تحية طيبة وبعد :

من كل ما تقدم من مداخلات وبعد إستبعاد المداخلات الخاصة بشتيمتي أشكركم عليها
فأنا لست أهلاً أن أشتم من أجل المسيح أما بعد فالشتيمة شئ متوقع حسب قول الكتاب المقدس
( 13وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلَكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ ) ( مر 13 : 13 )

أما بعد
يتضح من مداخلاتكم رفضكم لما قلته في مداخلتي أني الأنبياء قبل المسيح دخلوا الحجيم . علي الرغم أني وضحت أن هذا ليس أعتقداي الشخصي وإنما أتيت بآيات من الكتاب المقدس وإليكم أخري
1 - ( من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس . من يغلب فسأعطيه ان
يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله ) ( رؤ 2 : 7 )

ويتضح من الأية أن الفردوس والأكل من شجرة الحياة ليس إلا لمن يغلب مع المسيح

2 - ( 16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ ) ( مر16 : 16 ) والآية توضح شرط دخول الفردوس أن يؤمن الإنسان ويعتمد . فإن أمن الأنبياء كـــ ( إبراهيم وموسي .... إلخ ) فهم يبقي لهم أن يعتمدوا حتي يتمموا الشرط . وعليه
لم يدخلوا الفردوس كعدم وقوع جواب الشرط لعدم وقوع أو تمام الشرط .

3 - ( 18اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ ) ( يو 3 : 18 )
وواضح من الآية أيضاً ما قلته أن من يؤمن بالمسيح هو الوحيد الذي لا يدان والذين لم يؤمنوا به قد دينوا . هكذا تقول الآية .
ولكن لي تعليق أخر فكيف أمن الأنبياء لكي لا يدانوا بالمسيح والمسيح أساساً لم يأتي
فالمسيح لم يصبح مسيحاً ومن يؤمن به لا يدان إلا بعدما جاء المسيح فعلا وقام بالقداء حيث أشتري لنا الخلاص ( فردوس النعيم - الملكوت الأبدي )
وعليه حين مات الأنبياء لم يكن المسيح أصبح مخلصاً وفادياً للجنس البشري ولم يستوفي العدل الإلهي حقه . وعليه يظلون في نفس المنفي ( بعيداً عن الله )الذي نفي إليه آدم بنفسه وطاعته للشيطان حين أخطأ هو وبنيه معه ( الموت ) أي الموت في الجحيم .
4 - ( لان الله اغلق على الجميع معا في العصيان لكي يرحم الجميع ) ( رو 11 : 32 )
ماذا يعني هنا الرسول بولس بقوله ( أغلق علي الجميع معاً في العصيان )
الا يعني أن الذين كانوا قبل المسيح في العصيان حيث تمت المصالحة بين الله والناس بعمل المسيح الكفاري فصارت المصالحة بين الله والناس كقول الآية
( اي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة . ) ( كو 5 : 19 )
وماذا يعني بكلمة ( أغلق ) ألا تعني إغلاق فردوس النعيم علي الناس حيث لم تكن مصالحة بين الله والناس . وعليه يظل الناس لا يحيون مع الله ( في فردوس النعيم )
في الدنيا وهم علي الأرض ليسوا مع الله ، وكذلك بعد الموت لا يحيون في الفردوس مع الله فتري أين كانوا يوجدون ليس هناك إلا الجحيم .

5 - ( لكن الكتاب اغلق على الكل تحت الخطية ليعطى الموعد من ايمان يسوع المسيح للذين يؤمنون . ) ( غلا 3 : 22 )
الا يعني الرسول بولس بلفظ ( أغلق ) أي أغلق فردوس النعيم أمام الناس وفي قوله ليعطي الموعد من إيمان يسوع المسيح للذين يؤمنون به
ألا يعني هذا أن الرسول بولس يقول أن الموعد هو موعد الخلاص من قبضة الشيطان في الجحيم لكل الناس حتي الأنبياء منهم كان بيسوع المسيح والإيمان به ( اي بأنه جاء وقام بالفداء للذين يؤمنون به ) فحتي من أمن به من الأنبياء العظام أمنوا به ولكنه لم يكن قد قام بالفداء حينها ولذا ظلوا منتظرين علي رجاء القيامة كما نحن اليوم تماماً
فالقيامة هي رجائنا في دخول الفردوس وملكوت السماء
فكيف دخل الأنبياء ولم تكن هناك قيامة ... أعقلوها .

