أرى من مداخلتك أنك لاتعترض على وجود الإعجاز في الآية,وإنما إعتراضك على أن تشابه وصف الآية بوصف بعض الشعراء الجاهليين,فتستننتج أن القرآن إقتبسها منهم.
أنبه أولا لشئ هام جدا هو أن القرآن نزل باللغة العربية,وبأوصاف وكلمات يستخدمها العرب في حديثهم,فليس من الغريب أبدا أن نجد تشابها بين ألفاظ العرب في كلامهم ووصفهم وأشعارهم وبين الألفاظ القرآنيه.
فكلمة رواسي وأوتاد ودحا هي كلمات معروفة للعرب ولا يوجد أي مشكلة في ذلك,ولا أفهم سيدي,أكنت تريد أن يستخدم القرآن ألفاظا جديدة وأوصافا جديدة لم يعهدها العرب؟؟
ولكن الإعجاز سنجده في سياق الكلام وليس في الكلمة نفسها
فبالنسبة للرواسي نجد أوصاف(زيد بن نفيل)جاءت كالتالي
دحاها فلما استـوت شــدها بأيـد وأرسى
عليها الجبالا
ويقول المبرد
دحاها فلما رآها استوت على الماء أرسى
عليها الجبالا
وقبل أن نخوض في الحديث علينا ان نبحث أولا عن معنى كلمة (أرسى) في لسان العرب
رَسَا الشَّيءُ يَرْسُو رُسُوّاً وأَرْسَى: ثَبَتَ، وأَرْساه هو.
ورَسَا الجَبَلُ يَرْسُو إذا ثَبَت أَصلهُ في الأَرض، وجبالٌ راسِياتٌ.
والرَّواسِي من الجبال: الثَّوابتُ الرَّواسخُ؛ قال الأَخفش: واحدتها راسِيةٌ.إذن فرسا تعني أن له أصل في الأرض
وتعني أيضا ثبت ورسخ
هل هذا ما اتفق عليه الشعراء والقرآن؟؟؟
يقول الشاعر(أرسى عليها الجبال)
فأي معنى يقصد إذا؟؟
بالتأكيد المعنى الثاني,ثبتها(بدليل كلمة عليها)
ولكننا نرى إختلافا في الوصف القرآني
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ
فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)
الرعد
[ و جعل
فيها رواسي من فوقها ]
الفارق واضح تماما!!!!!!!!
الشعراء قالوا(
عليها)والقرآن قال (
فيها)
والصحيح علميا هو (فيها)
فالشعراء لم يتخيلوا أن تكون هناك جذورا عميقة للجبال تحت الأرض,بل تخيلوا أن تكون الجبال على الأرض, بينما القرآن يؤكد المعنى الصحيح علميا وبنفس الوصف الذي إعتاد عليه العرب,أليس هذا إعجازا!!!!!
المفضلات