بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية نهمس في أذن كل من يردد هذه الشبهة شديدة العقم
القرآن الكريم لم يقتبس من شيء لا من الكتاب المقدس ولا غيره ، هذه الشبهة التي ترددونها نابعة من دافع الإسقاط الموجود لديكم
فالكتاب المقدس هو أول كتاب عُرف بهذه الخاصية وتميز بها عن سائر الكتب .
فتقول مقدمة الاباء اليسوعيين
والامثلة كثيرة جدا لمن قرا منهم في النقد الاعلي .
اما بخصوص القرآن الكريم
هناك قاعدة بسيطة جداً وجب أن يعلموها
وهي أننا لا نسلم بصحة ما جاء به كتابهم إلا ما وافق كتاب الله وما صح عن نبيه صلى الله عليه وسلم
وله عندنا حكم الإسرائليات وهي على ثلاثة أنواع كما قال الإمام العلامة بن كثير في مقدمة تفسيره ج 1 ص 8 :
أحدها : ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق ، فذاك صحيح .
والثاني : ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.
والثالث : ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل ، فلا نؤمن به ولا نكذبه ، وتجوز حكايته لما تقدم ، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني .
فكل ما وافق القرآن حق ، ولذلك من الوارد جداً وجود بعض المتشابهات في بعض النصوص ، فالله سبحانه وتعالى بين أنه توجد بعض الأمور منصوص عليها في كل من الرسالات الثلاث كالجهاد
فيقول جلا وعلا :
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 111 ) التوبة
ومثل قوله تعالى
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ( 8 ) العنكبوت
ومثله في التوارة
في سفر التثنية اصحاح 5 فقرة 16
اكرم اباك وامك كما اوصاك الرب الهك
وأقره المسيح في مر ( 7 : 10 )
هذا هو الموضوع ببساطة
وليعلم الجميع ان الحجة ليست للكتب أهل الكتاب على كلام الله ورسوله
بل العكس أن الحجة هي لكلام الله ورسوله على كتب أهل الكتاب
ومن له أذنان للسمع فليسمع
تحياتي أخي الحبيب الغالي eng على مجهودك الرائع
جزاك الله خير
المفضلات