فتح الباري لابن حجر (4/ 366)
1228 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
مَرَّ بِنَا جَنَازَةٌ فَقَامَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْنَا بِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَةَ فَقُومُوا

1228 - قَوْله : ( حَدَّثَنَا هِشَام )
هُوَ الدَّسْتُوَائِيّ
وَ ( يَحْيَى )
هُوَ اِبْن أَبِي كَثِير .
قَوْله : ( مُرَّ بِنَا )
بِضَمِّ الْمِيم عَلَى الْبِنَاء لِلْمَجْهُولِ ، وَفِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيّ " مَرَّتْ " بِفَتْحِ الْمِيم .
قَوْله : ( فَقَامَ )
زَادَ غَيْر كَرِيمَة " لَهَا " .
قَوْله : ( فَقُمْنَا )
فِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ " وَقُمْنَا " بِالْوَاوِ ، وَزَادَ الْأَصِيلِيّوَكَرِيمَة " لَهُ " وَالضَّمِير لِلْقِيَامِ أَيْ لِأَجْلِ قِيَامه ، وَزَادَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيق الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى " فَلَمَّا ذَهَبْنَا لِنَحْمِل قِيلَ إِنَّهَا جِنَازَة يَهُودِيّ " زَادَ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيق أَبِي قِلَابَةَ الرَّقَاشِيّ عَنْ مُعَاذ بْن فَضَالَة شَيْخ الْبُخَارِيّ فِيهِ " فَقَالَ إِنَّ الْمَوْت فَزَع " وَكَذَا لِمُسْلِمٍ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ هِشَام .
قَالَ الْقُرْطُبِيّ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْمَوْت يُفْزَع مِنْهُ ، إِشَارَة إِلَى اِسْتِعْظَامه ، وَمَقْصُود الْحَدِيث أَنْ لَا يَسْتَمِرّ الْإِنْسَان عَلَى الْغَفْلَة بَعْد رُؤْيَة الْمَوْت ، لِمَا يُشْعِر ذَلِكَ مِنْ التَّسَاهُل بِأَمْرِ الْمَوْت ، فَمِنْ ثَمَّ اِسْتَوَى فِيهِ كَوْن الْمَيِّت مُسْلِمًا أَوْ غَيْر مُسْلِم .
وَقَالَ غَيْره : جَعْلَ نَفْس الْمَوْت فَزَعًا مُبَالَغَة كَمَا يُقَال رَجُل عَدْل ، قَالَ الْبَيْضَاوِيّ : هُوَ مَصْدَر جَرَى مَجْرَى الْوَصْف لِلْمُبَالَغَةِ ، وَفِيهِ تَقْدِير أَيْ الْمَوْت ذُو فَزَع اِنْتَهَى . وَيُؤَيِّد الثَّانِي رِوَايَة أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظِ " إِنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعًا " أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ ، وَعَنْ اِبْن عَبَّاس مِثْله عِنْد الْبَزَّار قَالَ : وَفِيهِ تَنْبِيه عَلَى أَنَّ تِلْكَ الْحَالَة يَنْبَغِي لِمَنْ رَآهَا أَنْ يَقْلَق مِنْ أَجْلهَا وَيَضْطَرِب ، وَلَا يَظْهَر مِنْهُ عَدَم الِاحْتِفَال وَالْمُبَالَاة .


نرجو الله تعالي ان يحسنا خاتمتنا
ولعل الاخوة يحذفون تلك التعليقات الغير لائقة
فان للموت حرمة ، ولا خصومة مع الاموات ،
ولا يدري احد ما هي خاتمته
اللهم احسن ختامنا جميعا وثبتنا علي دينك