اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحق الحق مشاهدة المشاركة
انكتها
!!!!!
الرد على الشبهة فى نقاط مختصرة :
-----------------------------------
1- لم يستنكر أحد من أصحاب الرسول هذا اللفظ .. لأنهم كانوا على علم بأخلاق وحياء الرسول صلى الله عليه وسلم وبحساسية الموقف وما يترتب على ثبوته من عقوبة لا رجعة فيها ... وكانوا يعلمون معني الكلمة والهدف من إستخدامها بالتحديد وجواز التلفظ بها في هذا الموقف للتأكد اليقينى ... فمن المعلوم أنه إذا تم إعدام شخص فلا يمكن إعادته إلى الحياة مرة أخرى لو ثبت أن الحكم كان خاطئا وأن من تم إعدامه كان بريئا أو مظلوما أو جاهلا

2- هذه الكلمة من العربية الفصحى ... ففى اللغة العربية : ناكَ الشىءُ الشىءَ إذا انطبق عليه وغشيه وغلبه وتغلغل فيه .... ولا تستعمل حصريا لوصف الزنا ... بل فى وصف النعاس (تنايكت الأجفان) أى تطابقت ... أو نزول المطر (ناكَ المطر الأرض) أى وقع فوقها وقعا شديدا فتغلغل فيها
وأمثلة أيضا لهذه الكلمات من العربية الفصحى لفظ (الخَوَل) وهو الراعى الحسن الذى يقوم على شئون قومه ... ومثله ألفاظ (العَرْصُ) و (مُعَرَّصٌ) و (اللَّبُؤَةُ) و (النِّسْوانِ) و (الفَشْخُ) ... فهى من العربية الفصحى وليست بألفاظ مستقذرة ... بل ثقافة الناس اليوم هى ما تعتبرها من ألفاظ الشوارع وسوء الأدب والفحش والبذاءة لأن من يقول هذه الكلمات حاليا يقولها بنية السب والشتم المقذع

3- الضرورات تبيح المحظورات .... ولكل مقام مقال .... فلم يتلفظ الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة سوى فى هذا الموقف
هذه الكلمة قالها الرسول صلى الله عليه وسلم مرة واحدة مضطرا إليها وفي موقف يحدد حياة شخص أو موته وذلك لدرء أدنى الشبهات والتيقن التام من ثبوت الزنا الفعلى كيلا يتم إزهاق نفس قد تكون غير مستوجبة للحد بل للتعزير فقط ... خصوصا وأن العقوبة هى الموت بطريقة مؤلمة ومهينة وبشعة وهى أقسى وأشد عقوبة ممكن أن توقع على مذنب (الرجم بالحجارة حتى الموت) !!!
إن الحياء من الإيمان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لكل دين خلقا وخلق هذا الدين الحياء) ... وعَنْ أَبِى سَعِيدٍالْخُدْرِىِّ قَالَ: (كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِى خِدْرِهَا، فَإِذَا رَأَىل شَيْئًا يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ) ... يعني استحياءه من ربه ومن الناس أشد من حياء العذراء البِكرفي سترها
فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ : (سَأَلَتِ امْرَأَةٌ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ تَغْتَسِلُ مِنْ حَيْضَتِهَا، فَذَكَرَتْ أَنَّهُ عَلَّمَهَا كَيْفَ تَغْتَسِلُ ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مِنْ مِسْكٍ فَتَطَهَّرُ بِهَا قَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا ؟ قَالَ: تَطَهَّرِى بِهَا سُبْحَانَ اللهِ، قَالَتْ : كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا ؟ قَالَ: تَطَهَّرِى بِهَا سُبْحَانَ اللهِ وَاسْتَتَرَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فاجْتَذَبْتُهَا إِلَىَّ وَعَرَفْتُ مَا أَرَادَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: تَتَبَّعِى بِهَا أَثَرَ الدَّمِ)
والفرصة : قطعة من قطن أو صوف

4- لم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا اللفظ فى البداية بل بعدما راجع ماعزا أربع مرات بقوله : (لعلَّكَ قبَّلْتَ) – (لعلَّكَ غمزْتَ) – (لعلَّكَ نظرْتَ) – (لعلَّكَ لمَسْتَ) وكان يعرض عنه فى كل مرة ... وماعز فى كل مرة يرد : (لا يا رسولَ اللهِ بل زنيتُ)

