اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذو الفقـار مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا ليث

الزميل ديكارت :

لنضع الآيات مجتمعة ونعرف سبب النزول ليستبين لك الحق

قال تعالى " إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ" الأنبياء 98-103

إن الخطاب في هذه الآية موجه لأهل مكة لا غيرها

"إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ "

"إنَّكُمْ" يَا أَهْل مَكَّة "وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه" أَيْ غَيْره مِنْ الْأَوْثَان "حَصَب جَهَنَّم" وَقُودهَا "أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ" دَاخِلُونَ فِيهَا " ... تفسير الجلالين

"يَقُول تَعَالَى مُخَاطِبًا لِأَهْلِ مَكَّة مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْش وَمَنْ دَانَ بِدِينِهِمْ مِنْ عَبَدَة الْأَوْثَان" إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه حَصَب جَهَنَّم " ... تفسير بن كثير

أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ " أَيْ فِيهَا دَاخِلُونَ . وَالْخِطَاب لِلْمُشْرِكِينَ عَبَدَة الْأَصْنَام ; أَيْ أَنْتُمْ وَارِدُوهَا مَعَ الْأَصْنَام . وَيَجُوز أَنْ يُقَال : الْخِطَاب لِلْأَصْنَامِ وَعَبَدَتهَا ; لِأَنَّ الْأَصْنَام وَإِنْ كَانَتْ جَمَادَات فَقَدْ يُخْبَر عَنْهَا بِكِنَايَاتِ الْآدَمِيِّينَ . وَقَالَ الْعُلَمَاء : لَا يَدْخُل فِي هَذَا عِيسَى وَلَا عُزَيْر وَلَا الْمَلَائِكَة صَلَوَات اللَّه عَلَيْهِمْ ; لِأَنَّ " مَا " لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ . فَلَوْ أَرَادَ ذَلِكَ لَقَالَ : " وَمَنْ " . قَالَ الزَّجَّاج : وَلِأَنَّ الْمُخَاطَبِينَ بِهَذِهِ الْآيَة مُشْرِكُو مَكَّة دُون غَيْرهمْ . ... تفسير القرطبي

عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه حَصَب جَهَنَّم أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } قَالَ الْمُشْرِكُونَ : فَإِنَّ عِيسَى يُعْبَد وَعُزَيْر وَالشَّمْس وَالْقَمَر يُعْبَدُونَ ! فَأَنْزَلَ اللَّه : { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } لِعِيسَى وَغَيْره .

وعليه فإن قوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ " هو إبتداء كلام محقق لمسألة كان ينكرها القوم ولتبسيط الأمر

كقولك قال المشركون لمحمد " كيف تقول يا محمد "إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه حَصَب جَهَنَّم " وهناك من يعبد المسيح وهناك من يعبد عزير وهناك من يعبد الملائكة .. فجاء النص القرآني مجيباً بالتأكيد انهم سيدخلون النار وليس الذين سبقت لهم منا الحسنى في هذا الأمر لأنهم عنها مبعدون أي أنهم غير معنيين بدخول المعبود جهنم

عزيزي ..

إذا الكلام حقاً موجهاً إلى لأهل مكة دون غيرها ، وهو يخاطب عبدة الأصنام فقط، فلماذا اضطر القرآن للاستدراك بالقول " إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ "؟

النتيجة المنطقية هي أن الكلام موجه لكافة المشركين ومنهم النصارى – بحسب رأيكم – ولعل الحديث الذي سقته يدل على ذلك :


" عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه حَصَب جَهَنَّم أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } قَالَ الْمُشْرِكُونَ : فَإِنَّ عِيسَى يُعْبَد وَعُزَيْر وَالشَّمْس وَالْقَمَر يُعْبَدُونَ ! فَأَنْزَلَ اللَّه : { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } لِعِيسَى وَغَيْره"


وهو ما يعني أن مشركي مكة قد أدركوا أن قول القرآن (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه حَصَب جَهَنَّم ..) لا يخصهم فقط ، وإنما يخص اليهود، والنصارى، لأن الفريق الأول - بحسب رأيكم - يشرك بالله إذ يقول عزيز ابن الله، والثاني المسيح ابن الله) ولذلك تم استدراك هذه النقطة التي لم يتم الانتباه لها ، فأتت آية (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) لترد على المشركين، هذا إذا ما سلمنا جدلاً بصحة هذا القول، بأن الآية 101 هي استدراك للآية 98،

والنتيجة أن القرآن قد أكد بذلك أن الآية ليست لمشركي مكة فقط ، وإنما هي لكل من أشرك بالله ، ومن النصارى وإلههم المسيح ، واليهود وإلههم عزيز.

ولكن ما هو الدليل على أن الآية تستثني المسيح ، أو عزيزاً؟

إن الآية مبهمة ، ولا تتحدث عن أسماء ، أو تخص أحداً بالاسم.

وهل هذا يعني أن المسيح وعزيز هما إلهان لا يخطئان حتى يتم عصمتهما من النار؟