عزيزي ..
ليس الهدف هنا الحديث عن القصور البياني، وإنما السؤال :
هل (ما) هنا للعاقل أم لغير العاقل؟
لو كان الجواب : هي للعاقل فقط لكان بالفعل قصوراً لأنه كما قلت "غير العاقلين" يلدون أيضاً.
ولوكان الجواب : هي لغير العاقل فقط لكان قصوراً كذلك لأن "العاقلين" يلدون كذلك.
أما إذا قلت : هي للعاقل وغير العاقل ، هنا تكون قد أصبت كبد الحقيقة ، لأن العاقل وغير العاقل يلدان.
وهنا مربط الفرس
إذ أنه بناءً على القاعدة السابقة بأن (ما) تُقال للعاقل وغيرالعاقل، فإنه يمكن القول بأن (ما) في قول القرآن "إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ" تفيد العاقل وغير العاقل ، أي المعبودات من غير الأصنام تدخل في الحساب ، وعليه يكون المسيح بحسب الآية أحد أركان حصب جهنم !!!
والشيء بالشيء يذكر ألا تتفق معي أن كلمة "حصب" في الآية ، وأقصد " إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ" كانت في الأصل "حطب" ، إلا أنه ولسبب ما تمت كتابتها "حصب"؟
ولعل ما يعزز هذا القول هو ما ورد في تفسير الطبري إذ قال :
"وَاخْتُلِفَ فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَتْهُ قُرَّاء الْأَمْصَار : { حَصَب جَهَنَّم } بِالصَّادِ , وَكَذَلِكَ الْقِرَاءَة عِنْدنَا لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة عَلَيْهِ . وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ وَعَائِشَة أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِ ذَلِكَ : " حَطَب جَهَنَّم " بِالطَّاءِ . وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَرَأَهُ : " حَضَب " بِالضَّادِ ."
وفي تفسير القرطبي :
"قِرَاءَة الْعَامَّة بِالصَّادِ الْمُهْمَلَة أَيْ إِنَّكُمْ يَا مَعْشَر الْكُفَّار وَالْأَوْثَان الَّتِي تَعْبُدُونَهَا مِنْ دُون اللَّه وَقُود جَهَنَّم ; قَالَهُ اِبْن عَبَّاس . وَقَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَقَتَادَة : حَطَبهَا . وَقَرَأَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَعَائِشَة رِضْوَان اللَّه عَلَيْهِمَا " حَطَب جَهَنَّم " بِالطَّاءِ . وَقَرَأَ اِبْن عَبَّاس " حَضَب " بِالضَّادِ الْمُعْجَمَة"
المفضلات