لم يكتف الرسول عليه الصلاة والسلام بإقرار المقر بالزنا ... بل استفهمه بلفظ لا أصرح منه في التأكد من حدوث الجريمة وثبوتها وهو لفظ : (أنكتها) ... قاله مضطرا لضرورة ... خوفا من إعدام رجل قد يكون غير مستوجب لإقامة الحد عليه ... ولذلك لجأ الرسول مضطرا لأخف الضررين : التلفظ بهذه الكلمة بدلا من سفك دم وإزهاق روح تداخلهما شبهة جهل وعدم دراية ولو ضئيلة !!!
ولم يكتف الرسول عليه الصلاة والسلام بردّ ماعز بالإيجاب على سؤاله : (أنكتها) ... بل أراد منه أن يوضح له ما فعل تماماً ... فراح يسأله مفصّلاً مستوثقا ومراجعا : (حتى غابَ ذلك منك (الذكر) في ذلكَ منها (الفرج)) فقال له : (نعم) ... فعاد يلحّ على تفاصيل أدقّ مستوثقا ومراجعا مرة أخرى : (كما يغيبُ المِرْوَدُ في المكحلةِ والرِّشاءُ في البئرِ) ؟ .... فلما لم يجد بدا من إقامة الحد بعد اعتراف الرجل الكامل ... أمر به فرجم
علام يدل هذا التصرف من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟
حتى لكأنه يتمنى لو عاد الرجل عن اعترافه فلا يرجم ويتوب إلى الله ... يراجعه المرة بعد المرة ... لعله يعدل شهادته على نفسه ... يقول له : (أنكتها) ؟ لعله يستحى ويخجل وسط الجمع فينكر ويعود فى إعترافه ... حتى لكأنه يحاول بشتى السبل إيجاد شبهة تدرأ الحد عن الرجل .... أى رحمة وأى حنان بالمؤمنين وأى شفقة عليهم وأى حب لهم ؟؟
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)

5- الألفاظ المكناة الأخرى المرادفة لهذا اللفظ – والأخف وطأة على السمع – لا تقوم مقامه ولا تؤدى نفس معناه
والألفاظ الأخرى – التى يراها النصارى أكثر تهذيبا وأدبا – قد تحتمل معانٍ أخرى لا تتناسب مع موقف التقاضي :
* (أزنيت بها) : يتضمن دلالات أخرى عقوبتها التعزير فقط وليس إقامة حد الرجم مثل النظر بشهوة أواللمس أوالاشتهاء بالعين أو القلب كما روى أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(العين تزني والقلب يزني فزنا العين النظر وزنا القلب التمني والفرج يصدِّق ما هنالك أويكذبه)
فهذه الكلمة لا تؤكد الزنا فالقبلة واللمسة والمداعبة والإحتضان والنظر بشهوة من أفعال الزنا لكنها موجبة للتعزير وليس الحد
* (أضاجعتها) : لا تؤكد الزنا فضاجعت فلانا أى رقدت معه فى نفس المضجع وليس بالضرورة حتى أننى لامسته
* (أواقعتها )أو (أوطئتها) : أيضا لا تؤكد الزنا فقد يقع الرجل على المرأة ويعتليها ولكن لا يولج ذكره في فرجها وهذا أيضا لا يقام به الحد بل يطبق عليه التعزير المغلظ
* (أقضيت منها وطرا) : أيضا لا تؤكد المعنى المقصود وهو الإيلاج فى الفرج ... فقد يقضى الرجل وطره من المرأة بوسائل أخرى سطحية
* عبارات مثل : (أدخلت بها) – (أنكحتها) – (أجامعتها) – (أعاشرتها) – (أباشرتها) تصف العلاقة الجنسية السوية الحلال غير المحرمة بين الرجل والمرأة والتى هى الزواج
لكن بالسؤال بهذا اللفظ (أنكتها) قطع الشك باليقين ... إذ لا يشار بهذه الكلمة أبدا لوصف علاقة جنسية كاملة غير محرمة .... ثم زاد للتأكيد إقرار الأعرابى بأنه أدخل ذكره فى فرج المرأة معطيا إياه فرصة أخيرة لتعديل إعترافه ... حتى لا تكون هناك أدنى شبهة قبل إقامة الحد فيتم تنفيذه بدون أى شبهة ظلم أو جهل
وباختصار .. فالرسول عليه الصلاة والسلام قد صرح باللفظ لأن الحدود لا تثبت بالكنايات ... وفي هذا اللفظ معنى زائد لا يغني في بيانه أي لفظ آخر

6- في مثل هذه القضية وهذا الموقف ... فإن شدة اللفظ لا تقارن بشدة الحد ... ولا يقارن خدش الحياء العام (كما يزعم المفترون) بأن يؤتى برجل ويحفر له ويقذف بالحجارة حتى يموت !!!
ومن أصول وقواعد تنفيذ حدود الشريعة ... أن من يأتي معترفا بخطيئة مستوجبة لإقامة حد من حدود الله (سرقة – زنا – شرب خمر – ردة) يكون الأصل في التعامل معه هو محاولة إخراجه من تحت طائلة تطبيق الحد الشرعى باستنفاذ الشبهات ... ولكن بشرط هام وهو : (الحذر من إهدار الحكم الشرعي المتعلق بالجريمة)

7- من المعلوم أنه فى المحاكم المعنية بالقضايا الجنسية (مثل قضايا الآداب وقضايا الإغتصاب أو قضايا إدعاء النسب) يستخدم القضاة هذه الألفاظ أحيانا بحسب الموقف والعقوبة ويطلبون من المتهمين الإجابة بالتفصيل قبل إصدار الحكم لكى يطمئن ضمير المحكمة إلى عدم إلحاق الظلم بهم - خصوصا فى القضايا التى يكون فيها الحكم بالإعدام - أو مثلا حين يكون المستوى الثقافى والتعليمى للمتهمين فقيرا بحيث لا يفهمون الألفاظ المكناة ... ولم يقل أحد أن هؤلاء القضاة سفلة أو قذرين أو (قليلى الأدب) لأنهم يتحرون العدل بكل السبل الممكنة
-----------------------------------
والحمد لله رب العالمين