاسير دا مش فى مصلحتك لأنه من باب أولى انك تؤمن به
وليس ككتبكم المُحَرَّفَة

ولي علي قولك هذا تعليقات
1 - قولك ( ما عم إنت ما توجعش دماغنا الله يخليك ) دون أن تأتي بإعتراض علي ما قلته بل ذكرته فقط كما قلت بعاليه . عليه فإن كلامي يعد صحيح كمعتقد مستند علي آيات القرآن الكريم وتفسيراته ولذا لم يكن لك عليه من تعليق سوي هذا القول ( ما عم ما توجعش دماغنا الله يخليك ) ، وطبعاً لا يعد هذا التعليق طعن فيما أسردته
من كون الإنجيل والتوراة وكتب الأنبياء الأولين هم شأنهم كشأن القرآن الكريم من حيث أنهم ذكر وأن الله عز وجل تعهد بحفظهم من التحريف . فهذا منك إعتراف بما قلته
ولكنك تعترف أنه قرأنياً صحيح ولكنه ليس معتقدك الشخصي ، وهذا ليس بغريب فالإسلام اليوم ليس إسلام القرآن الكريم بل هو إسلام أخر .

2 - ( بدل ماتستشهد بالقرآن وكمان تجيب معاه التفاسير دا مش فى مصلحتك )
لماذا ليس في مصلحتي هذا ليس بصحيح فهو بالقطع في مصلحتي فكوني أتيت بكلام من القرآن وتفسيراته من المفسرين المسلمون المعروفون يجعل الكلام أكثر مصداقية من جانب المؤمنون المؤمنون بالقرآن الكريم وملتزمون به . وعليه لم تقدر حضرتك مثلاً أن ترد عليه أو تفنده وإكتفيت بقولك ( ما عم ما توجعش دماغنا الله يخليك ) وهذا يعد طريق أقصر للوصول بالمنقاشة إلي الهدف منها . أي إقناع الطرف الأخر من النقاش ومن أقواله هو علي طريقة ( شهد شاهد من أهلها فهو ملزماً لها )
لا راجع نفسك عزيزي . فيما قلت ( دا مش في مصلحتك ) لا هو في مصلحتي ولكنه
( ليس في مصحلتك أنت ) اللهم أنك تود الحق ولا شيء إلا الحق وعندها سيكون ( في مصلحتك كما هو في مصلحتي وفي مصلحة الجميع في المنتدي )

3 - ( من باب أولى انك تؤمن به وليس ككتبكم المُحَرَّفَة )
كون أن تقول من باب أولي أن تؤمن به . لا يا سيدي فأنا أسرد آيات القرآن الكريم ليس لأني أؤمن بها ولكن لأنك أنت عزيزي المسلم ( أعني الجميع ) مؤمن به وملتزم به وعليه يكون هذا أقصر الطرق لموافاتك بدليل يلزمك بأن تعتبره دليل قاطع في رأيك
وعلي طريقة ( وشهد شاهد من أهلها إذا فهو ملزماً لها )
أما قولك ( ككتبكم المحرفة ) هذا لا يعني أنهم كذلك ، أو أنك لم تفهم ما قلت في المداخلة ولم تقتنع بالأدلة التي أوردتها من آيات القرآن الكريم فهي قاطعة وواضحة كما أني أتيت بتفسيرها من طرف آآمة التفسير لديكم . وهي كانت واضحة كوضوح الشمس بالنسبة لكل باحث عن الحق وأنت منهم كما يتضح من كونك لم تأتي بتفنيد ما قلته حتي من باب الكبر . ولذا أن أكبر ذلك فيك .
ولكنك كما قلت تأبي هذا لأنك لا تؤمن بإسلام القرآن الكريم بل أنت تؤمن بإسلام أخر
راجع معتقدك في ضوء القرآن الكريم فهذا هو كتاب الله وهو ما يحمل المعتقد الإسلامي الصحيح . وما خرج عنه وعن الأحاديث الإسلامية في المرتبة الثانية فهو ليس من الإسلام في شيء ولكنه مدسوس علي الإسلام . فكن في إسلامك متكلاً علي القرآن الكريم والأحاديث لا غيرها . أم أقوال أخري من جانب أي من البشر مهما عظمت مرتبتهم لديك فإعلم هم أقل شأناً من الله عز وجل وأنبياءه كذلك .
وأعلم أيضاً أن أفكارهم وكتاباتهم ومهما علا شأنها أو لاقت عندك قبول فهي دون ذلك بالنسبة لكلام الله . ولقبول الله وحفظه لكلامه وأقواله ومعتقده الذي أرسله لنا في القرآن الكريم ( أتكلم بلسان المسلم )

وفي النهاية تمنياتي لك بالصحة والعافية والإقبال إلي الحق دون سواه حتي ولم يأتي علي هواك . فأنت تتبع الله ( الحق ) حتي ولو لم يأتي علي هواك فنحن مسلمون لله
نطيع هوانا كما يأمرنا ونسلم إراداتنا ونطيع أوامره حتي ولو لم يكن ذلك علي رضا منا
حسب نص الأية :
( ال عمران (آية:83): افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون )
أنت ملتزم عزيزي بمعتقد القرآن الكريم حتي ولو لم يكن هذا علي هواك ولو أكرهت عليه . فهذا حق لله عليك .

تمنياتي لك بالصحة والعافية .



محب حبيب