فنصّ الآيات المذكورة لا يُشير لا إلى التوراة ولا الإنجيل ولا القرآن إنّما يصف، بأسلوب شعري، رحلة الخروج من مصر إلى أرض كنعان، بقيادة الله لشعبه، في الطريق من سيناء، إلي سعير، إلي فاران، إلي فلسطين، ولم يذهب الشعب في هذه الرحة مطلقًا إلى مكّة أو الحجاز، كما يذكر الكتاب أن داود " وَقَامَ دَاوُدُ وَنَزَلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ " (2صموئيل1/25؛1ملوك11/18)، ولا يذكر الكتاب مطلقًا أنّ داود غادر فلسطين إلي الحجاز!! إنما يُذَكّر نصّ الآيات، بما فعله الله مع شعب إسراثيل.

القرينة هنا تدل على أن موسى في كلامه على هذه المواضع يذكّر بني إسرائيل كيف أضاء مجد الله إلي مسافات بعيدة عندما كانوا ضاربين خيامهم عند جبل سيناء، وتبين لنا الخرائط الجغرافية أنّ سيناء وسعير وفاران ثلاثة جبال متجاورة واقعة في شبه جزيرة سيناء وجنوب الأردن على بعد مئات من الأميال من مكة، كما بيّنا أعلاه، وكما هو مبيّن في الخريطة التي أمامنا، فضلاً على أن الذي جاء هو الرب ( يهوه יְהוָה ) وهو اسم الله ولا يُطلق على بشر.