يا صديقي ‏sa3d
ويا أخي خوليو5
أنتما تلصقان بالمسيحيّين تهمة باطلة، وتريدانني أن أتبنّاها بالقوة. ‏
فأنا لا أحترم السيد المسيح فقط، ولا أوقره فقط، بل أقوم على عبادته، وأعتبره إلهاً. وهذا ما لا ‏تقبله أنت. وأنت أريدكما أن تجيباني على هذه الأسئلة، من بعد إذنك:‏
فكيف أتّهمه بما أوردته أنت على الموقع الإلكترونيّ هذا؟ وأين حدث ذلك؟
ومن يعقل أن مجموعة من المسيحيّين يرضون أن ينعتوا شخص السيد المسيح، له المجد، ‏
بالصفات التي أطلقتها أنت على نبيٍّ، يوقّره القرآن الكريم ويبجّله أكثر من أي نبي أو رسول؟ ‏
ومن هو الذي يعقل أنّ المسيحيّين يهينون إلههم بهذه الطريقة؟

ثمّ ما هي مصلحتنا، نحن المسيحيّين، في كلّ ذلك؟‏

ما هي مصلحتي بأن أهين إلهي؟ أو أوجه إليه مثل تلك النعوت، التي لا أجرؤ حتى على تكرارها؟

إنّ تلك الإهانات التي نجدها على هذا الموقع الإلكترونيّ، والموجّهة بشكل خاصّ ‏إلى السيّد المسيح، ليست سوى إيحاءات شيطانيّة، من شأنها تأجيج الصدور، ‏وزرع الحقد في نفوس الناس، لجرّهم إلى التقاتل. فهل تريد أنت أن تقوم بذلك؟ ‏وهل تريد جرّهم إلى التقاتل؟ وتكون أداة في يد الشيطان؟
فأيّ عقيم يوجّه أو يرضى بتوجيه مثل تلك الإهانات إلى السيّد المسيح؟ سوى واحد هو الشيطان؟‏
أيعقل أن نكون أغبياء إلى مثل هذه الدرجة من الغباء والحماقة؟ فأين العقل مما يحدث؟
أين هو هذا العقل؟ أيكون الغباء وصل بنا إلى درحة كهذه؟ ثمّ وأيّ غبيّ يصدّق هذا؟
أنتما يا صاحبي تلصقان بنا تهمة وتريداننا أن نقبلها منكما، هذه التهمة باطلة من رأسها إلى أخمص ‏قدميها، إذا كان لها رأس أو قدم. أنتما يا عزيزيّ تقومان بعمل شنيع، فأيّ غبي يقبل هذا الهراء؟ ‏

الإنجيل المقدّس، هل يقول ما أوردته أنتما عن السيّد المسيح؟ أأنتما تصدّقان ما ترويانه؟ إنّها لكارثة إذا ‏كنت تصدّقان ما ترويانه؟ ‏

يا صديقي دعكما من هذه الترّهات. ‏
نحن المسيحيّين نحبّ السيّد المسيح، أكثر من حبّنا لأيّ شيء على هذه الفانية. ‏
وإذا كنّا نحبّ شيئاً في العالم، فلأنّ السيّد المسيح هو الذي أمرنا بأن نحبّه. ‏
فمحبّتنا للقريب ليست لسواد عينيه، ولا لدواع أخرى، ومحبّتي لكما، على الرغم من كلّ ‏
ما تحيكانه في مقالاتكما هذه، ليست كرمى لعيونكما، بل حبّاً للسيّد المسيح. ‏
فهو الذي أرادني أن أحبّكما، إذ إنّكما أنت أخوان لي وأنا أخ لكما. ‏
وبالتالي فلا يمكنني أن أتخيّل أنّكما ترضيان بما كتبتماه وأدليتما به، ‏
عن أنّ السيّد المسيح هو كذلك، في كتبنا المقدّسة، حاشا وألف حاشا. ‏

ولكن عليكما أن تعودا إلى رشديكما، وتحلّلا الأمور من بدايتها.‏
‏ ‏
فترىيا أنّني لا أريد أن أطلق أيّ ذرّة تفكير من تلك الإهانات ‏
التي صببتماها أنتما على السيّد المسيح، ‏
وتتهمّانني أنّني أنا وكتبي المقدّسة من يطلقها. ‏
لا يا عزيزي، لا.‏
إنّها قراءة أخرى عليكما أن تقوما بها، قراءة مختلفة تماماً عن تلك التي كنتما تقرأانها. ‏
فافتحا ذهنيكما، وأعيدا قراءتها من جديد، وحلّلا ما تقرأانه، في عقلكما، ‏
واطلبا إلى الله، جلّ جلاله، أن يفتح بصيرتكما الداخليّة، لتجيدا القراءة، ‏
وتعيدا تلاوتها بفهم وبمحبّة، واخرجا من قساوة القلب التي أنتما فيها. ‏
فالله، جلّ جلاله، يحبّ أن يحرّرنا ممّا نحن فيه، ويخرجنا إلى نوره المجيد. ‏
إلى نور الحقيقة، لأنّه حقّ، ويريدنا أن نهتدي إلى معرفته.‏
والهداية إلى معرفة الحقّ تتمّ بملء حرّيّتكما وإرادتكما.‏
وهذه الحرّيّة والإرادة، هما عطيّة من الله، جلّ جلاله، ‏
وليس لأحد أن يدّعي بأنّه يعطيكهما، أو أنّه يمنحهما لك.‏
حتّى الشيطان أراد أن يسلبك هاتين الحرّيّة والكرامة، ‏
ولكن الله لن يسمح له في ذلك. فأنتما عودا إلى حرّيّتكما تلك، واكتشفا ذلك.‏
والله المعين


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