6 - ( ولكن قبلما جاء الايمان كنا محروسين تحت الناموس مغلقا علينا الى
الايمان العتيد ان يعلن . ) ( غلا 3 : 23 )

وها هو يأكد ثالثة علي نفس الحقيقة ( مغلقاً علينا ) أي مغلق باب الفردوس أمامنا ومغلقاً علينا في الجحيم . حتي جاء الإيمان ( بماذا ) بيسوع المسيح مخلصاً ومصالحاّ الله مع الناس .
وليس هذا فحسب بل إسمع الآية من العهد القديم نفسه وها هو أيوب الصديق يصرخ
طالباً مصالحاً بينه وبين الله .
( ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا ) ( أي 9 : 33 )
من اين جاء أيوب بهذا الفكر ، وهل يوجد اليوم إنسان مسيحي يشعر أن الله لا يحبه وأنه يحتاج لمن يصالحه علي الله . أكيد لا لأن المسيح جاء فعلا وصار لنا به مصالحة مع الله الآب . كما في الأية بعاليه

وهذا أولاً .

وثانياً : إن كان هذا كلام غير معقول . فأين العقل في
1 - لم يظهر أي من الأنبياء قديماً أبداّ ، مثلما يظهر القديسين اليوم ، بمجد ونور ويعلنون مجد الله ، بل ويأتوا بالمعجزات في ظهوراتهم فيشفوا أعين ويقيمون موتي وعرج وشل ويجعلوا الذين لا ينطقون ينطقون ويتهللون .
أنظر مئات الظهورات في العالم كله ( العذراء مريم - مارجرجس - أبانوب - البابا كيرلس .... إلخ ) فهل هؤلاء أعظم من الأنبياء .
2 - فسر لي بالعقل لماذا إستطاعت المشعوذه أيام الملك شاول أن تحضر روح إيليا
ومن أين أتت بها ، إيليا التي لم تكن لتقف أمامه وهو في حياته كيف أصبح لها
سلطان علي روحه لتحضرها ،
ومن أين أحضرتها ونحن نعرف أن المشعوذين يتعاملون مع الشيطان فمن أين إستطاعت أن تحضر روح صموئيل أن كانت في فردوس النعيم ، والشيطان لا يمكنه أن يدخل إلي فردوس النعيم حيث محضر الله . ألا يعني هذا ان روح صموئيل كانت في قبضة الشيطان ولذا كان له سيطرت عليه فأحضرها للعرافة المشعوذة . ... إعقلها

يا سادة لا تناقشوا وأنتم متمسكون بشئ ما بل كما تصير المناقشة وكما يقتضاكم العقل والمنطق والبراهين الإلهية ينبغي أن تذهبوا ، حتي لو كان ذلك غير موافق لظنونكم
فنحن لا نحدد لله ماذا ينبغي بل نستقصي ونتفهم ما هو فاعل ونؤمن به .

**** كما أني قلت كانوا في الجحيم وليس في جهنم النار والفارق كبير
فالجحيم هو مكان إنتظار ولا يوجد فيه تعزيب لأن الإنسان لم يكن قد دين بعد ولكنه مكان يكون فيه الشيطان مالكاً علي من فيه
وهو نقيض فردوس النعيم فهو مكان إنتظار للأبرار وهذا كان مغلقاً . وتم فتحه بالفداء
وإليك قول البابا شنودة الثالث نفسه .
( الجحيم هو مكان للآنتظار , وليس مكان للعذاب ..
اما مكان العذاب فهو جهنم النار ... كما قال السيد عن الخاطئ " يكون مستوجب نار جهنم - مت 5 : 32 " ... وقوله للكتبة والفريسيين " كيف تهربون من دينونة جهنم " مت 23 : 33 .. وكرر عبارة " جهنم النار فى مت 18 : 9 " ...
اما الجحيم
فكانت مجرد مكان للآنتظار قبل الفداء .. وعنها قال المرتل فى المزمور " لا تترك نفسى فى الجحيم , ولا تدع قدوسك يرى فسادا " مز 16 : 10 ..
لم يكن ابونا ابراهيم اذن فى عذاب , بل فى انتظار .. وابونا ابراهيم قال عنه الرب لليهود : ابوكم ابراهيم تهلل ان يرى يومى , فرأى وفرح " يو 8 : 56 ... )


وأظن أني أجبت علي رفضكم فكرة أن الأنبياء لم يكونوا في الفردوس أو السماء قبل مجئ المسيح بما يكفي . وليس هناك ما يرفض ما أجبته إلا كونكم ترفضون هذا لميول منكم وليس لبطلانه أو عدم ثبوت حقيقته . وأنا دائماً أتكلم للباحث عن الحق حتي ولو جاء مخالفاً لميوله وأهوائه .


وفي النهاية سلام الله أهدي إليكم ولكل باحث عن الحق

محب حبيب