السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
( لماذا قال الله تعالى في القرآن عن سيدنا المسيح- عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- أنه كلمته ولم يقل عن سيدنا آدم- عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- أنه كلمته)
أخي الكريم كيف نرد على هذا السؤال ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
صحيح ان الله تعالى لم يقل عن ادم عليه السلام انه كلمته ولكن هناك مقارنة بين عيسى عليه السلام وادم عليه السلام في قوله تعالى " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) ال عمران
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاية
يقول تعالى: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ } في قدرة الله تعالى حيث خلقه من غير أب { كَمَثَلِ آدَمَ } فإن الله تعالى خلقه من غير أب ولا أم، بل { خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } والذي (1) خلق آدم قادر على خلق عيسى بطريق الأولى والأحرى، وإن جاز ادعاء البنوة في عيسى بكونه مخلوقا من غير أب، فجواز ذلك في آدم بالطريق الأولى، ومعلوم بالاتفاق أن ذلك باطل، فدعواها في عيسى أشد بطلانا وأظهر فسادًا. ولكن الرب، عَزّ وجل، أراد أن يظهر قدرته لخلقه، حين خَلَق آدم لا من ذكر ولا من أنثى؛ وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر كما خلق بقية البرية من ذكر وأنثى، ولهذا قال تعالى في سورة مريم: { وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ } [ مريم : 21 ].
فكما بين استاذنا السيف البتار ان قوله تعالى في حق المسيح انه كلمته لا تعني بالضرورة فهم النصارى لها بانه اقرار بالوهيته حتى ولو لم تذكر في حق خلق اخرين مع ان الكلمة في هذه الاية (النساء 171) كما قال ابن كثير ايضا هي قوله تعالى "كن فيكون" والتي تمثل ارادة الله تعالى في خلق المسيح بهذه الصورة الاعجازية .. وخلق ادم ايضا بهذا الكلمة (كن فيكون)
والله الهادي الى سواء السبيل
سَلامٌ مِنْ صَبا بَرَدى أَرَقُّ ....ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ
ومَعْذِرَةَ اليراعةِ والقوافي .... جلاءُ الرِّزءِ عَنْ وَصْفٍ يُدَّقُ
وذكرى عن خواطرِها لقلبي .... إليكِ تلفّتٌ أَبداً وخَفْقُ
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات