اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء أبو بكر مشاهدة المشاركة
وفقك الله أستاذ نجم ثاقب
بس صراحة مو مقنع ردك ليه الله لمن تاب على أدم عليه السلام ليه مارجعه الجنة

وهدى الله كل ضال
أهلا يا أخت أسماء .....
كل الاحترام لك ولسؤالك ....
لكن ما هو غير المقنع يا أختاه ؟

وعموما .....

ان الله خلق الانسان ليبدأ من ذكر و أنثى وتكون له ذرية ( نسل ) .....
ليستخلفه في الأرض .....
خلقه في تجربة .....

ومع أنها تجربة .....
لكنه خلقه في تكريم ....
انها بداية ايجاد الجنس البشري .....
و أسكنه الجنة .....
لكنها جنة تجربة وليست جنة الثواب .....

نحن مخلوقون للتجربة ....
اذ خلق الله نفسا حرة الارادة يمكنها ان تختار و أنعم عليها بالعقل ويريد أن تختار الله مقابل نعمة العقل لذا فان المجنون مرفوع عنه الحساب لعدل الله .
وهكذا .....
فالنعمة مقابلها مسؤولية .....
وهنيئا لمن اختار الله ....

اذا فهمت هذا ....

ننتقل الى الخطوة التي بعدها ....

ان ارادة الله أن يكون آدم و نسله في تجربة الى يوم القيامة ....
وكانت ارادة الله أن يسكن آدم وحواء في الجنة .....
تلك كانت بداية وجود الجنس البشري .
و لأن الانسان ليس معصوما عن الخطأ في طبيعته المخلوقة ....
فانه لا بد أن يخطىء أثناء التجربة ....

ولاحظي اختي .....
أنك تظنين ( كمحاوري ) أن الله ربط الوجود البشري بالتواجد بالجنة .....
وهذا خطأ كبير ....
الله فقط قرر لآدم وحواء أن يسكنا الجنة .....
ضمن مسيرة الوجود البشري بعالم التجربة ( مهما اختلفت الأماكن ) .

وسؤالك اختي ....
لماذا لم يرجع الله آدم الى جنته بعد التوبة ؟

سؤالك نتيجة أنك تنشدين اجابة منطقية عبر سؤال منطقي .....

والاجابة يا أختي أسماء :

هي أن الله يريد للانسان أن يعرف أنه لا غنى للانسان عن الله وصاياه ....
لأنها النجاة .....
سواء كان في جنة أو كان في شقاء ....
فقد تعلم درسا مريرا أن مخالفة الوصية فيها افتقاد الغالي و ضلال الطريق هو البعد عن وصايا الله .....

لم يكن لآدم رجاء سوى أن يتوب الله عليه .....
والتوبة كانت باعطاء فرصة أخرى .....
تجربة أخرى ....
ليختار الانسان الله في أى ظرف كان .....

فان آدم كانت مبتغاه الله في توبته وليس الجنة .....
انها التوبة الصادقة .....
الخالية من أى نفاق .....
لأن توبة الله عليه تعني الفوز الحقيقي بالنسبة لتائب صادق ....
فما عاد آدم يرى الجنة ..... بل ينظر الى الله ورضاه .....

فماذا أعطى الله لآدم بعد أن تاب عليه ....
أعطاه خارطة جديدة تعيده الى النعيم .....
عليه الآن أن يبدأ بالسعى اليها ....
حتى يرهن لنفسه أنه يعمل ليكرم التوبة الصادقة .....

واستمرت مسيرة التجربة التي لا تنتهي الا بحلول يوم القيامة ....
لكن في مكان آخر ....
و مقابل توبة آدم الصادقة ....
أخذ من الله كلمات أنه تاب عليه و أنه رسم له الطريق الى نعيم جديد وفق الالتزام بوصاياه .....


ان الأمر بسيط يا أختاه ....
فلا أدري أين يكمن عدم اقتناعك ؟

فان توبة آدم كانت من أجل الله .... وليس من أجل جنة الله التي هي تحصيل لرضى الله ....

وهذه هي التوبة الصادقة وقمة الصدق في الايمان ....

الله قبل جنته .... بالنسبة للمؤمن .....

فان اختلاف المكان على الانسان .....
و كأنه كما يلي :

التزم بوصاياى حتى لا تخرج من النعيم .....
ثم
التزم بوصاياى حتى تذهب الى النعيم ....

وكلاهما تجربة .... و المهم وصايا الله ....

والغنيمة هي أن يبقى الله يرشدنا الى الفوز برضاه ونعيم داره .....


أتمنى أن الصورة لك قد وضحت يا اختاه .



أطيب الأمنيات لك من نجم ثاقب .